بعد أسابيع طويلة، خلا فيها ميدان التحرير من مشاهد المظاهرات الحاشدة، المعروفة ب«المليونيات»، التى كان آخرها «جمعة لمّ الشمل»، فى 29 يوليو الماضى، التى سيطر عليها السلفيون، يحتشد فى الميدان، اليوم، نشطاء حركات وقوى سياسية مدنية عدة، تحت اسم «جمعة تصحيح المسار»، رافعين الشعارات الأولى للثورة «عيش.. حرية.. كرامة إنسانية». «ائتلاف شباب الثورة» وحركة «شباب 6 أبريل»، وقوى وطنية أخرى، هى صاحبة الدعوة، التى لاقت صدى لدى معظم التيارت السياسية، باستثناء التيارات الإسلامية.
«اتحاد شباب الثورة» قال فى بيان أصدره أمس، إن ما أشيع عن عناصر مجهولة، تحرض المتظاهرين على استخدام العنف ضد أفراد ومنشآت القوات المسلحة والشرطة «غير صحيح بالمرة». فيما أكد «المجلس الوطنى»، فى بيانه أمس، مشاركته فى «جمعة تصحيح المسار».
أحزاب الكرامة والناصرى والجبهة الديمقراطية والكتلة المصرية التى تضم مجموعة قوى ليبرالية واشتراكية، وحركة كفاية، أعلنوا أيضا مشاركتهم فى «الجمعة»، على أن تنتهى الجمعة فى تمام الساعة السادسة مساء، مع الحرص على ترك الميدان فى الحالة الحضارية اللائقة بثورة مصر.
وحتى مثول الجريدة للطبع، مساء أمس، لم تغادر قوات الشرطة العسكرية مواقعها فى «ميدان التحرير»، وواصلت انتشارها حول «الجزيرة الوسطى» للميدان، المعروفة باسم «الصينية». فى حين طالب عضو المكتب التنفيذى لاتحاد شباب الثورة محمد السعيد، المجلس العسكرى بسحب الشرطة العسكرية والأمن المركزى من الميدان، لمنع أى احتكاك قد يحدث بينهم وبين المتظاهرين.
محمد عادل، عضو المكتب السياسى لحركة «6 أبريل»، قال إن نشطاء الحركات والأحزاب السياسية، المشاركة فى «جمعة تصحيح المسار»، سيتولون تأمين الميدان «بشكل مشدد، وبتكتيكات جديدة، وسيتولون حماية المواقع المهمة، مثل البنوك والأماكن الأثرية». موضحا أن مسيرات «ستنطلق عقب صلاة الجمعة، من مساجد: رابعة العدوية بمدينة نصر، والنور بالعباسية، والاستقامة بميدان الجيزة، وعدة أماكن أخرى، لتلتقى جميعها فى ميدان التحرير».
أبرز الرافضين لمظاهرات اليوم، جماعة الإخوان المسلمين، التى تعللت، كالعادة، بما سمته «عدم وضوح أهدافها»، وهو ما يرد عليه عضو المكتب التنفيذى ل«ائتلاف شباب الثورة» طارق الخولى، بقوله إن القوى المشاركة «تراهن على الشارع، لا على التنظيمات»، وإنها تلقت اتصالات من نشطاء فى محافظات عديدة بالمشاركة. وأكد الخولى مشاركة «ألتراس الأهلى والزمالك»، مشيرا إلى وجود تنسيق بين «الائتلاف» وبعض قيادات «الألتراس»، من أجل سلمية المسيرات، والتصدى معا لأى أعمال شغب.
وزارة الداخلية أعلنت أنه فى إطار الدعوة التى وجهتها بعض القوى والتيارات والائتلافات السياسية للتظاهر السلمى اليوم الجمعة، أنه سيتم إخلاء ميدان التحرير من قوات الشرطة، اعتبارا من منتصف ليل الخميس الموافق 8 سبتمبر وحتى منتصف ليلة الجمعة الموافق 9 سبتمبر.
وطالبت الوزارة جميع القوى المشاركة وشباب الثورة الشرفاء بعدم السماح بدخول أو اندساس أى عناصر تحاول استغلال هذه التجمعات السلمية المشروعة للقيام بأى عمليات أو محاولات للخروج عن القانون أو إحداث فوضى أو شغب أو اعتداءات على أى ممتلكات عامة أو خاصة أو تعطيل حركة المرور ومصالح المواطنين.. وأكدت الوزارة أنها تمارس مسؤوليتها فى حماية المنشآت والمواقع الشرطية باعتبارها ملكا للشعب، وستقوم بالتصدى بكل حسم لكل محاولات التعدى عليها، فأمن مصر مسؤولية كل المصريين الشرفاء.