عشر سنوات مضت على أحداث سبتمبر التى دمر فيها برج «التجارة العالمى» وقتل فيها العشرات، تلك الحادثة التى تسببت فى احتلال العراق وقتل أهلها، عشر سنوات لم تستطع أن تخفف موجة العداء والكراهية تجاه المسلمين الأمريكيين، بل إن استطلاعات الرأى الحديثة تشير إلى تزايد التمييز العنصرى تجاههم، على الرغم من الجهود المبذولة لفتح باب الحوار والتقارب ما بين الطرفين للتعريف الحقيقى بالإسلام واندماجهم فى المجتمع الأمريكى.. الذكرى العاشرة تأتى فى غياب أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة والعدو رقم واحد للشعب والحكومة الأمريكية، كونه المتسبب الأول فى الحادثة، بحسب الرواية الأمريكية.. سنوات دفع المسلمون ثمنها فى العراق وأفغانستان، وتعرض كثير من المسلمين والعرب الكثير من المضايقات والتجسس عليهم فى المساجد، حتى إن مكتب التحقيقات الفيدرالى قام بتجنيد مجموعة من المخبرين وزرعهم فى المساجد، ليس فقط بهدف التجسس وإنما لتحريضهم وتأليبهم بقصد معرفة ميولهم والإيقاع بهم.. عشر سنوات مضت ليتغير العالم بعدها، دفع كثيرون الثمن اقتصاديا وسياسيا وأمنيا واجتماعيا، تحت أكذوبة أطلقها الرئيس الأمريكى الأفشل واسمها «الحرب على الإرهاب»، ليولد معتقل «جوانتانامو»، ليحصد أسماء عربية وإسلامية بتهمة الإرهاب، وبينما يتواصل النزيف حتى اليوم، لا يزال الغموض يحتل مساحة أكبر من الوضوح حول حقائق الحادثة، لتبقى الصورة مشوشة فى أذهان العالم بشكل عام والأمريكيين بشكل خاص، بينما الواضح أمامهم هو ضرورة التعامل مع المسلمين على أنهم إرهابيون!