قال وزير الخارجية النمساوي، سيبستيان كورز، اليوم الأربعاء، إن مصر ليست فقط لاعبًا قويًا في المنطقة، ولكن شريكًا قويًا أيضًا في الحرب ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، مردفًا : "لذلك نتطلع لأن يكون لها دور قوي لمحاربة الإرهاب". ونفى، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري، سامح شكري، أن تكون هناك حملة في أوروبا ضد قرارات الإعدام الصادرة في مصر مؤخرًا، "ضد الرئيس المعزول محمد مرسي وقيادات الإخوان"، مؤكدًا أن التعامل مع الإرهاب هو من حق مصر معقابة الإرهاب، مشددًا على أهمية العلاقات الاقتصادية التي تربط بين البلدين، حيث أن هناك 750 شركة نمساوية تستثمر فى مصر. وأوضح كورز، أن داعش لم ينشر الرعب في المنطقة وحدها، إنما في أوروبا بأكملها، بعدما انضم إليه الكثير من الأجانب، الذين سافروا إلى العراق وسوريا للمشاركة معه في عملياته، معقبًا: "ونتطلع لمشاركة قوية من قبل مصر لمحاربة الإرهاب". وأضاف أن مصر تتمتع بمصداقية كبيرة في هذا الصدد، لأنها تمثل الإسلام الوسطي، وهو النموذج الراسخ والقوي الذي يواجه نموذج "خلافة داعش"، لافتًا إلى أنه كان مسئولًا في السابق عن الاندماج والتعايش السلمي فى النمسا، وأردف: "أرى أن مصر مثال يحتذى به، فالأقباط والمسلمون لا يعيشون فقط بجانب بعضهم البعض، بل يعيشون بالفعل معا". ومن جانبه، أبدى شكري، تطلعه إلى استعادة العلاقات التاريخية القوية التي تربط بين البلدين، معقبًا "فرصة كانت مواتية لنعقد جلسة مباحثات منفردة، وجلسة مباحثات موسعة، تم خلالها تناول كافة أوجه العلاقات الثنائية بعمق، سواء كانت السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية، بالإضافة إلى الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك". وأردف أن المحادثات كانت فرصة طيبة للتعبير عن رؤية مصر إزاء المزيد من هذه القضايا، معقبًا، "بدون شك نعتز كثيرًا بالصداقة القوية التى تربط بين الشعبين النمساوي والمصري، والأمر تجسد وتمثل في العلاقة الخاصة التي ربطت بين الرئيس الراحل أنور السادات والمستشار النمساوي فريسكى، التى أدت إلى تناول قضايا هامة بين البلدين في مرحلة مليئة بالتحديات، ونعمل الآن على استئناف وتيرة العلاقة إلى عهدها السابق، ومصر تتحول نحو الاستقرار ونحو المساهمة الكاملة في الإطار الإقليمي والإطار الدولي المرتبط بالمصالح المشتركة، والمرتبط بالتحديات المشتركة التى تواجه البلدين وأوروبا بأسرها". وشدد شكري على أهمية العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي، في إطار رفع قدرات مصر في جهودها للتنمية، وتحقيق مستويات معيشة أفضل لمواطنيها، وأيضًا في المناحي السياسية في إطار العمل المشترك لتوفير المناخ الملائم لتحقيق آمال الشعب المصري في تنفيذ الالتزامات التي يفرضها الدستور الجديد. وبشأن الخطوات القادمة التي ستتخذها مصر ضد الإرهاب فى اليمن وليبيا، أوضح أن مصر تضطلع بمسئولية كبيرة لحماية الداخل والمنطقة وإطارها المتوسطي، وعلاقتها مع أوروبا إزاء التهديدات التي يمثلها الإرهاب في هذه الآونة، مبيّنًا أن تنامي الإرهاب في ليبيا يضع مسئوليات ومخاطر متصاعدة بالنسبة لمصر نظرًا للجوار الجغرافي. وأضاف"نحن نعمل من خلال جهودنا وتبادل المعلومات من خلال علاقاتنا الدولية، والسعى لتكثيف الجهود الدولية فى مواجهة الإرهاب وتجفيف الدعم الذي يصل إلى هذه المنظمات الإرهابية، وتجفيف مصادر التمويل وقدراتها على التواصل فيما بينها". وشدد شكري على ضرورة التصدي لكافة المنظمات الإرهابية دون تفرقة، مشيرًا إلى العمل على تناول القضايا الاقتصادية والسياسة والاجتماعية التي أدت إلى تفشي الظاهرة، ودعمت قدرة هذه المنظمات على استقطاب المحاربين الأجانب. وأكمل أن مصر تضطلع بمسئولية خاصة في هذا الصدد، بحكم دور المؤسسات الدينية المصرية في نشر الفكر الإسلامي المعتدل، وأيضًا مبادرة الرئيس، عبد الفتاح السيسي، لتجديد الخطاب الديني، وعزل الدعاوى غير الحقيقية.