سمير أمين خلال الاحتفال بتسليم الجائزة التى تحمل اسمه إلى النجار مصر فى عهد الدكتور محمد مرسى تتخلّى عن مشروعها الوطنى، لأنها تتقبل العولمة وضغوط القوى العالمية المهيمنة، هكذا يرى سمير أمين أستاذ الاقتصاد السياسى المصرى الأشهر، الذى أرجع ما سماه «الانحطاط الحادث فى المجتمع الآن» إلى التأويل الدينى الرجعى اليمينى الذى يناسب مصالح القوى الدولية المهيمنة. الاقتصادى المحسوب على اليسار المصرى، قال أول من أمس، خلال الاحتفال بتسليم الجائزة التى تحمل اسمه للباحث الاقتصادى أحمد النجار، إن الإسلام لا يمكن أن يكون سببًا فى هذه «التفاهة» التى وصلت إليها مكانة مصر كإحدى القوى المرشحة لأن تكون أحد أعمدة الاقتصاد الإقليمى. واستبعد أمين أى فرصة للرأسمالية فى مصر دون فساد، فيرى أن الرأسمالية فى دول التخوم (وهو التعبير الذى يستخدمه فى الإشارة إلى دول العالم الثالث)، لا بد أن تنتج الفساد ورأسمالية المحاسيب، ويصبح الحديث عن الترحيب بتدفق الاستثمار المنتج ورفض الرأسمالية الطفيلية من قبيل الكلام الإنشائى، على حد زعمه. أما أحمد النجار الفائز بالجائزة، وهو رئيس تحرير التقرير السنوى الذى يحمل عنوان «الاتجاهات الاقتصادية الاستراتيجية»، والذى يصدره مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ب«الأهرام»، فقال إن ثمن الإصلاح الاقتصادى الليبرالى فى التسعينيات (وإن كان قد نجح نسبيًّا فى تحجيم التضخم) كان باهظًا على صعيد العدالة الاجتماعية. النجار أعلن إهداء القيمة المالية للجائزة التى يقدمها مركز البحوث العربية والإفريقية بالاشتراك مع الدكتور سمير أمين إلى الباحثين الاقتصاديين، مناصفة مع أسرة أحمد محمود شهيد الصحافة المصرية فى الثورة، ومصابى الثورة جميعهم، على أن يسلمها لهم محمود سامى قائد تظاهرة بولاق الدكرور أول أيام الثورة، وهو بطل من أبطال الثورة الحقيقيين، لكنه رفض أن تسلّط الأضواء عليه ولم يلتق المجلس الأعلى للقوات المسلحة إلا مرة واحدة رفض بعدها لقاء أعضائه بعدما تبيّن له عدم جديتهم فى الاستجابة إلى مطالب الثورة، حسبما أوضح فى تصريحاته ل«التحرير». شارك فى الاحتفال الباحث الخبير بالشؤون الإفريقية ومدير مركز البحوث حلمى شعراوى، الذى حذّر من ندرة الباحثين الشبان، على الرغم من دورهم الأساسى فى تفجير ثورة يناير، مضيفًا أن «بزوغ الإسلام السياسى ليس إلا تعبيرًا عن وجه آخر لبزوغ الأيديولوجية التى طالما بشّروا بانهيارها بسقوط الاتحاد السوفييتى». حضرت الاحتفالية أيضًا الباحثة فى مجال الاجتماع السياسى الدكتورة شهيدة الباز، وعدد من الصحفيين والباحثين الذين احتفوا بالنجار كباحث ومناضل نذر أبحاثه لخدمة الوطن، واحترم العلم وأصول البحث، فكانت أبحاثه ضد فساد حكم مبارك وسياساته الاقتصادية.