عم سعيد: صحيح يا أستاذ أحمد، هو مين عمرو البحيرى؟ أحمد فى لهفة: إيه؟ إنت سمعت حاجة عنه؟ عم سعيد متعجبا: لا أبدا، كل الحكاية إنى بشوف اسمه كتير مكتوب على الحيطان فى وسط البلد! أحمد: عمرو البحيرى يا عم سعيد ده شاب محترم جدا، اتحكم عليه بالسجن 5 سنين قدام محكمة عسكرية. عم سعيد: ليه عمل إيه؟ أحمد: فاكر اليوم اللى الجيش طلع فيه البيان بتاع «رصيدنا لديكم يسمح». عم سعيد ضاحكا: أيوه، لما الجيش دخل ضرب العيال اللى كانت عند مجلس الوزرا. أحمد: بالضبط، عمرو البحيرى هو شاب عنده تقريبا 32 سنة، اليوم ده كان جاى من كفر الزيات علشان ينضم للمعتصمين قدام مجلس الوزرا، اللى كانوا بيطالبوا بإقالة حكومة أحمد شفيق، يوميها بالليل الجيش تدخل وفض الاعتصام بالقوة، كانوا بيضربوا الناس والقصة الطويلة اللى إنت عارفها ديه. يوميها كان عمرو موجود وكان فيه ناس من شباب الثورة جانبه، الشرطة العسكرية اتهمته فى قضية سلاح، بعد ما ضربوه لما عدموه العافية، الدم يومها كان نازل من كل حتة فى وشه، وبعديها على طول تم إحالته للمحكمة العسكرية. عم سعيد مندهشا: قضية سلاح؟! أستغفر الله العظيم، ليه بس كده؟! أحمد: أيوه، وأكتر من حد معروف شاهد الواقعة، وسجل شهادته. عم سعيد: طب مش هما بعدها اعتذروا، وقالوا هيطلعوا الناس اللى قبضوا عليهم؟ أحمد: ده صحيح، على الرغم من إن فيه ناس تم الإفراج عنها لكن عمرو البحيرى لحد دلوقتى مخرجش. عم سعيد: يا جدعان، طب إنتوا مقلتوش ليه الكلام ده فى الجرايد، فى الإعلام، مبلغتوش ليه المجلس العسكرى؟! أحمد: عملنا كل اللى إنت بتقوله، ووصلنا الرسالة للمجلس، لكن لا حياة لمن تنادى. خالد: بتتكلموا فى إيه؟ أحمد: عن قضية عمرو البحيرى. خالد: المشكلة يا جدعان مش مشكلة عمرو البحيرى بس، المشكلة مشكلة زيه كتيير، يمكن عمرو البحيرى هو اللى نعرفه، علشان ناس شافته، فمدونين وجرايد كتبوا عنه، لكن أكيد كمان فيه غيره محدش شافهم، اتحاكموا قدام محاكم عسكرية. عارف يا عم سعيد عمرو ده مثلا اتحاكم وصدر عليه الحكم فى 3 دقايق، عارف يعنى إيه 3 دقايق؟! من غير محامى ولا شهود ولا أى حاجة، وعلى الرغم من كده أكيد موضوع عمرو كان أرحم من غيره اتحاكموا فى «الميز». أحمد: إيه؟ يعنى إيه «ميز»؟ خالد: آه صحيح إنت مدخلتش جيش. الميز ده بيبقى صالة أكل كبيرة جوه الجيش، اللى بياكل فيها المجندين وجبات الفطار والغدا والعشا. عم سعيد فى ذهول: يا نهار إسود. محكمة إيه ديه اللى بتتعمل جوه الميز؟ خالد: طبعا، علشان كده الناس بتطالب بإلغاء المحاكمات العسكرية، لأنها محاكمات استثنائية، مفهاش حق النقض أو الاستئناف، بمعنى أدق مش بتوفر حق الإنسان إنه يقف قدام قاضى طبيعى. أحمد: وهما خاوتين دماغنا ويقولك التزام باتفاقيات دولية! خالد: طيب خد المعلومة ديه، إنت عارف إن عدد المواطنين اللى اتحاكموا قدام محاكم عسكرية من فبراير اللى فات لحد دلوقتى حوالى 12000. أحمد فى ذهول: جبت الرقم ده منين؟ إنت متأكد. خالد: طبعا، موجود فى أحد مذكرات الدفاع القانونية اللى أعدها عدد من المراكز الحقوقية. إنت متخيل 12000؟ تخيل كام واحد من دول اتظلم. أحمد: أنا مازلت مش فاهم إيه وجه الخسارة إن المجلس العسكرى يعلن إلغاء المحاكمات العسكرية، وإنه يقرر محاكمة المدنيين أمام قاضيهم الطبيعى. عم سعيد: يعنى رموز النظام تتحاكم فى شهور وممكن سنين، وناس زى الواد المحترم ده يتحاكم فى تلت دقايق إيه الافترا ده؟! أمال ثورة إيه وبتاع إيه؟! وهنا صرخ عم سعيد فى غضب ليلبى نداء أحد الزبائن «أيوووووه جااااااااااااى».