آثار حكم إحالة الرئيس المعزول محمد مرسي، وباقي المتهمين في قضية الهروب من سجن وادي النطرون والتخابر مع حماس، إلى مفتي الجمهورية، ردود فعل كبيرة في الأوساط التركية، فلم يتكفي الأتراك بهجوم أردوغان المعتاد على السلطات المصرية، فقدم رئيس الوزراء ووزير الخارجية ووزير التجارة تعليقاتهم على القضية، ولم يترك زعيم المعارضة قليجدار أوغلو الأمر دون أن يدلي بدلوه. فقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، للأسف فإن مصر تعود نحو الوراء، لقد حُكم على الرئيس الأسبق محمد مرسي بالإعدام، وهو الذي وصل إلى سدّة الحكم بعد حصوله على 52 % من الأصوات الانتخابية، وللأسف مازال الغرب يحجم عن اتخاذ موقف إزاءالحكومة المصرية، في الوقت الذي يلغي فيه الغرب عقوبة الإعدام لديه - ويقف موقف المتفرج على قرارات الإعدام هذه في مصر، ولا يتخذ أي إجراء بهذا الخصوص. ومن جهته قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، إن كانت لدى البعض رغبة في إعادة إحياء عهد مبارك في مصر ثانية، فليرغبوا كما شاءوا، لكن العودة إلى الوراء غير ممكنة على الإطلاق، وليس من الممكن الإبقاء على الفوضى والأزمات باستمرار. بينما قالت وزارة الخارجية التركية في بيان لها، نأمل أن يُعاد النظر في هذا الحكم مرة ثانية، وأن يتم إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين ونحن نجدد مناشاداتنا الصادقة بشأن إجراء صحي لحوارٍ ومصالحةٍ في البلاد وفق الإرادة الشعبية. وأعرب وزير الطاقة التركي طانر يلدز، عن ثقته بعدم تنفيذ قرار الإعدام، قائلاً "نعتقد أن المفتي سيعيد مصر إلى امتحان الإنسانية والإسلام الذي سقطت فيهما سابقاً". ويرى الرئيس التركي السابق عبد الله جل، إن إعدام الرئيس المصري محمد مرسي، ورفاقه، سيجعل مستقبل مصر قاتما مظلما. ولابد من إيقاف هذه العملية الخطيرة التي لا يمكن قبولها، ما دام هناك وقت لذلك. أما كمال قليجدار أوغلو زعيم المعارضة التركية، فقال إن الإعدامات السياسية، لم ولن تأتي بأي خير مطلق على أي مجتمع، بل تتسبب في حدوث جراح عميقة بعد فترة من الزمن، لا يمكن أن تلتئم، لذلك أُناشدهم التراجع عن مثل هذه الأحكام. ونظم أعضاء اتحاد طلاب الأناضول، أمس السبت، تظاهرة في مدينة اسطنبول، للتنديد بأحكام الإعدام . واحتشد المحتجون في فناء مسجد السلطان محمد الفاتح، عقب صلاة العشاء، وهم يرددون هتافات مناهضة لأحكام الإعدام المذكورة.