«إضعاف لموقف مرسي»، هذا كان وصف صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية وتعليقها على الحكم بالبراءة الصادر بحق كل المتهمين في موقعة الجمل. وقالت الصحيفة الأمريكية «إن في خضم الانتقادات الموجهة للرئيس المصري لعدم وفائه بوعوده خلال ال 100 يوم الأولى له في الحكم، جاءت تلك البراءة وخروج أكثر الشخصيات المكروهة من نظام مبارك حرة طليقة، من المرجح أن يزيد من الدعوات المطالبة بتطبيق العدالة والقصاص ممن قتلوا الشباب خلال أيام الثورة ال 18». وتابعت الصحيفة «شكوك عديدة بدأت تثار حول نزاهة التحقيقات، خاصة وأنه كان يتولاها في بادئ الأمر ضباط الشرطة الذي كانوا يشعرون بالمرارة من تلك الاحتجاجات التي كسرت شوكتهم قاموا بتغذية أدلة البراءة للمتهمين وطمس أدلة الإدانة». واستمرت واشنطن بوست بقولها «إن الكثير من الشباب الثوريين والحركات العلمانية بات لديهم غضب عارم من الرئيس المصري الجديد؛ بسبب عدم وفائه بوعوده حتى الآن من عقد محاكمات جديدة ضد رموز النظام السابق». ونقلت الصحيفة تصريحات عن أحمد راغب، المحامي بحقوق الإنسان قال فيها إن الحكم لم يكن مفاجأة؛ بسبب عيوب عديدة في الإجراءات، مضيفا «لكن هذا لم يعني أنهم أبرياء فعلا، بل أن الأدلة ليست كافية». كما رأت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» إن حكم البراءة قد يقلب الطاولة على محاولات مرسي لإبراز إنجازاته في أول 100 يوم، وقد تزيد من الضغوط على مؤسسة الرئاسة وجماعة الإخوان المسلمين. وقالت الشبكة إن خروج جميع المتهمين في واحدة من أبشع وأعنف الجرائم المرتكبة في أحداث ثورة 25 يناير 2011 ستثير غضب عارم من كثير من المصريين، وسيجعل الكثيرين يعودون للتظاهر في ميدان التحرير. ومن جانبها قالت صحيفة وكالة «أسوشيتدبرس» الأمريكية إنه بعد الحكم الذي صدر بالبراءة لكل المتهمين في موقعة الجمل حالة الغضب باتت واسعة النطاق، ونقلت ما قاله جمال عيد الناشط الحقوقي ورئيس الشبكة العربية لحقوق الإنسان في تعليقه على الحكم “الثورة لم تهزم لكنها طعنت من الخلف”. وذكرت الوكالة أن كلا من المجلس العسكري الذي تولى السلطة بعد الإطاحة بمبارك والرئيس المنتخب محمد مرسي تعهدوا مرارا بتنفيذ العدالة على كل من تورط في أعمال القتل، وهو ما لم يتحقق حتى الآن. أما صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» فنقلت تصريحات جاءت على لسان محمد لطفي الباحث في منظمة العفو الدولية، قال فيها «المحاكمة فشلت في إيجاد المسؤول أو في كشف الحقيقة عن حلقة مهمة في الثورة المصرية». وأضافت الصحيفة إن هذا الحكم سيزيد من شعور المصريين بعدم الرضا، ويجعلهم يشعرون أن العدالة لم تنصف هؤلاء الذين ماتوا في الإحتجاجات على الحكومة قبل وبعد الثورة، واصفة الوضع بأنه يضع ضغوط أكثر على الرئيس محمد مرسي.