عزت أبو عوف باكيًا: لم أتخيل أننى سأقف هنا مرة أخرى.. وإلهام شاهين تهتف: تحيا مصر لم يكن لاستعراض الفساتين البراقة مجال، فمعظم النجمات، وأبرزهن يسرا وإلهام شاهين، فضّلن الدخول من البوابة الجانبية لدار الأوبرا المصرية، ولم يسرن كعادتهن على السجادة الحمراء التى وُضعت لاستقبال المدعوِّين فى حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائى الدولى الذى أقيم مساء أول من أمس الأربعاء على المسرح الكبير بدار الأوبرا، كان من الطبيعى أن لا يكون للتباهى مجال لأن معظمهن قرر ارتداء الأسود حزنا على ما يحدث فى مصر، فافتتاح الدورة الخامسة والثلاثين للمهرجان كان يسيطر عليه الحزن والدموع، وكان من أوائل حضور الحفل يسرا وإلهام شاهين وليلى علوى ورجاء الجداوى مرتديات الأسود وبمكياج بسيط، وعلامات الحزن تسكن ملامحهن. ثم جاء مارًّا على السجادة الحمراء كل من محمود عبد العزيز والمخرجين خيرى بشارة وخالد يوسف ومحمد أبو سيف، والمؤلف تامر حبيب، ولوسى ومنة شلبى، وخالد أبو النجا وساموزين، وكندة علوش وإيمى ومايا دياب، وماجد المصرى، ومادلين طبر ونيرمين الفقى وفريال يوسف وسناء يوسف ومحمود قابيل وإيمان ساركسيان ودينا عبد الله، وسوسن بدر. وجلس المدعوون فى القاعة الخاصة بكبار النجوم ولكنها لم تكفِ، فاضطُرّ بعضهم إلى الصعود للجلوس فى قاعة الصحفيين، فى حين حرصت يسرا على الجلوس مع ليلى علوى وإلهام شاهين ورجاء الجداوى وسوسن بدر، فبدا الأمر كأنهن فى مأتم نظرا إلى ملابسهن السوداء القاتمة، ولكن بمجرد أن بدأ الحفل اختلف الأمر، حيث دعا عمرو يوسف الذى شارك فى تقديم الحفل بجانب حورية فرغلى إلى الوقوف دقيقة حدادا على أرواح شهداء العالم العربى، ثم صعد الدكتور عزت أبو عوف رئيس المهرجان على خشبة المسرح وانهال التصفيق الحاد، والجميع هتف باسمه، ومنهم لوسى التى قالت «يا عزت يا جامد»، بينما رددت إلهام شاهين «تحيا مصر»، فلم يتمالك عزت أبو عوف نفسه وبدأ فى البكاء طالبا من الحضور أن يعذروه، وردد وراء إلهام شاهين «تحيا مصر فعلا»، وهو ما جعل كثيرين من الحضور يبكون تأثرا ببكائه. واستكمل كلمته قائلا «أصدقائى وزملائى.. عائلتى الثانية، أعتذر عن تأثرى الشديد فأنا لم أكن أتخيل أننى سأقف هنا مرة أخرى، وهذه الدورة كانت تحديا لى ولكل من عمل بها»، وأضاف «السينما ليست وقتا للتسلية، وإنما هى ثورة على كل شىء قبيح». ثم قدّم الدورة ال35 من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى التى أهداها إلى شهداء ثورة 25 يناير. وبعدها قدم الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة، الذى نسى أن يفتتح المهرجان، واكتفى ببعض الكلمات المرسلة، فلفت نظره عزت أبو عوف إلى أنه يجب أن يوضح جملة افتتاح المهرجان، فعاد مرة أخرى إلى الميكروفون وافتتح المهرجان، وهو ما جعل عزت أبو عوف الذى بدا عليه الإجهاد الشديد يلوّح بعلامة النصر وهو فى منتهى السعادة ودموعه تنهال على وجهه. على جانب آخر حرص بعض النجمات على تفسير مظهرهن غير المألوف الذى اخترنه لهذه الليلة، فقالت يسرا فى تصريحات ل«التحرير»، إنها ارتدت الأسود لأنها قلقة على مصر من الظروف التى تمر بها حاليا، كما أنها أوضحت أنها مشفقة للغاية على إدارة المهرجان، أما لوسى التى بكت بشدة حينما بكى عزت أبو عوف، فقد أكدت أنها حزينة للغاية لأجله، كما أنها «زعلانة على مصر»، حسب كلامها، لافتة إلى أنها حضرت الحفل بصعوبة لحالتها النفسية السيئة، أما فيفى عبده فقد ألقت باللوم على زملائها الذين تَخلّفوا عن الحضور، مشيرة إلى أن الجميع كان يجب أن يأتى ليدعم المهرجان. أما رجاء الجدواى التى لفت وشاحا أبيض على رقبتها فقد وجدتها فرصة للحديث عن فكرة الحجاب، فقالت: «المهم الضمير والأخلاق مش الحجاب اللى بيتكلموا عنه الذى يُعبتر مجرد غطاء للرأس، لكنى محجبة بقلبى وعينى ولسانى»، ومن المفارقات أن مهندس الديكور أنسى أبو سيف -وهو من ضمن المكرمين هذا العام- لم يكن يعلم بتأجيل التكريم سوى قبيل الافتتاح بساعات قليلة.