أدانت جماعة الدعوة السلفية برفح عمليات تهريب الأفارقة إلى إسرائيل وقتلهم لسرقة أعضائهم البشرية، واستنكرت كافة أشكال التجارة المحرمة وكل الظواهر والتصرفات السلبية لأنها تسيء لأبناء سيناء . ورفضت الجماعة في المؤتمر الذي نظمته بعد عصر الجمعة بقرية السادات والمعروفة لدى المواطنين المحليين باسم «السدوت» تحت حراسة نحو 60 من أبناء القبائل على كل مداخل ومخارج المؤتمر والطرق القريبة منه لحمايته من أي هجمات مسلحة، أو أى أفعال مشينة مثل « تجارة الأفارقة وبيع أعضائهم» جملة وتفصيلاً.
وقال الشيخ «مرعى أبو عرار» المتحدث بإسم جماعة الدعوة السلفية في رفح أن الجماعة تبنت عقد هذا المؤتمر الإصلاحي، لنبذ الظواهر السلبية التي يرفضها جميع أبناء سيناء الشرفاء وأتهم من أسماهم بالخفافيش التي لا ترغب في العمل في النور بعد الثورة ، وهم من حاولوا تقويض المؤتمر خلال الأيام الثلاثة الماضية عبر إصدار بيانات مجهلة المصدر لإلصاق التهم بالدعوة السلفية .
ونفى أن يكون للجماعة صلة من قريب أو بعيد بما تداوله البعض مؤخرا على أنه بيان للجماعة السلفية، كما استنكر ما تناولته أجهزة الإعلام بخصوص قيام مهربي البشر بالتنكيل بالأفارقة راغبي التسلل إلى إسرائيل عبر الحدود مع مصر والإتجار في أعضائهم البشرية .
وتابع أن هناك رفض لتلك التجارة غير الإنسانية إذا صح وجودها، والتي تتنافى مع كافة المواثيق والشرائع السماوية وتعاليم الدين الإسلامي والعادات والتقاليد القبلية والاجتماعية الصحيحة. كما طالب جميع أبناء سيناء بالوقوف ضد مثل هؤلاء والتصدي لكل الأساليب الغير مشروعة على الحدود، وأن تتم توعية الشباب وصغار السن بمثل هذه الأمور المخالفة للشرع والإنسانية.
وطالب الناشط السياسي «مسعد أبو فجر» تصدى أبناء سيناء الشرفاء لتلك الفئة التي تسيء إلى المجتمع السيناوي وعاداته وتقاليده.
وأكد أنها جريمة ضد الإنسانية، و مسئولية جهات معنية بالمحافظة، ويجب عليها القيام بدورها في منع كافة الممارسات السلبية من قبل عناصر غريبة عن المجتمع بدلا من تحميلها لأبناء سيناء . وأضاف الناشط السياسي «يحيى أبو نصيرة» أنها مسئولية الأجهزة الأمنية بالدرجة الأولى، والتي ساعدت على إنتشارها خلال الفترة الماضية بعد أن تفرغت لعملية تلفيق التهم لأبناء سيناء بهدف الوقيعة بينهم وبين أجهزة الدولة في النظام السابق.
وطالب بتشكيل قوات أمن من أبناء القبائل لحراسة الحدود وعمل الكمائن كما طالب بتكليف مشايخ القبائل الذين يتقاضون أجورا عالية بمراقبة عمل الكمائن والمشاركة فيها.
وأكد الشيخ «عيادة القادود» أن شعب سيناء يرفض كل ما يمس الأديان والأخلاق والعادات والتقاليد، وأن هذا المؤتمر يؤكد على رفض كل ما يخالف الشريعة، ومنها تجارة المخدرات وتهريب العبيد وقطع الطرق من أجل السلب والنهب، مشيرا إلى ضرورة تركيز الجهود على تنمية سيناء وتحقيق الأمن والاستقرار لأبنائها، خاصة بوسط سيناء.
وقال الشيخ «أبو مالك» أن ما يحدث من جرائم ضد الإنسانية قد تعدى الخط الأحمر، وعلى جميع أجهزة ومؤسسات وأفراد المجتمع التصدى لها.
ومن جانبه أكد الدكتور «محمد زعرب» أنه إن صحت وجود عمليات لنزع أعضاء المهاجرين الأفارقة والإتجار فيها فهى تتم فى إسرائيل، وأنها تلقى بجثثهم فى سيناء على الحدود لإبعاد الشبهة عنها، وأنه لا يعقل أن تجرى مثل هذه العمليات لنزع الأعضاء فى مناطق صحراوية، فلا توجد إمكانيات طبية لذلك.
وقالت الدعوة في بيانها أن هذه التصرفات خارجة عن عادات وتقاليد المجتمع البدوي والقبلي العربية الأصيلة، وحذرت من هذه التجارة مؤكدة انها ستناصب هذه الأفعال العداء مؤكدة «أنه يجب أن يعلم هؤلاء الذين يعملون بهذا المجال أننا لا نناصبهم العداء لأشخاصهم ولكن تشمئز نفوسنا من الفعل بل وندعوهم من باب الخير وننصب أنفسنا أعداء لهم فنحن أعداء الفعل أما الأشخاص فألف لا».
وناشدت الدعوة من يقوم بمثل هذه الأفعال بالضمير والأخلاق والأخوة والإنسانية أن يكفوا عن هذا الفعل وأن يعودوا لرب العالمين والتمسك بأخلاق العرب الأصيلة.
وطالبت الدعوة كبار القبائل فرداً فرداً بأن يلتحموا ببعضهم وألا يسعوا للتفرقة والشتات وألا يرتفع صوت القبيلة على صوت الحق وأن يتعاهدوا على فعل الخير ونشرة بالمجتمع، وأن يقوموا بواجبهم نحو قبائلهم و يلتزموا الآداب العامة للقبيلة والتي ترفع الجور وترد المظالم وتحمى الدخيل.
كما أكدت الجماعة على ضرورة تفعيل أخلاق القبائل من نخوة لنصر المظلوم وعدم قبول الضيم، وأنه على الشباب أن يكونوا سباقين للخير والعمل على إحياء روح المجتمع البدوي والعربي الأصيل من أكرام الضيف ونصرة المظلوم، وطالبت من بيديه مسؤولية أن يقوم كل منهم بتحمل مسؤوليته أمام الله عز وجل من شاب أو شيخ أو رجل قبيلة أو أي صفة.
حيث أنعقد المؤتمر في خيمة كبيرة بميدان السدوت برفح وبجوار مسجد القرية الواقع على الطريق الدولي «رفح – العريش» .