طالب وزير الخارجية محمد كامل عمرو من منطلق الأخوة والتاريخ والإرث الحضارى والثقافى بتحقيق المزيد من التكامل والتعاون بين الدول العربية وتركيا بما يحقق تطلعات شعوب الطرفين فى حياة أفضل. وأكد فى كلمته أمام الدورة الخامسة للمنتدى العربى – التركي باسطنبول على ضرورة تحقيق التعاون والتكامل بين الجانبين من خلال تفعيل ما تم الاتفاق عليه فى الرباط من بناء شراكة عربية – تركية شاملة ومستدامة طبقاً لإعلان الرباط 2011 الذى أعتمد الإستراتيجية وخطة العمل التى أقرتها الدورة الثانية للمنتدى فى عام 2009 بهدف تحقيق مزيد من الاندماج والتعاون فى مجالات التنسيق الأمنى والسياسى والاستثمار المشترك والتجارة والثقافة والتنمية الاجتماعية. وأضاف فى كلمته التى تم تعميمها بالقاهرة إنه مع أهمية دعم كل أشكال التعاون فيما بيننا، فإن التعاون الاقتصادى هو من أهم السبل لبناء مصالح مشتركة بين شعوبنا وتعزيز فرص التواصل إلى ما نصبوا إليه من رخاء ونماء قائلا «ومن هنا فإننى أدعو وزراء الاقتصاد والتجارة والاستثمار لأن يكثفوا من تعاونهم لتحقيق طموحاتنا المشتركة فى بناء فضاء اقتصادى فاعل ومؤثر فى عالم أصبح النصيب الأكبر فيه للاقتصاديات والتكتلات الاقتصادية الكبرى، ولا يفوتنى فى هذا السياق أن أؤكد على مسؤلية رجال الأعمال فى هذا المضمار لدورهم الأساسى فى ربط المصالح المشتركة بين شعوبنا، ومن هنا فإن على المنتدى الاقتصادى العربى التركى مسئولية مضاعفة فى هذا المجال، كما آمل أن تأتى اجتماعات مؤتمر التعاون الصناعى العربى التركى لتصب كذلك فى ذات الاتجاه الهادف إلى تحقيق وتعزيز التكامل والتعاون بين بلادنا، كما أرحب بانعقاد الدورة الثالثة لهذا المحفل الهام فى القاهرة العام القادم بإذن الله». وتابع «نحن نشهد منذ بضع سنوات عودة تركيا لمحيطها الإقليمي وانشغالها بقضاياه وانحيازها لقيم العدالة والحرية سواء تعلق الأمر بقضيتنا المركزية فى فلسطين أو بكفاح شعوبنا لتحقيق الحرية والكرامة والديمقراطية ولا يسعنا إلا أن نرحب ونثمن هذا الانخراط الإيجابى لتركيا ودعمها الثابت لقضايانا العادلة». وقال «أنه يحضرنى فى هذا السياق ما تعرض له شعبنا الفلسطيني فى غزة من اعتداء سافر سقط على إثره شهداء من المدنيين الأبرياء العزل، وكانت تركيا وكعادتها داعمة للحق فى هذا الظرف المأساوى بتأييدها للجهود المتواصلة للرئيس محمد مرسى والدبلوماسية المصرية والعربية التى أثمرت عن وقف هذا العدوان، فقد شهدنا زيارة السيد أردوغان رئيس وزراء تركيا للقاهرة لمؤازرة الجهود المصرية وانضمام مضيفنا العزيز أحمد داود أوغلو لإخوانه وزراء الخارجية والأمين العام لجامعة الدول العربية فى زيارتهم التضامنية لقطاع غزة لدعم صمود إخواننا هناك ومقاومتهم الباسلة للعدوان، ولعل ارتفاع أعلام مصر والدول العربية إلى جانب علم تركيا وعلم فلسطين فى كل موقع شهد عدوناً إسرائيلياً لأبلغ مثال على حجم انصهارنا جميعاً خلف هدف دعم الشعب الفلسطيني حتى يحصل على حقوقه المشروعة. وها نحن قد نجحنا بفضل من الله وتوفيقه فى وقف العدوان والبدء فى تأمين فتح المعابر وتسهيل حركة أبناء الشعب الفلسطينى فى غزة وتأمين حرية انتقالهم وممارسة أنشطتهم فى المناطق الحدودية فضلاً عن تيسير حصول أهلنا فى القطاع على احتياجاتهم». وأشار الى أن اجتماع اليوم يتم لأول مرة بعد أن انحاز المجتمع الدولى ممثلاً فى أغلبية واسعة للعضوية العاملة فى الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى جانب الحق والعدل عندما اعتمد يوم 29 نوفمبر قراراً بالاعتراف بفلسطين كدولة مراقب غير عضو فى الأممالمتحدة، وهو القرار الذى يعكس الوعي المتعاظم بأهمية دفع الجهود الدولية لإنهاء الاحتلال الاسرائيلى والإقرار العملي بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف وعلى رأسها اقامة دولته المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشريف. وأوضح إن هذا الإنجاز لا يجب أن يجعلنا نحيد عن تحقيق ما نرمى إليه من توحيد صفوف الشعب الفلسطينى وإنجاز المصالحة الوطنية بين أبناءه حتى يقف صفاً واحداً فى مواجهة الاحتلال. وأكد أن أى حوار عربى تركى لا يمكن أن يتجاهل معاناة الشعب السورى الشقيق، مشيدا بالمواقف الثابتة والشجاعة للأخوة فى تركيا لمساندة إخوانهم فى سوريا فى كفاحهم لتحقيق الحرية والكرامة فى مواجهة نظام طغى وبغى على شعبه وما تحملته من أعباء لتخفيف معاناة الأخوة السوريين الذين لم يجدوا مفراً إلا باللجوء لأشقائهم فى تركيا طلباً للمأوى والرعاية. وأشار الى أن الشعب السورى خطا خطوة هامة فى جهوده لتوحيد صفوف المعارضة والعمل على طرح رؤية موحدة وشاملة لعملية الانتقال الديمقراطى تطمئن كافة أبناء الشعب السورى على مقدراته وحقوقه فى سوريا المستقبل بالاتفاق على تشكيل الائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة السورية استكمالاً لخطوة بدأت فى القاهرة عندما استضافت تحت رعاية جامعة الدول العربية مؤتمر المعارضة السورية لتعطينا الأمل فى اصطفاف الشعب السورى تحت قيادة موحدة. وأكدعمرو أن مصر ستواصل أيضاً دعمها الكامل للمبعوث العربى/ الأممى المشترك السيد الأخضر الإبراهيمى لتجنيب هذا البلد ويلات الحرب الأهلية ولتشجيع خيار الانتقال السلمى للسلطة. وأوضح أن عناصر البيان الختامى الصادر عن اجتماعنا اليوم فى فعاليات الدورة الخامسة لمنتدى التعاون العربى التركى وما يتضمنه من مواقف وطروحات إزاء كافة التحديات التى تواجهها منطقتنا، سواء فى فلسطين وسوريا واليمن أو فى السودان والصومال والعراق ومينامار وغيرها من مناطق التوتر، لأبلغ مثال على تقارب مواقفنا ودعمنا المشترك لما يواجهنا من قضايا ومشاغل. وقال «لا يفوتنى فى الختام إلا أن أشدد على أهمية تصحيح المفاهيم المغلوطة عن ثقافتنا وحضارتنا ومواجهة ما أصبح يعرف بالاسلاموفوبيا وذلك من خلال جهد فعال ومستمر لتشجيع الحوار بين الحضارات وشرح المبادئ السامية للإسلام وتكثيف التعاون فى كافة المحافل الدولية لمكافحة ما يشهده العالم من تصاعد غير مبرر لحملات تسعى لازدراء الأديان، ولا ينفصل عن هذا الجهد ما نسعى إليه فى إطار هذا المنتدى من عمل مشترك للحفاظ على إرثنا الحضارى المشترك وعزمنا دعم وتعزيز التبادل الثقافى فيما بيننا على كافة المستويات حتى يتعرف أبناء شعوبنا على ما يجمعنا، وهو كثير وثرى ومتنوع، فنحن بناة حضارة عظيمة ودعاة حق وسلام».