يبدأ رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، المهاجم العنيف لإسرائيل، جولة في دول الربيع العربي من القاهرة، ويأتي ذلك بالتزامن مع نشر وكالة الأناضول التركية الرسمية النص الكامل للمقابلة التي أجرتها قناة الجزيرة الفضائية معه يوم الخميس الماضي. وأهم ما حذفته الجزيرة هو قول أردوغان بإن الغارة التي شنتها إسرائيل عام 2010 على سفينة تركية تنقل مساعدات لقطاع غزة وقتلت خلالها تسعة نشطاء أتراك كانت سببا كافيا لتندلع حرب مع إسرائيل.
وورد في النص الذي نشرته الأناضول جوانب لم تذع من قبل بالإضافة إلى النص الأصلي لتعليقات حساسة ترجمت إلى العربية.
وقال أردوغان حادث مرمرة في 31 مايو 2010 وهو الهجوم الذي وقع في المياه الدولية لا يتفق مع أي قانون دولي.
كما جاء في النص الذي نشرته الأناضول وقدمه مكتب أردوغان فيما يبدو ردا لرئيس الوزراء التركي على ما ستفعله أنقرة لضمان حرية الملاحة للسفن التركية في البحر المتوسط.
وقال أردوغان «في الوقت الراهن ودون أدنى شك واجب سفن البحرية التركية في المقام الأول هو حماية سفنها».
وقالت وكالة أنباء الأناضول أنه قد سبق الرئيس الفلسطيني محمود عباس رئيس الوزراء أردوغان إلى العاصمة المصرية حيث يشارك مساء اليوم في إجتماع لجامعة الدول العربية، قبل أن يلتقي وزيرة خارجية الإتحاد الأوروبي كاترين أشتون التي توجهت اليوم إلى إسرائيل.
وأضافت بعد زيارة أردوغان للقاهرة يتوجه يتوجه رئيس الوزراء التركي إلى تونس، حيث أطاحت ثورة شعبية برئيسها السابق زين العابدين بن علي، ومنها إلى ليبيا حيث تدور معارك للسيطرة على آخر الجيوب التي مازالت خاضعة لسيطرة القوات الموالية للعقيد الليبي معمر القذافي المختفي عن الأنظار منذ سقوط العاصمة طرابلس في أيدي الثوار.
وتقول الأناضول أن أردوغان يهدف من هذه الجولة إلى إقامة علاقات وثيقة مع السلطات الجديدة في دول الربيع العربي في الوقت الذي وصلت فيه العلاقات بين أنقرة وإسرائيل إلى أدنى مستوياتها.
فقد طردت تركيا مؤخرا السفير الإسرائيلي إحتجاجا على عدم إعتذار إسرائيل عن الهجوم الدامي على السفينة التركية «مرمرة» أثناء توجهها إلى قطاع غزة ضمن أسطول إنساني لكسر الحصار عن القطاع في مايو 2010 الماضي، وقتل في هذا الهجوم تسعة ناشطين أتراك.
كما يسود التوتر العلاقات بين إسرائيل ومصر إثر هجوم متظاهرين يوم الجمعة الماضي على مقر السفارة الإسرائيلية في القاهرة إحتجاجا على مقتل ستة من أفراد قوات الأمن المصرية في سيناء خلال مطاردة الجيش الإسرائيلي لعناصر نفذت إعتداءات في إيلات بجنوب إسرائيل.
من ناحية أخرى قالت الأناضول أن أردوغان جدد هجومه على إسرائيل في حديث لصحيفة الشروق المصرية المستقلة وقال إن إسرائيل تحولت بمضي الوقت إلى طفل مدلل أفسده المحيطون به ولم تكتف بممارسة إرهاب الدولة بحق الفلسطينيين، وإنما أصبحت تتصرف برعونة تفتقد المسؤولية، وتستغرب أن يحاول أحد أن يدعوها إلى احترام القوانين السارية.
وقال «ان إسرائيل لا تعترف بأخطائها ولا بأن العالم من حولها قد تغير، لا تريد أن تفهم أن في تركيا نظاما ديموقراطيا حريصا على أن يعبر عن ضمير الشعب وأشد حرصا على أن يدافع عن كرامته».
وتابع رئيس الوزراء التركي ان إسرائيل لم تستوعب جيدا حقيقة التغيرات التي حدثت في العالم العربي، بل أن إسرائيل باتت رافضة حتى للإنصات لبعض الأصوات العاقلة في الغرب التي أدركت حقيقة متغيرات المنطقة، ودعتها إلى الاعتذار لتركيا عما فعلته بحق أبنائها الذين قتلتهم.
وقد إكتسب أردوغان بمواقفه المنتقدة لإسرائيل ودفاعه عن القضية الفلسطينية شعبية كبيرة في الشارع العربي.