"إن الإيرانيين يطلقون على النظام الملالي الحاكم في طهران لقب "عراب داعش" والسبب في وجوده بالمنطقة، وإن الحل الوحيد للملف النووي الإيراني هو "تغيير النظام." هكذا قالت مريم رجوي. ربما كانت شهادتها في هندسة المعادن هي ما جعل منها امرأة معدنية لا حديدية على الطريقة التاتشرية، فهي لا تمتلك الحاضنة البريطانية المحافظة، لأن ثورتها كانت أساساً على تقية الملالي المحافظين، وما قُيّض لها أب رئيس ك"ذو الفقار علي بوتو" لتكون بينظير بوتو أخرى، وخاصة أن إيران غير باكستان، ففي إيران شاه وملالي، كلٌ مارس الدكتاتورية بطريقته، وكان قدرها أن تعيش لتقاوم الدكتاتورية والاستبداد الذي حلّ بالمرأة وبالخلق، إنها سيدة مجاهدي خلق مريم رجوي. شمس الحرية من مواليد (4 ديسمبر 1953) ولدت لعائلة من الطبقة الوسطى. بدأت نشاطاتها بالاتصال مع عوائل الشهداء والسجناء السياسيين في إيران. الشاه أعدم أختها نرجس، والخميني قتل أختها الأصغر الحامل معصومة تحت التعذيب، وكان يكفيها أن أعضاء حركتها يرون فيها ما يسمونه "شمس الحرية"، فصورة هذه المرأة الخمسينية الباسمة دوما لا تتصدر أمكنة إقامتهم فقط، بل قلوبهم. رجوي شخصية غامضة تتجنب الظهور الإعلامي غير أنها تحتل مكانة خاصة لدى ناشطيها وتعلن انتماءها إلى الإسلام، رغم أنها وفي إحدى المقابلات النادرة قالت لمجلة إكسبرسن الألمانية بأنها تهوى من الكتّاب همنجواي وسيمون دو بوفوار وعالم النفس الأميركي إريك فروم. ديمقراطية الإسلام ترفض مريم رجوي صفة الناشطة من أجل تحرير المرأة بمفهومها الغربي، غير أنها اختارت إبراز دور النساء. وتؤكد أنه "خلافا لقاعدة رجال الدين حول هيمنة الرجال المطلقة، فإن المقاومة الإيرانية تتزعمها وتقودها وتديرها نساؤنا بشكل أساسي". تقول في أحد خطاباتها: "كرّست حياتي لأثبت للعالم أن الإسلام، بوصفه خيارا بديلا ديمقراطيا واجتماعيا، يمكن أن يكون ملائما للنساء وليس معاديا لهن. وهذا يمنحني صفاء داخليا عميقا وإحساسا بالحرية الحقيقية". برلمان الصوت الواحد بعد سقوط الشاه لعبت مريم دورا مفصليا في استقطاب طلاب المدارس والجامعات وتنظيم الاحتجاجات في مختلف أحياء طهران، كما كان دورها بارزا في مظاهرات حزيران الضخمة عام 1981. وخلال هذه الفترة كانت مريم مرشحة من قبل مجاهدي خلق في الانتخابات التشريعية للنيابة، حيث حصلت على 250 ألف صوت في طهران بالرغم من التلاعب الحكومي بالأصوات، وأصبحت بذلك مؤهلة لدخول البرلمان الإيراني، ولكن نظام الملالي الحاكمين في إيران حال دون ذلك. قائدة المعارضة في أغسطس عام 1993، ونظرًا لخدماتها وكفاءاتها ومؤهلاتها، اختار المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مريم رجوي رئيسة مقبلة لإيران حال انتقال السلطة إلى الشعب. إثر ذلك استقالت مريم رجوي في 17 سبتمبر 1993 من جميع مناصبها في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية. وقالت بخصوص موقعها الجديد في المقاومة الإيرانية: "إني وفي موقعي الجديد أعتبر أن أكثر مسؤولياتي جدية هي خلق تضامن وطني وتوسيع نطاقه... إن حركة المقاومة الإيرانية ليست حركة سياسية فقط وإنما حركة إنسانية تمامًا". مبادئ دولتها في يوليو 2013 أعلنت مريم رجوي المبادئ والخطوط العريضة التي سيتم العمل على أساسها في حال وصول المقاومة إلى الحكم. ما يميّز هذه النقاط العشر هو تركيزها على الحرية والعدالة والمساواة والسلام، فإنسانية الإنسان ومقاومته للاستبداد فوق كل اعتبار. في مؤتمر باريس صيف هذا العام 2014 وبحضور مميّز قالت رجوي: "أدعو إلى بناء إيران حرة وجمهورية مبنية على أساس الفصل بين الدين والدولة، أدعو إلى المساواة بين الرجل والمرأة وإلغاء حكم الإعدام أدعو إلى إيران خالية من النووي. سنبني وطنا لن يكون فيه قانون أعلى من مطلب الشعب. سنبنى وطنا تبقى فيه المشانق ذكريات مرة منسية". سيكون قلب هذا التراب مركز تفجير الفرح والسرور. سنبني وطنا تكون سعة الشمس فيه بحجم عيون المستيقظين في الأسحار، واسم هذه الوطن المحرر إيران". روحاني والفقيه وجهان لعملة واحدة ترى مريم رجوي أن روحاني لا يختلف عن الملالي الآخرين خصوصا وأنه مصدر ثقة واطمئنان لمرشد النظام وله دور وماض أسود في التصدي للشعب المنتفض وفي المشارکة في قمعه کما کان له دور رئيسي في قمع الانتفاضة الطلابية عام 1999، لروحاني دور خاص في ممارسة الخداع والتمويه على المجتمع الدولي خلال العقود الثلاثة المنصرمة، فلقد کان العضو الرئيسي في فضيحة إيران غيت عندما قدم "مکفارلين" مستشار الأمن القومي في عهد ريجان إلى طهران، حيث تمکن روحاني و مساعدوه من خداع أميرکا و حصلوا على 4000 صاروخ تاو المضادة للدبابات، والخديعة الأخرى کانت مشارکته فيما بعد بالمحادثات مع الترويکا الأوروبية عام 2004 و2005، والذي کان النظام قد قبل في الظاهر تعليق تخصيب اليورانيوم، لکنه وکما أعلن فيما بعد أنه قد استفاد من هذه المفاوضات لإکمال المشروع النووي للنظام.