لم يكن شاعرا عاديا بأي حال من الأحوال نختلف أو نتفق على مضمون ما قدمه الأبنودي طيلة حياته، من أعمال فنية ولكننا لا يمكن أن نكر حقيقة هامة أن الأبنودي واحد من عظماء الشعر العامي في مصر. لم تقتصر موهبة الأبنودي على كتابة الشعر والأغاني فقط بل تخطتها إلى السينما أيضا الأبنودي في مسيرته عدد من الإسهامات السينمائية، بعيدا عن كتابة الأغاني حيث قدم الأبنودي السيناريو والحوار لفيلمين سينمائيين كما كتب مسلسلا تلفزيونيا. الأبنودي صوت الغلابة في البوسطجي البداية كانت مع المخرج حسين كمال في فيلمه الثاني البوسطجي عام 1968، والذي كتبه للسينما صبري موسى عن قصة للأديب يحيى حقي، كان وقتها الأبنودي شاعرا ملو السمع و البصر، فقرر حسين كامال أن يستخدم أشعار الأبنودي وصوته في فيلمه وللأسف لم يكتب اسمه على تيترات الفيلم. لم يكن الأبنودي في البوسطجي مؤلفا أو شاعر بل كان صوت أحد الخطابات التي فتحها البوسطجي "عباس" شكري سرحان، أثناء انتقامه البطئ من أهل القرية، واختار كمال الخطاب الثالث من "جوابات الأسطى حراجي القط" والتي تعد واحدة من أشهر أعمال الأبنودي الشعرية، ليضمنها في فيلمه في إشارة إلى إن القرية أوسع من إدراك عباس وليس جميع أهلها كما يظن، اختار كمال المقطع فاطنه .. أول ما تفكي الخمسه جنيه أطلعي ع الفور .. وإدي حساب (( عمران )) وجنيه (( بمبة الصباغ )) والباقي زيحوا بيه القارب لما يعدلها الرحمن سلمى ع الوِلد .. وع (( الحاج التايب )) بلا كتر كلام .. سلمي على كل اللي لينا فيهم نايب .. شئ من الخوف وصدام مع السلطة أما اللقاء الحقيقي بين كمال والأبنودي كان في فيلمه الهام" شئ من الخوف" عام 1969، حيث شارك الأبنودي كتابة الحوار مع المؤلف صبري عزت الذي كتب المعالجة السينمائية والسيناريو لقصة الأديب الكبير ثروت أباظة، ليقدم الأبنودي واحد من أهم علامات السينما المصرية وأحد أجرء الأفلام التي تناولت الأوضاع السياسية في مصر إبان العصر الناصري. الفيلم الذي منع من العرض على الرغم إنه من إنتاج المؤسسة المصرية العامة للسينما، أي إنه إنتاج القطاع العام لجرأته ولاعتقاد الرقابة أن صناعه يشبهون عبدالناصر ورجاله بعتريس وعصابته، بعدها توجه حسين كمال بشكوى مباشرة للرئيس جمال عبدالناصر والذي طالب أن يشاهد الفيلم بنفسه وشاهده عبدالناصر أكثر من مرة حتى أمر بعرض الفيلم قائلا " انا لو كنت زي عتريس وبعمل زيه يبقى من حجق الناس يقتلوني". الطوق والإسورة مرثيه ليحيى الطاهر عبدالله وتمر أعوام طويلة تقارب 17 عاما قبل أن يعود الأبنودي مرة أخرى إلى السينما كمؤلفا وهذه المرة يقدم واحدة من أهم روايات صديقه الراحل والأديب الكبير يحيى الطاهر عبدالله مع المخرج خيري بشارة حيث قدم الأبنودي سيناريو وحوار فيلم الطوق والأسورة عام 1986، من إخراج خيري بشارة. الفيلم الذي تناول رواية الطاهر عبدالله، بكل أمانة وحرفية عالية على الرغم من تعاقب جيلين في الرواية، إلا أن الأبنودي لم يسقطهما بل أبزرهما وقدمهما بشكل جيد، جاء حواره كأبدع مايكون ليؤكد أن الشاعر إذا أمتلك ناصية فن كتابة الحوار السينمائي فإنه يقدمه على مستوي مذهل. لم يتوقف إبداع الأبنودي عند كتابة السيناريوهات فقد شاركنا الأبنودي بأغانيه في عدد كبير من الأفلام "من بينها البرئ، ليله بكى فيها القمر، شئ من الخوف"، كما قدم الأغاني لعدد كبير من المسلسلات الدرامية منها "الرحيل، الكهف والوهم والحب، وذئاب الجبل، خالتي صفية والدير، على الزيبق، الفلاح، الدم والنار، شيخ العرب همام"، كما قدم الأبنودي للدراما التلفزيونية مسلسلا واحد كتب له الحوار وهو مسلسل وادي الملوك عام 2011 والمأخوذ عن رواية الأديب الكبير محمد المنسي قنديل وسيناريو محمد الحفناوي وإخراج حسني صالح.