كتب: أحمد الريدي في طنطا، بلد "السيد البدوي"، ولدت "نعيمة" لأسرة تعمل في مجال "السيرك"، وتقدم عروضها بالتزامن مع الاحتفال بالمولد. بين الحيوانات والبهلوانات نشأت، فكانت الألعاب الاستعراضية الراقصة هي أول ما تربت عليه، إلا أن مسيرتها في "الرقص الشرقي" سبقتها عدة خطوات. نعيمة عاكف لم تكن سوى مجرد طفلة، حاول والدها أن يعلمها أصول السيرك واستعراضاته، ولكنها رفضت، فاختار طريقة ذكية من أجل دفعها للتعلم، وذلك من خلال تعليم شقيقتها الكبرى أمامها وتحفيزها، وهو دفع الطفلة الصغيرة إلى اتقان هذه العروض. كل هذا جعل الفتاة بنت الرابعة تصبح نجمة السيرك الأولى، وتتفوق على شقيقتها الكبرى، وهو ما دفعها في سن السادسة إلى التمرد، وبالفعل طلبت من والدها أن يخصص لها مرتباً شهرياً، نظير قيامها بالاستعراض، ولكنه بدلاً من الاستجابة قام بضربها. هنا هربت الفتاة من السيرك، وأخذت تبحث عن سيرك آخر، إلا أن من رآها تعرف عليها، وعلم بقصة هروبها، فتمت إعادتها مرة أخرى إلى عائلتها، وهنا استجاب الوالد لمطالبها. في ذلك التوقيت لم تكن الطفلة قد وصلت إلى العاشرة من عمرها بعد، ولكنها علمت أن راقصة مصر الأولى هي "سنية شيكابوم،" وبالفعل أطلقت هذا الإسم على عروستها، وأخذت ترقص وتؤدي حركاتها، وحينما اكتشف والدها الأمر أخرج مسدسه وأطلق النار على العروسة التي تحطمت. تنقلت العائلة بين المحافظات، إلا أن الشرطة حاصرتها، وذلك بعدما رهن والدهم السيرك وأدواته نظراً لخسارته كافة أمواله في القمار، كما تزوج على والدة "نعيمة" في سن العاشرة، فهجرته الأم وأبنائها متجهين إلى القاهرة. داخل شقة متواضعه بشارع محمد علي استقرت العائلة، وتوجهت "نعيمة" إلى ملهى الكيت كات، حيث كان يتواجد معظم مخرجي السينما، وبالفعل اكتشفها المخرج "أحمد كامل مرسي"، وقدمها كراقصة في فيلم "ست البيت". بعد ذلك شاهدها المخرج "حسين فوزي"، فوقع اختياره عليها، وبالفعل قدمت معه فيلم "العيش والملح"، ثم احتكر ظهورها السينيمائي، فكانت أول بطولة لها في فيلم "لهاليبو"، قبل أن يتزوجها المخرج لتنتقل من "محمد علي" إلى فيلا في "مصر الجديدة". دام الزواج لعشر سنوات، قدمت فيها نعيمة 15 فيلماً، بتوقيع "حسين فوزي"، إلا أنهما انفصلا في هدوء، لتتزوج نعيمة من المحاسب "صلاح الدين عبد العليم"، وتنجب منه إبنها الوحيد "محمد". صراع عاشته مع مرض سرطان الأمعاء، أنهى مسيرتها، وهي ما تزال في السادسة والثلاثين من عمرها، إلا أنها رغم عمرها القصير، صنعت مجداً سينيمائياً على مدى 17 عاماً.