كتبت- يارا حلمى: تنحصر المنافسة في معركة انتخابات مجلس إدارة نادى قضاة مصر، المنتظر إجراؤها فى 29 مايو المقبل، بين قائمة المستشار أحمد الزند، رئيس مجلس إدارة النادى المنتهية ولايته، وقائمة «الشباب» التى يأتى على رأسها المستشار محمود الشريف، مساعد وزير العدل لشؤون المحاكم، وسط توقعات من رجال القضاء بقدرة الشباب على حسم المنافسة الشرسة لصالحهم. وقال أحمد شمس، القاضى بمحكمة شمال القاهرة، المرشح على مقعد القضاة ورؤساء المحاكم، إن الاتجاه العام فى الدولة حاليا يتلخص فى البحث عن التغيير، بما يصب مباشرة فى مصلحة الشباب، وهو الأمر الذى سيظهر فى انتخابات مجلس إدارة نادى قضاة مصر المقبلة، مضيفا أن فئة الشباب، سواء المرشح منهم على قائمة، أو المستقل، غالبا ما ستكون فرصهم أفضل، لأنهم الأقرب لجموع القضاة، سواء الشباب أو الشيوخ، بالإضافة إلى أنهم الأمل فى التغيير بشكل حقيقى. وأضاف شمس، أنه من الطبيعى أن يكون عنصر الخبرة موجودا فى مجلس إدارة النادى، واللائحة والقانون يضمنان وجود هذا العنصر فى المجلس، وكذا فى جميع القوائم، بوجود مقاعد المستشارين ورئيس النادى، التى لا يترشح عليها سوى أعمار معينة، تكون وصلت إلى مناصب بعينها فى السلك القضائى، وتابع «أعتقد أن الشباب لديهم فرص أقوى كثيرا من جيلى الوسط وشيوخ القضاة فى الانتخابات القادمة». شمس لفت إلى أن الشباب أكثر إقبالا على حضور الجمعية العمومية للقضاة، ومن الطبيعى أن يمنحوا أصواتهم للأقرب منهم، ممن يستطيعون تمثيلهم فى مجلس إدارة نادى القضاة، وتابع «حتى جيلى الوسط والكبار يختارون الأصلح، ولا يحكمون بالسن، بل يمنحون أصواتهم فى غالب الأمر لمن يستطيع تقديم خدمات حقيقية للقضاة عبر النادى». بدوره، قال القاضى هيثم الرفاعى، رئيس محكمة ابتدائية، إن هناك فرصة كبرى لشباب القضاة فى حسم المنافسة الانتخابية لصالحهم، سواء المستقلين ممن يخوضون المنافسة بمنأى عن القوائم، أو قائمة «الشباب» نفسها، التى انضم إليها المستشار محمود الشريف، مضيفا أن الفترة المقبلة تحتاج دماء جديدة وأفكارًا جديدة، كما تحتاج روحًا وحماسة الشباب، الذى يستطيع التعبير عن الأزمات بشكل حقيقى، كما يمكنه طرح حلول خلاقة وخارج الصندوق لها. الرفاعى أشار إلى أن الشباب لا بد أن يأخذ فرصته فى القضاء، لأنه لم ينل ما يستحق على الرغم مما يقدمه جيل الشباب باستمرار، موضحا أن أزمة الاعتداء على قانون السلطة القضائية، ومحاولة الإطاحة بالنائب العام السابق المستشار عبد المجيد محمود، التى حدثت فى ظل حكم جماعة الإخوان للبلاد، استطاع شباب القضاة وأعضاء النيابة العامة خلالها اتخاذ مواقف مشرفة، وواجهوا الأزمة وتحدياتها بثبات، وطرحوا أفكارا وطوروا أخرى فى مواجهة الاعتداء على السلطة القضائية وقانونها، مما يؤكد قدرتهم على التعامل مع الأزمات وإدارتها، كذلك قدرتهم على القيام بالجانب الخدمى كما يجب من خلال مجلس إدارة نادى القضاة. الرفاعى تابع «أعتقد أن المنافسة الحقيقية قائمة بين قائمة المستشار أحمد الزند، وبين قائمة الشباب التى يرأسها المستشار محمود الشريف، لكن النسب الأوفر فى الفوز بالانتخابات المُنتَظرة ستكون غالبا من نصيب الشباب، سواء المستقلين أو المنضمين للقائمة التى تحمل اسم (الشباب)، وبنسبة لا تقل عن 75%، فى مقابل تراجع باقى القوائم والمرشحين». رئيس بمحكمة الاستئناف، فضَّل عدم نشر اسمه، قال إن جموع القضاة وأعضاء النيابة يرغبون فى حدوث تغيير حقيقى، وينتظرون أن يكون لمجلس إدارة نادى القضاة الجديد خطط ومفاهيم مختلفة فى التعامل مع رجال القضاء، وفى تعاطى أزماتهم ومحاولة طرح حلول لها، مضيفا أن الرهان فى هذا الأمر على شباب القضاة وليس على شيوخهم، كونهم الأقدر والأجدر على إحداث تغيير. الرئيس بمحكمة استئناف القاهرة أشار إلى أنه إذا كان شيوخ القضاة استطاعوا تقديم الكثير للقضاة فى المجالس المتعاقبة على النادى، فهذا لا يعنى أن يظل المجلس محصورا فى فئة أو جيل بعينه، وتابع «صحيح هناك تمثيل للنيابة فى المجلس، وغالبا يكون من الشباب حتى لو لم يكن المجلس يتشكل بصبغة شبابية، لكن تظل اليد العليا لجيل الشيوخ فى إدارة المجلس، وهذا ما نرغب فى تغييره». المصدر لفت إلى أن الفرصة متاحة أمام جيلى الشباب والوسط كى يفرضا وجودهما خلال الفترة المقبلة، خصوصا أن الأجواء الحالية تحتاج دماء جديدة فى مجلس إدارة النادى، تستطيع التعامل مع الأزمات الراهنة، التى لم تفلح مخططات ومحاولات شيوخ القضاة فى حلها، وزاد «قائمة الشباب التى تضم أسماء من جيلى الوسط والشباب لها فرصة كبرى فى حصد أصوات انتخابية تؤهلها للفوز فى انتخابات مجلس الإدارة المقبلة، وحتى الشباب من خارج القائمة، أعتقد أن فرصهم أفضل كثيرا». وأضاف «حتى مقعد الرئيس فى قائمة الشباب، الذى يشغله المستشار محمود الشريف، محسوب على جيل الوسط، فمن المعروف أن المنافسة تنحصر حاليا بينه وبين الزند، وفارق السن بينهما يقارب 20 عاما، بما يصب فى مصلحة الشريف، كونه أقرب للشباب». يتضح من ملامح الخريطة الانتخابية، التى بدأت فى الظهور، أن قائمة الشباب التى يأتى المستشار محمود الشريف على رأسها تلاقى فرصا كبرى فى حصد الأصوات الانتخابية، خصوصًا فى ظل التفاف شباب القضاة حولها، بما يمثلوه من نسبة كبرى من الأصوات الانتخابية للجمعية العمومية للقضاة، بالإضافة إلى ما ستناله تلك القائمة من أصوات، من تلك التى كانت ستصب فى صالح قائمة المستشار الزند، حال إقناع المستشار الشريف بالترشح على مقعد المستشارين بها.