بعنوان «أكبر جهاز مخابرات في مصر يحاول الحصول على الدعم الشعبي حيث يواجه الرئيس الإخواني»، تناول تقرير وكالة أسوشيتد برس الأمريكية تحليلا للفيلم الوثائقي «كلمة وطن» الذي أصدره جهاز المخابرات العامة الأسبوع الماضي في إطار احتفاله بالذكرى ال57 على إنشاء الجهاز. في تقرير الوكالة الذي نقلته عنها صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، قالت أسوشيتد برس إن جهاز المخابرات العامة الذي طالما كان قوة سرية خلف نظام البلاد الحاكم، اتخذ خطوة صغيرة ولكنها غير مسبوقة يحاول من خلالها الفوز بالتأييد الشعبي في مواجهة لتحديات محتملة من الرئيس الإسلامي الجديد. تابعت الوكالة في تقريرها إن الفيلم ومدته 41 دقيقة، يتناول إنجازات الجهاز ويصف نفسه فيه كحامي البلاد من المؤامرات الإسرائيلية وحلفائها الغربييين ويتعهد أيضا بالاستمرار في حماية مصر. وصفت أسوشيتد برس «كلمة وطن» أيضا بخطوة غير مألوفة في العلاقات العامة لجهاز لا يزال خفيا، ويحظى بدور غامض ولكنه متغلغل، ويصفه الخبراء بأنه دولة داخل دولة، مضيفة أن هذا الجهاز كان أساسا مهما لحكم حسني مبارك الذي استمر 29 عاما، حيث كان يعمل على قمع معارضيه والتأكد من ولاء المؤسسات الوطنية. سامح سيف اليزل، لواء المخابرات السابق، أخبر الوكالة في حوار معها أن الهدف من هذا الفيلم نشر الوعي حول أهمية الجهاز بعد ما تعرض للهجوم من قبل البعض بحجة أنه لا يقوم بعمله وأنه كان يخدم بقايا نظام مبارك. يتابع اليزل القول إن المخابرات والعسكر متعاونون ومتفاهمون تماما مع بعضهم البعض. وتابعت الوكالة أن إصدار الفيلم يتزامن مع محاولات الجهاز وأجزاء أخرى من النظام القديم الدفاع عن نفوذهم في البلاد بعد فوز محمد مرسي من الإخوان المسلمين بالرئاسة. نقلت أسوشيتد برس عن هبة مواريف، الباحثة بمنظمة هيومان رايتس ووتش «لسنوات عديدة، كان الجهاز يعتبر الإخوان عدوه الإساسي، مضيفة وبسبب المعاملة التي عاني منها الإخوان، يوجد عدم ثقة وصراع على السلطة المتأصلة لم يتم التطرق لهما حتى الآن». تقول مواريف إن الإخوان ربما يحاولون إعادة هيكلة أجهزة المخابرات، وتضيف إذا لم تتم إعادة التشكيل على الفور، فستتم عاجلا أم آجلا، المعركة لم تبدأ بعد.