كم من أم سورية ثكلى شقت صرخاتها سكون الليل، وهى تبكى وتحتضن جثة ابنها، وكم من طفل اخترقت جسده رصاصات جنود الأسد، كان ذنبهم أنهم طالبوا بتغيير النظام الذى يستمر فى قمع السوريين وترويعهم منذ 40 عاما من حكم بشار الأسد وأبيه الراحل فى ظل خرس عربى وصمت دولى مهين. على موقع «فيسبوك» دعا نشطاء المعارضة إلى مظاهرات أمس (الثلاثاء)، للاحتجاج على مواقف روسيا الداعمة لحكم الأسد، فى ما سموه «ثلاثاء الغضب من روسيا»، وكتبوا على صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد»: «لا تدعموا القتلة، لا تقتلوا السوريين بمواقفكم، فلنعبر عن غضبنا على روسيا وعلى الحكومة الروسية، النظام سيزول والشعب سيبقى». ولكن نزيف الدماء السورية لا يتوقف مع إعلان المرصد السورى لحقوق الإنسان مقتل 26 سوريا من بينهم 17 فى مدينة حماة، حيث تعرضت بلداتها وبلدات إدلب لقصف مدفعى، تزامن مع إطلاق نار فى المعضمية بريف دمشق. وفى إطار الحملة القمعية ضد كل من يُعتقد أنه معارض لهم، شنت قوات الأمن السورية والشبيحة حملة اعتقالات ومداهمات واسعة فى دير الزور، وفى سهل حوران بدرعا، بحثا عن ناشطين معارضين، واعتقلت 20 من المشتبه فيهم. وفى تلك الأثناء خرجت مظاهرة ليلية فى درعا هتفت للحرية وإسقاط النظام، كما بث نشطاء الإنترنت صورا لتشييع سورى قتل الجمعة الماضية، تحولت إلى مظاهرة ليلية جابت شوارع حمص. وتزامن هذا مع تظاهر سوريين أمام السفارة الروسية فى بروكسل لإيصال رسالة إلى الحكومة الروسية، ومطالبتها بتغيير موقفها من نظام الأسد ودعم مطالب الشعب السورى فى التغيير قبل فوات الأوان. ومن جانبها قالت نافى بيلاى المفوضة السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة إن 2600 شخص قتلوا فى سوريا، غير أن مستشارة الرئيس السورى بثينة شعبان قالت -فى زيارة إلى موسكو- إن عدد القتلى 1400، منهم 700 من المعارضة و700 من الأمن، خلافا لما ذكره المعارض السورى رضوان زيادة بأن القتلى نحو 3000 معظمهم من المدنيين. وفى إطار المحاولات المتكررة لتشكيل مجلس وطنى، عقدت المعارضة السورية اجتماعا بإسطنبول لبحث تشكيل مجلس ينسّق عمل المعارضين، حيث قالت المعارضة السورية بسمة قضمانى إن لائحة بأعضاء هذا المجلس ستُقّدم يوم الخميس، وإن الأغلبية ستكون من معارضى الداخل ورجّحت عدم إعلان كل الأسماء لأسباب أمنية.