إدراج 51 جامعة مصرية في تصنيف "ويبومتركس" العالمي للاستشهادات المرجعية    وزير السياحة يشارك في اجتماع اللجنة البرلمانية لدراسة برنامج الحكومة الجديدة    مدبولي: نتطلع لتعزيز الشراكة الشاملة والمستدامة مع الجانب الصيني    محافظ القليوبية يفاجئ مستشفى الخصوص ويحيل مديرها للتحقيق    دمار واسع بالعيادات والمستشفيات في حي «الرمال» وسط غزة    ترتيب هدافي اليورو قبل المباراة النهائية بين إسبانيا وإنجلترا    فضائل يوم الجمعة وأحكامه في الإسلام    الصحة العالمية: «كوفيد-19» يقتل 1700 شخص أسبوعياً والتطعيم ضرورة    وزير الخارجية يتوجه إلى جيبوتي ومقديشو على أولى رحلات شركة مصر للطيران    بايدن بعد قمة الناتو: سأحافظ على قوة الحلف    سفير مصر فى بلجراد: العلاقات المصرية الصربية تشهد زخما سياسيا واقتصاديا وثقافيا    الصحة: انتهاء البرنامج التدريبي في الحوكمة الصحية بالتعاون مع كلية أمريكية    مواجهة بين رئيسي اللجنة الأولمبية المصرية واتحاد الدراجات بسبب واقعة جنة وشهد    رئيس مركز شباب المحلة: واقعة تدخين الشيشة مفتعلة    فرد أمن ينتحر بإلقاء نفسه من الطابق ال12 بمصر    «8 الصبح» على «dmc» يسلط الضوء على حفل محمد منير في مهرجان العلمين    الخارجية الصينية تحث إسرائيل على وقف عملياتها العسكرية بغزة وحماية المدنيين    أحمد سعد وإليسا يطرحان ديو «حظي من السما»    في ثالث جولاته.. وزير التعليم يصل محافظة المنيا    محافظ أسيوط يزور مستشفى حميات الشامية بساحل سليم لمتابعة انتظام العمل    «الصحة» تختتم فعاليات تدريب الدفعة الثانية من المنسقين الإعلاميين العاملين بمديريات الشئون الصحية    لمواجهة الدب الروسي.. 4 دول أوروبية تتفق على تطوير صواريخ كروز طويلة المدى    تفاصيل زيارة وزير التعليم لمحافظة المنيا (صور)    جثته متفحمة.. تحديد هوية ضحية سيارة الصحراوي المشتعلة    مصرع سائق تريلا تفحمت سيارته على الطريق الصحراوي جنوب الجيزة    أوربان يلتقي مع ترامب في محادثات "مهمة السلام" في فلوريدا    جيش الاحتلال يهاجم موقعًا عسكريًا في جنوب سوريا    تنفيذ قرارات إزالة لمخالفات بناء بالتجمعين الأول والثالث بالقاهرة الجديدة    شيخ الأزهر يحذر من خطورة التعليم الخاطئ في صناعة إنسان متشدد    أولمبياد باريس.. استعدادات «فراعنة الأولمبي» قبل خوض غمار المنافسات    بسبب مبيعات السيارات والرقائق.. ارتفاع صادرات الصين بأسرع معدل في 15 شهرًا    انطلاق القوافل العلاجية الشهرية اليوم لمبادرة حياة كريمة بقرى ومدن البحر الأحمر    والدها كشف الغموض.. سيدة تنهي حياتها بمبيد حشري في سوهاج    أسعار كرتونة البيض اليوم الجمعة في الأسواق (موقع رسمي)    ماذا قالت يسرا ل أحمد عز بعد انتهاء عروض مسرحية ملك والشاطر في الرياض؟    مسئولون بمجلس الوزراء يتابعون سير العمل بمشروعات مدينة ملوى الجديدة    هل يجوز صيام عاشوراء في يوم واحد؟.. عالم بالأوقاف يجيب    رئيسا شركة وجهاز "العاصمة الإدارية" يشهدان اصطفاف معدات وعناصر شركات النظافة والصيانة بالحي السكني الثالث    بالأسماء، إصابة 4 أشخاص في تصادم سيارتين بالعريش    الأوقاف: افتتاح 10 مساجد اليوم منها 6 إحلالا وتجديدا و4 صيانة وتطويرا    الكنيسة القبطية تحتفل بعيد الرسل.. اليوم    لطلبة الدبلومات الفنية 2024.. مميزات وشروط الالتحاق بالمعهد الفني الصحي    ضبط تشكيل عصابي بحوزته كمية كبيرة من المخدرات والشابو والهيروين بالأقصر    لجنة دراسة بيان الحكومة تواصل عملها اليوم بمناقشة برامج التنمية المحلية والإسكان    أطعمة تساعد على تخفيض مستوى ضغط الدم المرتفع.. تعرف عليها    رضا المصريين.. شوبير وتخفيف الأحمال وعمال العلمين    موضوع خطبة الجمعة اليوم.. «لا تحزن إن الله معنا»    عمرو عرفة: عادل إمام بخير وعلى تواصل به دائماً    «معندناش اتحاد كرة».. تحرك جديد من المقاولون العرب بشأن مباراة بيراميدز    مصرع طفل صعقا بالتيار الكهربائي بالفيوم    أمير عزمي: الزمالك يلعب دون ضغوط.. وهذا الثنائي يعجبني    عاجل.. رضا عبد العال ينتقد جوميز بعد مباراة الزمالك وطلائع الجيش    جنة عليوة تكشف أسباب تعدي شهد سعيد عليها أثناء السباق    نجم الزمالك السابق: «زعلان» من مصطفى شلبي.. وهذا اللاعب خليفة الونش    غدًا.. صالون نفرتيتي الثقافي يستضيف الدماطي في حوار مفتوح عن المرأة    لطلاب ثالثة ثانوية عامة 2024.. مراجعة ليلة امتحان في مادة الفلسفة والمنطق| منصة امتحانات مصر - egyxam    بينهم «رفعت» و«عبدالحكم».. قراء التلاوات المجودة بإذاعة القرآن الكريم اليوم    تعرف على توقّعات برج الميزان اليوم 12 يوليو 2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قالوا للرئيس احلف.. قال حاصوم تلات أيام! خالد داوود
نشر في التحرير يوم 30 - 11 - 2012

«أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصًا على النظام الجمهورى، وأن أحترم الدستور والقانون، وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة، وأن أحافظ على استقلال الوطن وسلامة أراضيه».. إذن كانت هذه هى المؤامرة والخطة التى أقرها مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين فى المقطم: احلف يا حاج الدكتور محمد مرسى، وردد اليمين الدستورية لتولى منصب رئاسة الجمهورية، والواردة نصها بالأعلى، ثلاث أو أربع أو خمس مرات، بما فى ذلك أمام قضاة المحكمة الدستورية رغم قناعتنا بأنهم من الكفار، الفلول حتى لو كان من بينهم من أعلن نتيجة فوزك بالانتخابات.
براحتك، ولا يهمك يا حاج. فنحن، وأنت معنا من أعضاء مكتب الإرشاد ممن سبق لهم مرارًا تقبيل يد مرشدنا الجليل الفضيل، نحن الحاكمون بأمر الله والمحتكرون للحديث باسمه، سنوفر لك الفتوى والحجة للحنث بيمينك طالما أن غرضنا الأسمى فى النهاية هو رفعة الإسلام ونهضته وإعادة الخلافة. وبعدين يعنى، دستور إيه، وهباب إيه؟ هذه وثائق بشرية أعدها العلمانيون الكفرة نقلا عن قوانين غربية لعينة ملحدة. القرآن دستورنا. صحيح أنك قلت فى بداية القسم «أقسم بالله العظيم» لكن هذا أمر بسيط وحله متوافر ومتداول: صوم تلات أيام كفارة، وبس خلاص.
ولو أعدنا قراءة اليمين الدستورية التى كررها السيد الرئيس ثلاث مرات أمام المحكمة الدستورية وجامعة القاهرة وفى ميدان التحرير، لوجدنا أنها تحتوى أربعة وعود أساسية أقسم الرئيس مرسى بالله العلى العظيم أن يحترمها. وبعد أن أطاح الدكتور مرسى ومرمط فى الأرض اليمين بأحد هذه الوعود بإصداره ما يسمى بالإعلان الدستورى الأخير، وهو «احترام الدستور والقانون» فقد تبقى ثلاثة تعهدات أخرى أساسية: الحفاظ على النظام الجمهورى، ورعاية مصالح الشعب، والحفاظ على استقلال الوطن وسلامة أراضيه.
إذن لو أراد رئيسنا الإخوانى المنتخب بأغلبية 52٪، منهم على الأقل نسبة معتبرة من المصريين كان يكفى تصويتهم لصالح منافسه لكى يقصيه عن قصر الاتحادية ويحرم الإخوان من هذا التطور التاريخى الذى لم يكونوا ليحلموا به قبل ثورة 25 يناير والتى خافوا فى البداية من المشاركة فيها، لو أراد الحنث بالوعود الثلاثة الباقية، لكان من المطلوب منه صيام ما هو مجمله تسعة أيام، والله يسامح. وبعدين هذه هى فتاوى قيادة مكتب الإرشاد فى جماعة الإخوان المسلمين التى تَعِد غير المنتمين إليها من غير المسلمين تعريفا من خلال اسمها. حد يقدر يعترض؟
لو كانت اليمين الدستورية لا معنى لها، إذن من حق الرئيس مرسى أن يلغى النظام الجمهورى ويعيد مصر إلى عهد الملكية، ويصوم ثلاثة أيام. أما الحديث عن وعد «رعاية مصالح الشعب رعاية كاملة» فأعتقد أن الرئيس مرسى يبقى له صيام شهور مقبلة لأنه لم يرع مصالح هذا الشعب أو يحسن مستوى شعبنا الفقير المقهور ولو ليوم واحد منذ وصوله إلى منصب الرئاسة، وأهتم أكثر بمصالح جماعة الإخوان المسلمين وتمكينها لإطلاق مشروعها الأوسع الذى لا تمثل فيه مصر سوى إقليم من بين أقاليم الأمة الإسلامية. لكنه فى النهاية وعد واحد يقابله كفارة ثلاثة أيام صيام. ويبقى الوعد بالحفاظ على «استقلال الوطن وسلامة أراضيه» وهو وعد نشعر كل يوم أنه مهدد وبعيد المنال. ويكفينا فى هذا الشأن تزايد التقارير التى تحذر من خطر انفجار الوضع فى سيناء، وأطماع المحتل الإسرائيلى السابق، وانهيار الإحساس بالأمن بشكل عام، وما يمثله كل ذلك من تهديد أكيد لاستقلال الوطن وسلامة أراضيه. لكنه أيضا وعد، لو لم يتمكن مرسى من التمسك به، فديته كذلك صيام ثلاثة أيام. إذن إجمالى 12 يومًا، ويا بلاش. وفى داهية الوطن والشعب.
وليعذرنى السيد الرئيس مرسى لأننى سأطلب منكم صيام ثلاثة أيام إضافية، بجانب الأيام الثلاثة التى أعلن قاضى الاستقلال العظيم السابق، ونائب الرئيس الحالى، محمود مكى، فى تغريدة له على موقع «تويتر» أنك قمت بصيامها بدءًا من الإثنين وحتى الخميس الماضى لحنثك باليمين وقسمك بالله العظيم أنك ستحترم الدستور والقانون. فلقد وعدتنا سيادتكم فى خطابك الوحيد فى ميدان التحرير، والذى لا أعتقد أنك ستتمكن من دخوله مطلقا فى أى وقت قريب، وعدتنا مرارًا وتكرارًا بأنك ستكون «مسؤولًا عن شعب مصر، جميعه» وبالطبع بعد خطابك «التاريخى» أمام «أهلك وعشيرتك» فقط أمام قصر الاتحادية قبل أسبوع، وتهديدك الواضح لمعارضيك بالنيل والثبور بتهم أوردتها فى ما يسمى بالإعلان الدستورى، من قبيل «تهديد ثورة 25 يناير وحياة الأمة والوحدة الوطنية» فلا أعتقد أنه يحق لك مطلقا أن تتحدث بصفة «رئيس كل المصريين» وعليك تلات أيام صيام كمان.
ومن الواضح أن كل قيادات جماعة الإخوان المسلمين الحاكمة مطلوب منهم الصيام لشهور وسنوات مقابل كم الأكاذيب التى رددوها على مدى الأسبوع الماضى، خاصة فى ما يتعلق بمحاولتهم تبرير إصدار ما يسمى بالإعلان الدستورى الديكتاتورى الفاشى برغبتهم فى إعادة محاكمة قتلة الثوار والقصاص من رموز النظام السابق. والنبى إيه؟ لماذا كل هذ الاستفزاز والكذب، وعلى من تضحكون؟
عن أى ثوار تتحدثون يا قادة مكتب الإرشاد بينما أنتم الذين أصدرتم أوامركم بمهاجمة كل من شاركوا فى مظاهرات محمد محمود، وأمام مجلس الوزراء قبل عام، وقمتم بوصفهم بالبلطجية؟ تقومون بإعادة تعيين نفس وزير الداخلية الذى أشرف على مذبحتى محمد محمود 1 و2 بعد مأساة استاد بورسعيد، والمنقوع فى زمن وممارسات عهد المخلوع القمعية ثم تتحدثون عن محاكمة قتلة الثوار؟ هل نسيتم ترديدكم قبل عام فقط أن «الشرعية من البرلمان لا من الميدان»؟ هل نسيتم استخداكم ميليشيات الإخوان لمنع معارضيكم من الوصول إلى مقر البرلمان والمطالبة بالقصاص وسرعة إنهاء حكم العسكر؟ هو الكذب الإخوانى بوجه جامد، يقسم بالله ثم يصوم ثلاثة أيام.
نعرف فى مصر جميعا المثل القائل: «قالوا للحرامى احلف، قال جالك الفرج» أما مكتب الإرشاد فى جماعة الإخوان فقال لرئيسنا الطيب: احلف، وتخلى عن حلفانك، وبعدين صوم تلات أيام. بسيطة، الفتاوى من عندنا، والحلفان عليك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.