قالت مصادر امنية مصرية ان التحقيقات الاولية في حادث الهجوم على الاراضي الاسرائيلية اليوم انطلاقا من سيناء تشير إلى أن وراءه عناصر تابعة لاحد التنظيمات الجهادية بسيناء انتقاما من إسرائيل بسبب تورط 4 من ضباط الموساد الاسرائيلي في قتل الجهادي المصري «إبراهيم عويضة» في وقت لاحق من الشهر الجاري عن طريق زرع عبوة ناسفة أثناء مرور دارجته النارية بمنطقة خريزة قرب الحدود بين مصر واسرائيل. وكان تنظيم أنصار بيت المقدس الجهادي قد اعلن في بيان له انه سينتقم من اسرائيل على تورطها في قتل عويضة بمعاونة ثلاثة من المصريين قطع التنظيم رأس أحدهم الآخر لقبيلته فيما فر الثالث الى اسرائيل. وتابعت المصادر انه لديها معلومات بأن التنظيم ربما يصدر في وقت قريب بيانا حول الهجوم ، وكيف تم الاعداد لتنفيذه.
وأضافت ان المهاجمين كانوا يستهدفون تنفيذ عملية موسعة داخل الاراضي الاسرائيلية، وان مرور دورية اسرائيلية لتمشيط المنطقة الحدودية قد تسبب في وقوع الاشتباك في منطقة الحدود قبل اتمام العملية، وأن رصدهم من الجانب الاسرائيلي جاء من قبيلة الصدفة حيث ان الدورية الاسرائيلية كانت تقوم بعملية تمشيط روتينية لضبط المهاجرين الافارقة الذين يتسللون عبر الحدود المصرية الاسرائيلية. وعثرت اجهزة الامن المصرية على شاحنة صغيرة بدون لوحات معدنية قرب العلامة الدولية رقم 46 بالقطاع الاوسط من سيناء يرجح ان تكون هي الشاحنة التي استخدامها المهاجمين في الوصول الى منطقة الحدود. وقالت مصادر أمنية أخرى ان أجهزة الأمن المصرية ستتلقى خلال ساعات صور للمسلحين الثلاثة الذين قتلهم الجيش الاسرائيلي في الهجوم المسلح على الاراضي الاسرائيلية والذي اسفر عن مقتل جندي اسرائيلي والمسلحين الثلاثة. وقالت المصادر الأمنية أن المعلومات والتحقيقات التي بدأتها السلطات المصرية تشير الى أن المسلحين الذين قتلوا كانوا يرتدون زيا عسكريا. وعلى جانب قالت المصادر ان حركة السياحة بين مصر واسرائيل عبر معبر طابا الحدودي تسير بشكل طبيعي ولم تتأثر بالحادث. قال الجيش الإسرائيلي إن ثلاثة مسلحين تسللوا عبر الحدود مع مصر يوم الجمعة وقتلوا جنديا إسرائيليا وأصابوا آخر قبل أن يلاقوا حتفهم.
وهذا هو الهجوم الرابع على الأقل ضد إسرائيل من قبل مسلحين منذ سقوط الرئيس السابق حسني مبارك في انتفاضة شعبية مطلع العام الماضي. ولم تفلح حملة تشنها قوات مصرية مشتركة من الجيش والشرطة منذ الشهر الماضي ضد متشددين في شمال سيناء في وقف العنف ضد إسرائيل انطلاقا من سيناء.
ويبرز الهجوم الذي وقع يوم الجمعة المخاوف الإسرائيلية العميقة تجاه الأمن المتداعي في سيناء منذ سقوط مبارك في 11 فبراير شباط 2011. وتقيم إسرائيل الآن سياجا أمنيا على الحدود لتحسين أمنها. وتقيم اسرائيل السياج الحدودي لمنع تدفق المهاجرين الأفارقة وتحسين الإجراءات الأمنية وتأمل أن تستكمله بحلول نهاية العام.
وسيمتد السياج على امتداد قطاع كبير من الحدود البالغ طولها 266 كيلومترا من ايلات على البحر الأحمر الى قطاع غزة. وفي يونيو حزيران عبر مسلحون الى اسرائيل من سيناء واطلقوا النار على إسرائيليين يبنون حاجزا على الحدود مما أسفر عن مقتل عامل ثم قتل الجنود اثنين من المهاجمين.
وفي أغسطس آب قتل إسلاميون 16 من حرس الحدود المصري وخطفوا عربة مدرعة اتجهوا بها صوب الحدود وصدموا بها السياج قبل ان تقتلهم القوات الإسرائيلية.
وبعد أيام من الهجوم نشرت مصر مئات المجندين تساندهم الدبابات والعربات المدرعة وطائرات الهليكوبتر في المنطقة في عملية مشتركة مع الشرطة لمداهمة مخابيء المتشددين والقبض على مشتبه بهم وضبط أسلحة.