يبدو أنَّ الأمور عادت من جديد إلى وضعها السابق في جماعة الإخوان، حيث فرض قيادات المكتب القديم سيطرتهم وكلمتهم بعدما حاول شباب الجيل الجديد في الانقلاب عليهم والإطاحة بهم، وهو ما رفضه التنظيم الدولي للإخوان وتوصَّلوا في النهاية بعد القبض على قيادات المكتب الجديد والقديم، الاستقرار على قيادة محمود عزت للجماعة، مع دعمه ببعض الشخصيات من المكتب الجديد، مثل محمد منتصر الناطق باسم الجماعة، وإضافة قيادات من الخارج مثل جمال حشمت وأحمد عبد الرحمن وعمرو دراج، لمعاونته وفقًا لما ذكره القيادي الإخواني إبراهيم منير. منير، "الأمين العام للتنظيم الدولي"، أكد أنَّ "الخلاف بين الجيل القديم والجديد حُسم، وعلى الإخوان التكاتف لمواجهة عاصفة الأزمات التي يعانون منها، والتمسك ببيعة المرشد العام للجماعة محمد بديع، وبقيادات المكتب القديم، والتي أوشك عمرها على الانتهاء"، وفقا له. منير ذكر في رسالةٍ له بثها الموقع العام لجماعة الإخوان أنَّ "الأزمة التي تمر بها الإخوان حاليًّا ستنتهي لأنَّ إحدى خصائص جماعة الإخوان أنَّها لا تعلو بإيمانها ولا بفكرها على الناس، ولا تدعي لبشر العصمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لمرشدها الأول، حسب ما بايعت عليه فى رسالة التعاليم، ولهذا فهي لا تدعي أنَّ مسيرتها وعملها قد خلت من أخطاء، ولكن حسبها أنَّ كل عملها قد تم باجتهادات بشرية قدر ما كانت تدركه في كل مرحلة من مراحلها". أمين التنظيم الدولي شدَّد على "تمسك التنظيم بقيادات الجماعة"، معتبرهم "القادة الروحيين لها وأنَّ أخطاءهم لا تعني أبدًا الانقلاب عليهم والإطاحة بهم واستغلال حالة الضعف التي يمر بها الإخوان"، مطالبًا الشباب ب"الحرص على مصلحة الجماعة بدلاً من تشتيتها". مصادر من داخل الإخوان كشفت أنَّ "رسالة إبراهيم منير جاءت لاحتواء الغضب داخل شباب الإخوان، وبخاصةً أنَّ الخلافات بين المكتب القديم والجديد لم تنتهِ كما حاول البعض ترويجه لذلك هو يحاول مخاطبة الشباب وعاطفتهم للتمسك بالجماعة وفي نفس الوقت عدم الإطاحة بالمكتب القديم". وكشفت المصادر أنَّ "كفة المكتب الإداري الجديد أعلى وبخاصةً أنَّ مكتب الإرشاد القديم لم يتبقَ منه سوى محمود عزت بينما غالبية قيادات المكتب الجديد في الخارج ولم يقبض عليها"، مؤكدًا أن "الدمج حتى الآن ووضع محمود عزت على رأس مزيج بين المكتب القديم والجديد ليس حلاً كافيًّا". القيادى الإخواني المنشق، سامح عيد، قال إنَّ "رسالة إبراهيم منير كشفت تمسك التنظيم الدولي بقيادات مكتب الإرشاد القديم على اعتبار أنَّهم نفس الخلفية والأفكار وكذلك نفس السن"، ويرى أنَّ "الانقلاب عليهم سيتسبب في أزمات كبيرة للإخوان في الخارج وفي التعامل مع الدول التي ارتبطت بعلاقات قوية مع مكتب الإرشاد القديم". عيد أضاف أنَّ "الرسالة نوع من الاستجداء لشباب الجماعة للتوقف عن الصراع ويؤكد في الوقت ذاته قوة الخلاف المحتدم بين جيلين من الجماعة والفشل في احتواء الخلاف حتى الآن"، مضيفًا أنَّ "التنظيم الدولي لن يتخلى عن قيادات الجماعة المعتقلين ولا عن رئاسة محمود عزت للجماعة خلفًا للمرشد". القيادى الإخواني المنشق كشف أنَّ "إصرار التنظيم الدولي في مواجهة رفض الشباب يخلق كل يوم منشقين ورافضين للجماعة ويضعها في مأزق كبير". أمَّا الدكتور كمال الهلباوي، القيادي الإخواني المنشق، أكد أنَّ "من الصعب تخلي التنظيم الدولي عن محمود عزت نائب المرشد أو تصعيد شباب جديد يختلف فكريًّا وتنظيميًّا عن الجيل الحالي لأنَّه لن يكون مقبولاً ويمثل خطرًا على الهيكل التنظيمي للجماعة". الهلباوى أضاف أنَّ "رسالة إبراهيم منير أكدت الخلافات والمستمرة حتى اللحظة ولم تحسم وأكدت أيضًا الإصرار الكبير للتنظيم الدولي ببقاء الجيل التايخي للجماعة وعدم الإطاحة به لأنَّه سيكون عارًا على الجماعة واستغلالاً لموقف ضعف منهم أو هكذا يفكرون". الهلباوي أوضَّح أنَّ "الكثير من جيل الشباب منقسم بين طريقين أمَّا تعديل مسار الجماعة والتصالح وإعادة الجماعة للمشهد السياسي أو اتخاذ طريق العنف وهو ما يخشاه التنظيم الدولي لأنه في حال لجؤوا للعنف لن يكون هناك تعاون دولي معهم وسيخسروا كل شيء".