قال حمدين صباحي – المرشح الرئاسي السابق – أن الدستور هو المعركة الحقيقية القادمة ،وأنه إذا كتبنا الدستور معا سنحيا من اجل مصر الديمقراطية المحمية بالدستور الذي لا يكون فيه استثناءات ، ولكن اذا أصر الرئيس الحالي على ان يضيف مادة أن يظل هو الرئيس ولا تجري انتخابات بعد كتابة الدستور ،فسيكون بذلك بدأ الدستور بالإستثناء ،وهو ما تمنى عدم حدوثه. صباحي أضاف خلال المؤتمر الشعبي الذي نظمه دير الفرانسيسكان بالمقطم مساء السبت أن النظام الحالي إن لم يضع اهداف ثورة 25 يناير في اعتباره ،فالمصريون الذين عرفوا طريق الحرية لم تعد أي وسائل قمع قادرة على تكميم أفواههم مؤكدا أنه لن يستطع أي فصيل سياسي أن يبني البلد منفردا حتى وإن خلصت النوايا. وأشار أن الوقت غير كاف للحكم على التجربة الحالية وأن الرئيس أمامه العديد من العقبات نتمنى من الله أن يكون لديه الحلول لتخطيها ، واصفا إنتخابات ما بعد الثورة بأنها الأفضل من يوم أن ولد وإن شابها بعض التجاوزات مضيفا : علينا ألا نتجاهل أن من أتى بالاخوان هم المصريون ولأن الديمقراطية هي أحد أهداف ثورة 25 يناير ،فلا بد ان نعطي فرصة لمن أتى به الصندوق واحترام النتائج مشيرا إلى أن ليس معنى هذا ان دورنا انتهى ولكن العمل السياسي متواصل ولا ينقطع وأن هدفنا هو مصر أولا وأخيرا. وردا على سؤال حول رأيه فى خانة الديانة في بطاقة الرقم القومي أكد صباحي على الاحتفاظ بخانة الديانة قائلا : أنا مسلم فخور بدين الإسلام ،وعلى كل مسيحي أن يفتخر بدينه في كل ورقة يكتب عليها الديانة بشرط ألا يكون هناك تمييز بسبب الدين ، لافتا إلا أن الثقافة المصرية تم التدخل فيها من قبل أجهزة امنية فاسدة لأكثر من 30عاما وهي تنخر في كيان الوحدة الوطنية ، مشددا أنه علينا أن نتوحد من أجل مستقبل وطن يجمعنا ، وهذا هو الهدف الحقيقي. صباحي أوضح موقفه الرافض من الاقتراض من صندوق النقد الدولي قائلا: بغض النظر عن الرأى الدينى أعتقد أن مؤسسات التمويل الكبرى هى أدوات لنظام عولمة متوحشة لتركز السلطة فى أيدى دول بعينيها وضغط على الشعوب الفقيرة فى العالم ولن نتقدم إلا بالاعتماد على الذات، موضحا أنه كان لدينا بدائل منها أن هناك 10 مليار دولار مملوكة لهيئات عامة مصرية فى إيداعات البنوك كان من ممكن إعطاء 5 مليارات إلى البنك المركزي المصري. وردا على بعض المتخوفين من ميول صباحي الإشتراكية أجاب : الاشتراكية لم تكن من ضمن برنامجي الانتخابي ولكني طرحت الرأسمالية الوطنية ،التي تعمل من اجل اقتصاد محمي قوي ،غير قابل للإغراق أو الاحتكار أو سطوة نفوذ الطبقة المالكة ، مضيفا أنه إذا أصبح رئيسا لمصر لن يصادرأملاك أو يعتدى عليها ، ولكن سيكون همه هم الفقراء الذين يحملون هم الوطن، لا أريد أن أفقر الأغنياء ولكنى أريد أن أغنى الفقراء . وأنهى صباحي كلمته بالحديث عن المحبة وهى عماد الدين المسيحي والعدل وهو روح الدين الاسلامي وهما أكثر شىء تحتاجه مصر الآن بعد أن ملئت جورا وكراهية لذا يجب أداء دور سياسى وغجتماعى وأن نكون وسط الناس لإعادة حقوقهم المسلوبة، مؤكدا أن الانخراط فى السياسة هو تعبير عن صحيح الإيمان، وأنه يريد أن يرى شبابا مؤمنا لا يستخدم الدين لإشاعة التعصب والكراهية ولا سلاحا للتفريق بين المصريين. الأب انطوان رفيق جريش – من كنيسة كيرلس للروم الكاثوليك – رحب بصباحي قائلا أنه رجل من قلب الشارع خاض معركة شرسة كان فيها نموذجا للأدب والسمو والاحتراف ،مضيفا : أنا فخور بأن واحد مننا هو حمدين صباحي .