كشف التفجير الذي تم في وقت مبكر من صباح اليوم لخط تصدير الغاز الطبيعي إلى الأردن وإسرائيل أن عمليات الضخ والتصدير إلى إسرائيل كانت لا زالت مستمرة حسب شهود عيان وهو ما دفع الملثمين الذين لازلوا مجهولين رغم التفجير الخامس عشر ومحاولتين فاشلتين. وكانت مصر قد أعلنت في شهر ابريل الماضي أنها أوقفت ضخ الغاز إلى إسرائيل. مصادر أمنية تؤكد أن الانفجار الذي وقع على 2 كيلو متر من منطقة الطويل جنوبي شرق العريش كان في الوصلة التي تقوم بضخ الغاز إلى إسرائيل والأردن. شركة جاسكو وهي المشغلة للخط حاولت تبرير اشتعال النيران في الأنبوب على الرغم من انه من المفروض أن يكون خاليا تماما من الغاز بأنها تضطر إلى ضخ الغاز في الأنبوب بكميات ضئيلة كنوع من أنواع الصيانة للأنبوب حتى لا يتعرض للصدأ وحفاظا على المعدات والآلات الموجودة بالمحطة الرئيسية بمنطقة الشلاق. ونفى المهندس محمد أيوب مدير شركة «جاسكو» بالعريش أن تكون الشركة قد قامت بإعادة ضخ الغاز مرة أخرى إلى إسرائيل، مؤكداً أن الغاز الموجود ما هو إلا بقايا داخل الأنبوب منذ إعلان مصر وقف ضخ الغاز إلى إسرائيل. شهود عيان من الذين كانوا متواجدين في منطقة الانفجار أكدوا أن عمليات الضخ لإسرائيل بدأت قبل ثلاثة أيام. المعاينة الأولية وما أدل به شهود عيان أثناء استجوابهما تؤكد أن عملية التفجير تمت باستخدام عبوات ناسفة ثم تم التفجير عن بعد، وأن 8 أشخاص حضروا إلى المنطقة على متن 3 شاحنات دفه رباعي بدون لوحات معدنية وهم من قاموا بتنفيذ الهجوم ثم فروا هاربين دون أن يتمكن أحد من ملاحقتهم. وتقول المصادر الأمنية وشهود العيان أن ألسنة اللهب التي ارتفعت لأكثر من 40 مترا وأمكن رؤيتها من على بعد أكثر من 30 كيلو متر كما شاهدها الفلسطينيين بقطاع غزة تؤكد بأن كميات الغاز التي كانت موجودة كبيرة. وترجح المصادر الأمنية أن تكون معلومات قد وصلت إلى منفذي الهجمات بأن ضخ الغاز قد تم استئنافه مرة أخرى وهو ما دفعهم نحو تنفيذ الهجوم الجديد. وقال مسؤول وشهود عيان إن تفجيرا جديدا وقع يوم الأحد في خط الغاز الطبيعي المؤدي من مصر للأردن وإسرائيل وهو الحادث الخامس عشر الذي يستهدف الخط منذ فبراير العام الماضي. وانتقلت القيادات الأمنية من الشرطة والقوات المسلحة إلى موقع التفجير. كما انتقل اللواء مدحت صالح رئيس مركز ومدينة العريش ومسئولو شركة الغاز الذين أكدوا عدم وجود خسائر تذكر بخلاف التفجير مشيرين إلى أن سبب الاشتعال هو وجود بواقى من الغاز في الخط. ومن جهة أخرى، انتقلت سيارات الإطفاء والإسعاف إلا أنه لم تقع أية إصابات. ومنذ سنوات أبدى مصريون كثيرون معارضة لتصدير الغاز لإسرائيل في وقت أفادت فيه تقارير بأن جارة مصر الشمالية اشترت الغاز المصري بسعر رخيص تم تثبيته لسنوات طويلة. وفي الشهر الماضي عوقب وزير البترول والثروة المعدنية الأسبق سامح فهمي وحسين سالم رجل الأعمال المصري الذي كان مقربا من الرئيس السابق حسني مبارك بالسجن 15 عاما لكل منهما بتهم تتصل باتفاق الغاز مع إسرائيل الذي قالت النيابة العامة إنه كان سببا في إهدار ملايين الدولارات على مصر. وعوقب مسؤولون مصريون آخرون بالسجن لمدد متفاوتة بتهم تتصل بالاتفاق.