رئيس حزب النور السلفى، الدكتور عماد عبد الغفور، والقياديان السلفيان الدكتور ياسر برهامى، والدكتور شريف الهوارى، كانوا ضيوف مؤتمرين جماهيريين نظمهما حزب النور، فى مدينتَى أسيوطوسوهاج، أول من أمس. المؤتمران تشابها إلى حد كبير فى كثافة الحضور، من أنصار التيار السلفى، وحزب النور وقيادات الجماعة الإسلامية، كما تشابهت كلمات المتحدثين فى المؤتمرين، إلى حد التطابق. رئيس حزب النور عماد عبد الغفور عبّر فى كلمته، فى أسيوط، عن رفضه تطبيق قانون الطوارئ، موضحا أن التيار السلفى لن يسمح بمحاكمة مصرى فى ظل ذلك القانون، وكذلك المحاكم الاستثنائية والعسكرية، وطالب المجلس العسكرى بالوفاء بالعهد، الذى قطعه على نفسه، بتسليم البلاد خلال ستة أشهر، إلى حكومة شرعية منتخبة، وتطهير وسائل الإعلام والقضاء بشكل عاجل وسريع.
وفى المؤتمر التأسيسى لحزب النور، فى سوهاج، طالب عبد الغفور بأن يكون للشعب المصرى الحق فى اختيار قياداته كافة، من عمدة القرية حتى رئيس الجمهورية، وتفعيل الحدين الأدنى والأقصى للأجور، وسرعة تشكيل لجنة المئة التى ستعد الدستور، ملتمسا العذر للحكومة الحالية التى وصفها بأنها «مغلولة الأيدى، لأنها تولت مقاليد الأمور فى ظروف غاية فى الصعوبة». أما القيادى السلفى ياسر برهامى فاعتبر فى كلمته، فى مؤتمر أسيوط، أن «الحكام العرب ليسوا من ولاة الأمر»، وأجاز الخروج عليهم باعتبارهم مستبدين وطغاة، ولم يقيموا شرع الله، مشيرا إلى أن «بعض السلفيين وقع فى خطأ رهيب باعتبار حكام العرب ولاة أمر». برهامى جدد رفض التيار السلفى الدولة المدنية والعلمانية، مشددا على أن «المرجعية العليا هى شرع الله»، وانتقد وثيقة الأزهر والمبادئ فوق الدستورية وقال إنها «تحمل عبارات مطّاطة مثل المبادئ العليا أو الكلية للإسلام دون الأحكام والحدود»، واصفا من يشاركون فى صياغتها بأنهم يخدعون الشعب.
«لن نسمح بإقامة مجالس نيابية طاغوتية كافرة لا تحكم بشرع الله، أو تخالف الشريعة، ولا بد لمجلس الشعب أن يكون شرعيا لا كافرا». يقول برهامى بصوت عالٍ وحاسم، ويضيف بنفس النبرة أن ترشيح المرأة مخالف للشرع، ودليل على استمرار وجود بقايا النظام السابق، فى صورة ترزية القوانين. لكن هل سيترك التيار السلفى مقاعد المرأة خالية دون ترشيح سيدات لها؟ يجيب برهامى «للأسف ذلك أمر مفروض علينا، لأننا إذا رفضنا ترشيح السيدة المسلمة للبرلمان، فإننا نفوت عليها الفرصة ليشغل موقعها من يقوم بدور يضر الإسلام والمسلمين، لهذا فإننا مضطرون إلى أن نقبل بترشح المرأة».
حزب النور، يراه برهامى الطريق إلى إصلاح البلاد، مشيرا إلى أن رفض السلفيين الاشتغال بالسياسة خلال السنوات الماضية، هو أن العمل السياسى كان مجرد ديكور ولعبة تقسيم أدوار ومصالح، لتحقيق أغراض خبيثة لصالح أعداء الإسلام.
«سياستنا ستكون إقامة شرع الله، وهى أمانة لن نفرط فيها مهما فعل الظالمون»، يجيب القيادى السلفى عن سؤال، لمن اعتبرهم فئة قليلة، عن مصير المسلسلات والأفلام والسينما والسياحة والخمور والملاهى الليلية إذا حكم الإسلام.
واختتم القيادى السلفى حديثه محذرا من أنه «لو جاءت الليبرالية لمصر، ستعترف بعبدة البقر، وعبدة الشيطان، لأنها منهج الغرب والدولة المدنية التى يتشدقون بها».
وفى سوهاج زاد برهامى على كلمته أن التيار السلفى يرفض نصيحة رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوجان، وقال «لن نقبل بصياغة دستور علمانى، وسنواجه من يريد بالإسلام والإسلاميين سوءا بكل الطرق»، واقتبس مقولة القذافى «سنواجههم دار دار، بيت بيت، زنجة زنجة». أما عن موقف التيار السلفى من اعتزام الداعية حازم صلاح أبو إسماعيل الترشح لرئاسة الجمهورية فقال برهامى «إننا نُجل الشيخ حازم، ولكنا لم نعلن تأييدنا له أو لغيره من المرشحين المحتملين للرئاسة، وننتظر فتح باب الترشح ووضوح خريطة المرشحين، لنعلن تأييدنا لأحد منهم».
القيادى السلفى شريف الهوارى قال فى أسيوط إن «الإسلام قادم رغم أنف الكافرين والطغاة والعلمانيين»، وأوضح أن «العلمانية والليبرالية كفر وحرية مطلقة للشهوات وعبادة غير الله»، داعيا أتباع تلك التيارات إلى الرجوع إلى الدين، والتعاون على البر والتقوى وطاعة الله.. وفى مؤتمر سوهاج أضاف الهوارى أن «الفترة الحالية هى فترة حاسمة فى تاريخ مصر المعاصر، وتتطلب منهجا قويما، وهو موجود فى الشريعة الإسلامية وتطبيق حدود الله».