تسبب ظهور موقع ويكيليكس الذي أسسه عام 2006 في ذعر الحكام الدكتاتوريين والقوى العظمى، حيث عكف على نشر وثائق ومعلومات سرية للغاية، إنه السويدي «جوليان أسانج» الذي تسبب اعتقاله في بريطانيا بتهمة اغتصاب وتحرش جنسي في إثارة الرأي العام العالمي. في أحدث تداعيات لقضية أسانج، بعد لجوئه السياسي إلى سفارة الإكوادور في بريطانيا، أعلن الرئيس الإكوادوري، رافائيل كوريا أول أمس الاثنين استعداد بلاده للحوار مع بريطانيا والسويد لإيجاد حل للقضية. أضاف الرئيس في مقابلة بثها التليفزيون الرسمي، أن موقف بريطانيا والسويد المتصلب هو الذي أشعل الأزمة، وأنهما لم تعطيا ضمانات تقضي بعدم تسليم أسانج إلى الولاياتالمتحدة، لأنه ربما يواجه عقوبة سجن طويلة بتهمة الكشف عن مئات آلاف البرقيات الأميركية السرية. كما طالب كوريا التحالف البوليفاري للأميركتين «يوناسور» برد واضح وجذري فيما يتعلق بقضية أسانج. وسرعان ما أصدر وزراء خارجية يوناسور، بيانا أعلنوا فيه تضامنهم مع الإكوادور. وشددوا على حق سيادة الدول في منح حق اللجوء، مطالبين كل الأطراف بمواصلة الحوار. الرئيس الفنزويلي، هوجو تشافيز هدد بريطانيا ب«ردود قاسية جدا» قال إنها «في مرحلة الإعداد»، في حال اقتحمت سلطاتها السفارة الإكوادورية بلندن. وطالب الحكومة البريطانية بالتفكير جيدا قبل الإقدام على هذا الإجراء لأن «العصر الذي كانت فيه الإمبراطوريات القديمة والجديدة تستطيع القيام بما تريد قد انتهى». مضيفا أن «الإكوادور ليست وحدها». من جهته، قال الرئيس البوليفي إيفو موراليس إن «بريطانيا مخطئة، التهديد ليس فقط عدوانا على الإكوادور، إنه ضد بوليفيا وضد كل أميركا اللاتينية». وذكرت وسائل الإعلام الإكوادورية الرسمية أن دولا أخرى من بينها كولومبيا والأرجنتين تؤيد موقف الرئيس كوريا. من جانبه قال المتحدث الرسمي باسم الحكومة البريطانية، إن بلاده ملزمة بتسليم أسانج إلى السويد حيث يواجه الاستجواب بشأن دعاوى بالاعتداء الجنسي على امرأتين. مضيفا أنه سيتم استمرار التواصل مع الحكومة الإكوادورية سعياً لإيجاد حل دبلوماسي. كان أسانج قد حث يوم الأحد في أول ظهور له منذ لجوئه إلى السفارة الإكوادورية في لندن 19 يونيو الماضي، الرئيس الأميركي باراك أوباما على وقف ملاحقة موقع ويكيليكس والتوقف عن مطاردته.