كل الصور التى رآها المصريون أيام الثورة حضرت أمس، فى جلسة فض الأحراز، صور القناصة، وفيديو دهس المواطنين بالمدرعات، واعتقالهم، وإطلاق الرصاص عليهم، صور الشهداء فى المستشفيات وقد اخترق أجسادهم الرصاص الحى. وسط غياب تام لأغلب المحامين سواء عن المدعين بالحق المدنى أو المتهمين، عرضت محكمة جنايات القاهرة، أمس، هذه الأحراز المقدمة إلى النيابة العامة فى قضية قتل المتظاهرين، المتهم فيها الرئيس المخلوع حسنى مبارك، ووزير داخليته الأسبق حبيب العادلى، وستة من مساعديه، تحت إشراف المستشار محمد عاصم، عضو يمين الدائرة التى تنظر القضية. كان قفص المتهمين شاغرا، بسبب قرار المحكمة فى الجلسة الماضية عرض الأحراز دون حضورهم، وعلى مدار 4 ساعات متصلة، من العاشرة صباحا بدأ عرض 15 قرصا مدمجا قدمتها النيابة العامة إلى المحكمة، مقدمة من مواطنين. الغريب أن عملية العرض أُسندت إلى ضابط برتبة عميد، بدأ يعرض الأسطوانات، دون أن تطلب منه المحكمة حلف اليمين، وهو ما جعل عددا من المحامين الحاضرين يبدون اعتراضهم على ذلك. عرضت المحكمة الحرز رقم 332 /2011 والذى يتضمن 15 أسطوانة مدمجة، حيث أظهرت الأسطوانة الأولى التى تم عرضها عددا من البطاقات الشخصية لرجال الشرطة، وعددا من البطاقات التى تحمل عضوية الحزب الوطنى، إلى جانب عدد من طلقات الخرطوش، تم التحفظ عليها من قِبَل الثوار، والأسطوانة الثانية مقدمة من رئيس قسم الحوادث بقصر العينى، وتتضمن صورا للمصابين والتقارير الطبية الخاصة بهم، والتى تثبت إصابتهم بالرصاص، وأظهرتهم يتلقون العلاج فى مستشفى قصر العينى، والأسطوانة الثالثة تتضمن أيضا صورا للمصابين بنفس المستشفى. الأسطوانات رقم 4،5،6 قد تم تقديمها من المحامى أمير سالم، وتتضمن فيديوهات تظهر إطلاق الشرطة النار مباشرة على المتظاهرين، وقنصهم أمام وزارة الداخلية يوم 29 يناير، كما أظهرت الأسطوانة الرابعة صورا لمجموعة من رجال الشرطة، يعتلون مبنى وزارة الداخلية، ويصوبون الأسلحة نحو المتظاهرين، وأظهرت مقطعا من فيديو عرضته قناة الجزيرة للمتظاهرين فوق كوبرى 6 أكتوبر، أعلى موقف عبد المنعم رياض مباشرة، والقناصة يصوبون تجاه المتظاهرين، حيث ظهر فى الفيديو أشعة الليزر مصوبة ناحية المتظاهرين، وأظهر الفيديو سقوط اثنين أحدهما قتيل بعد تصويب الرصاص عليهما. الأسطوانة رقم 5 حملت مشاهد مختلفة للاعتداء على المتظاهرين، تحديدا يوم 29 يناير تمام الواحدة صباحا، وتظهر قيام الشرطة باعتقالات عشوائية للمتظاهرين، وتعاملها بعنف معهم، كما تضمنت الأسطوانة السادسة مشاهد مختلفة للاعتداءات على المتظاهرين، وأظهرت صورا لمبنى وزارة الداخلية، وكان يعتلى سطحه عدد من الأشخاص يحملون السلاح، أما الأسطوانة رقم 7 فكانت تتضمن مستندات مهمة فى قضية الشهيد معتز محمد على، مقدمة من محاميه، والتى كانت تظهر صورة للشهيد ملقى على الأرض وتسيل منه الدماء، وأظهرت بعض التقارير الطبية والإشعات الخاصة بالحالة من مستشفى الهلال، حيث تبين فى التقرير الطبى وجود رصاصتين معدنيتين داخل المخ. أما الظرف الأخير فى الحرز، فكان يحتوى على 3 أسطوانات تتضمن صورا لمجموعة من المصابين، ومقاطع فيديو لاقتحام قسم شرطة الأربعين بالسويس، ومقاطع أخرى تكشف انسحاب الشرطة من الشوارع يوم 28 يناير، ومن المنتظر أن تعرض المحكمة فى جلستها اليوم 6 شرائط فيديو، قدمتها المخابرات العامة، تتضمن فيديوهات ولقطات لميدان التحرير، كان قد أجل المستشار محمد عاصم عرضها لجلسة اليوم، نظرا لعدم وجود الجهاز الذى تعرض عليه هذه الشرائط فى جلسة أمس.