لأول مرة في تاريخ جماعة الإخوان المسلمين يتم القبض على المرشد العام بها ويتم الحكم عليه بالإعدام، وأثيرت من بعدها الكثير من التساؤلات عن الذي يقوم بقيادة الجماعة بدلاً من المرشد "السجين" . البعض يقول أن من يقود الجماعة اللآن هو محمود عزت النائب الأول للمرشد، والبعض الآخر يؤكد أن جمعة أمين وكيل المرشد وأكبر الأعضاء سناً هو الذي يقود، تساؤلات وتكهنات تدور في أذهان الكثيرين داخل الجماعة وخارجها، وستحاول شبكة الإعلام العربية "محيط" أن تجيب عن بعض هذه التساؤلات .
«بديع» مرشداً حتى ولو تم إعدامه
تواصلت "محيط" نع أحد أعضاء جماعة الإخوان ويدعى الدكتور حسن، والذي رفض في البداية أنن يجيب على السؤال لأسباب أمنية، ولكن بعد إلحاح قال " الدكتور بديع هو المرشد العام للإخوان المسلمين.. شاء من شاء وأبى من أبى " .
مؤكدا أن هذا شأن داخلي سري للغاية وحتى لو يدير الجماعة الآن أحد القيادات التاريخية القديمة فلن يتم الإفصاح عنه نظراً للتحديات الأمنية الكبيرة التي تواجه الجماعة .
ونوه إلى أن الدكتور محمد بديع سيبقى مرشداً شرفياً للجماعة حتى ولو تم إعدامه، فحسن البنا استشهد ومع ذلك هو المؤسس الأول والمرشد الحقيقي للجماعة .
محمود عزت
«بديع» مازال المرشد
ويقول الشيخ محمد الأباصيري الداعية السلفي أن مرشد الجماعة لا يزال هو الدكتور محمد بديع و ليس محمود عزت، و ذلك لأن قانون الجماعة يقضي بأن من يتولى منصب الإرشاد لا يتركه حتى يموت أو يُعزل، و ما حدث مع مهدي عاكف كان أمرًا استثنائيًا ومرتبًا له من قبل أن يحدث و ذلك لظروف داخلية كانت تقتضي ترتيب البيت الإخواني من الداخل نظرًا لخطورة المرحلة وقتها، ومُنع محمد حبيب وعبد المنعم أبو الفتوح من تولي المنصب لكونهما غير موثوقٍ بهما من قبل قادة التنظيم الخاص وعلى رأسهم خيرت الشاطر، موضحاً أن محمد بديع لا زال هو المرشد الحالي للجماعة وما يشاع من أن محمود عزت هو مرشد الإخوان الجديد هي إشاعات يطلقها الإخوان أنفسهم و يصدقها و يروج لها بعض السذج و الغرض منها التشويش و لفت الانتباه عن المرشد الحقيقي.
كمال الهلباوي
التنظيم الدولي مشروع لن يكتمل
يقول الدكتور كمال الهلباوي القيادي السابق بجماعة الإخوان المسلمين أن التنظيم الدولي للإخوان المسلمين مشروع لم يكتمل لأسباب عديدة، فهو مشروع فكر فيه الإخوان في أواخر السبعينيات من القرن الماضي ووضعوا له اللوائح بهدف جمع الإسلاميين من الإخوان في شتى بقاع الأرض في عمل مشترك.
وأضاف في تصريحات صحفية سابقة له أن هذا المشروع لم يتم كما كان مخطط له نتيجة القبض على زعماء الإخوان وإيداعهم بالسجون والمعتقلات، ومنعهم من السفر، ومطاردتهم أينما كانوا.
واعتبر الهلباوي أن هذه الأسباب جعلت التنظيم على مدار 33 سنة "مجرد تنسيق بين الإخوان المسلمين والتنظيمات الأخرى يشترك فيه مسؤولون في لجان متعددة، مع عقد اجتماعات كثيرة للتربية والتنشئة والتنسيق السياسي وما إلى ذلك" .
يجب علي الإخوان إسقاط بيعة المرشد
أما القيادي الجهادي السابق ياسر سعد، فقد طالب جماعة الإخوان بإسقاط بيعة المرشد الحالي والسابق، مضيفاً أنهم يقفون عثرة في وجه تكون وعي إسلامي معاصر يبعد كل البعد عن أدبيات حسن البنا التي وضعها في كتابه المؤتمر الخامس في أربعينات القرن الفائت، ولا يتحمل الجيل الحالي من الإخوان أخطاء الجماعة الفقهية والسياسية السابقة .
المخابرات تتابع تحركات «عزت»
وفي السياق نفسه قال سامح عيد القيادي الإخواني المنشق أن مشروع حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين يعتمد على إنشاء ما يسمى بالأسرة المسلمة والمجتمع المسلم والبيت المسلم والدولة المسلمة، مؤكداً أنه كان يعمل على تكوين خلافة تبدأ من مصر ثم تونس ثم الأندلس وإعادة الخلافة العثمانية مرة أخرى .
وأكد "عيد " في تصريحات خاصة لشبكة "محيط" أن المخابرات المصرية تتابع تحركات القيادي الإخواني محمود عزت الذي لا يُعرف مكانه حتى الآن، مؤكداً أن المعلومات حوله ضعيفة، وتولي محمود عزت مرشداً مكان بديع موضوع معقد وليس سهل، لأن نفوذ خيرت الشاطر قوي من داخل سجنه بالدول الداعمة له سواء قطر أو تركيا بالإضافة إلى دول أخرى من إفريقيا .
وأشار الإخواني المنشق إلى أن الأوضاع داخل جماعة الإخوان هذه الأيام تسير بشكل عشوائي .
جمعة أمين ينفي
في حين قال جمعة أمين عبد العزيز، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، في رسالة وجهها للرأي العام من لندن عاصمة إنجلترا، أنه متواجد في لندن لتلقي العلاج، موضحا أنه لا يتولى منصب المرشد العام للجماعة ولا يدير معركة قانونية ضد السلطات الحالية بمصر.
وأوضح «أمين» في رسالته أنه خرج من مصر في يوم 2 يوليو الماضي 2013، أي قبل يوم واحد من الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، مشيرا إلى أنه مازال حتى اليوم يُعالج ولا يتحرك من مكانه أبداً.