بملابس سوداء فى مشهد أشبه بجنازة، خرج موظفو القطاع العام الإسبان أول من أمس (الجمعة) فى شوارع العاصمة مدريد فى احتجاج غاضب على تصديق الحكومة على حزمة إجراءات تقشفية جديدة، من المقرر تطبيقها سبتمبر المقبل، تحديدا فى ميدان بوريتا دل سول، قلب الثورة الإسبانية، تظاهر المئات من موظفى الحكومة متسببين فى إعاقة المرور. وفى فالنسيا تظاهر مئات من موظفى وزارة العدل وأخذوا يصيحون «هذا سلب». كما توجه ما يزيد على 100 محتج أمام القصر الرئاسى فى أثناء اجتماع حكومة مارينو راخوى. من جانبها، قامت قوات شرطة مكافحة الشغب بتفريق الجموع بالقوة، مستخدمة القنابل المسيلة للدموع، مما أدى إلى اشتباكات عنيفة بين الطرفين. الملك خوان كارلوس ألقى كلمة عند ترؤسه اجتماع مجلس الوزراء بشكل استثنائى الجمعة للمصادقة على الخطة التقشفية الجديدة، دعا فيها إلى عدم إقصاء أحد من مردود التعافى الاقتصادى المنتظر مستقبلا بعد تضحيات التقشف القاسية، متأسفا بشكل خاص على الوضع الصعب الذى يعيشه الشباب الإسبانى الذى بلغت نسبة البطالة بينه 50%. ساينز دى سانتا ماريا، نائبة رئيس الوزراء، قالت عقب الاجتماع الوزارى: «إسبانيا تمر بأحد أصعب لحظاتها». وأقرت أن الإجراءات التقشفية لم تكن «بسيطة ولا سهلة ولا شعبية»، مضيفة أن الحكومة ستحاول تطبيق الإجراءات بأكبر قدر من العدالة والمساواة. كما أضافت: «الحكومة تتخذ هذه التدابير مُكرهة، فنحن نمر بمرحلة حرجة وعلينا أن نحافظ على تفاؤلنا، لا خيار لنا غير هذا». تهدف الحزم التقشفية الجديدة إلى جمع 65 مليار يورو قبل نهاية العام 2014، تتضمن تخفيضات فى المرتبات وزيادات فى الضرائب.