كتبت - إلهام محمد تتعرض شواطئ الساحل الشمالي حتي مدينة السلوم في مرسى مطروح للغزو من أسماك القراض "النفيخة"، أو الأرنب كما يطلق عليها، وهي من الأسماك السامة، ذات طبيعة غيرعدائية، أتت تسميتها الشعبية من أنها "تنتفخ" عند الشعور بالخطر. وتقصد "النفيخة" سواحل مطروح في نهاية مارس من كل عام، بحثًا عن دفء مياه البحر، وحتى نهاية شهور الصيف، ويتم مساعدة الصيادين فنيًا علي صيدها وإعدامها، إضافة إلى مكافحة تكاثرها. ورغم التحذيرات، تتواصل أعمال صيدها وبيعها للمواطنين مستغلين جهلهم بأنها سامة، الأمر الذي ينذر بكارثة صحية، خاصة أن مستشفيات مطروح تعاني من نقص حاد في المصل المضاد للسموم، ما أدي إلي وفاة 15 شخصاً العام الماضي، علمًا بأن تكلفة العلاج من سموم «القراض» تتعدي ال20 ألف جنيه. وطالب أهالي مطروح وكيل وزارة الصحة، الدكتور جمال الجوهري، توفير اللقاح الواقي من سم السمكة في مستشفيات المحافظة، فهو حق لكل أبنائها، مؤكدين أنه من غير المعقول أن تكون محافظة بأكملها تعجز عن توفير المصل. وصرح الجوهري، ل"للتحرير"، بأن القراض تسمي أيضًا جراد البحر، ويحتوي فمها علي أربعة قوارض، كما تستخدم السم بداخلها للدفاع عن نفسها، الذي ينتشر في جسدها، بالجلد والأحشاء، مبيّنًا أن من يتناولها يلقى حتفه خلال 6 ساعات تقريبًا، لأن السم بداخلها يعد من أشد أنواع السموم فتكًا بالإنسان. وذكر أن أعراض التسمم تختلف من شخص لآخر بحسب الكمية التي تناولها، بدءًا من الرغبة في النوم العميق، الذي قد يصل إلي ست ساعات، أو حدوث تنميل بالوجه واللسان والشفتين، بالإضافة إلي حالات إسهال ودوخة وقيء، تصل في أحيان كثيرة إلي توقف الجهاز التنفسي وحدوث الوفاة. وحول توفير الأمصال بمستشفيات مطروح، أوضح الجوهري أنه لم يتلق أية تعليمات من الطب الوقائى بتوفير الأمصال، وأنه لايوجد حالات تسمم حتى الآن، بسبب لجان التوعية والمكافحة، التي تنظم بالتعاون مع مديرية التموين، للرقابة على الأسواق. وقال متعب السعد، صياد: "هناك فترة شهرين يحظر خلالهما الصيد داخل مياه البحر المتوسط، وبأن يتم استغلال تلك الفترة لإصطياد هذه السمكة القاتلة، التي زاد عددها في الفترة الأخيرة". وتابع أحد كبار الصيادين بالمحافظة، على صالح: "سمك القراض يمثل تهديدًا حقيقيًا وخطورة على الثروة السمكية، كما يعيق عمل الصيادين خاصة في مرسى مطروح". وأوضح رجب الفردى، صياد، أن السمكة تهاجم الشواطئ باستمرار، ولا فائدة منها، وتمثل أكبر خطورة على الثروة السمكية، وتتسبب في خسائر فادحة للصيادين، كما تمثل خطورة على المواطنين لسميتها، مضيفًا أن السمكة تلتهم العشرات من أجود الأسماك، ولا تبقي سوى الرأس داخل شباك الصيادين، ويقوم الصياد بشق "القراض" وإلقائها مرة ثانية في المياه، حتى لا تقع في يد المواطن. وطالب أحمد منصف، صياد، الحكومة بتشجيع الصيادين على صيد السمكة ولو بأسعار رمزية، كي يتم القضاء عليها، وتجميعها لتصديرها وبيعها كدواء للقضاء على البكتريا والفطريات شديدة الخطورة، وعلاج مرض السكري ومعظم الأمراض الفيروسية والمزمنة، بعد التخلص من الأحشاء واستخلاص لحمها فقط. وأشار مدير مديرية التموين بمطروح، السيد أبو اليزيد، إلي صدور قرار بمنع بيع أو تداول السمكة داخل المحافظة؛ تجنبًا لحدوث أي حالات تسمم للمواطنين نتيجة لتناولها، مردفًا أن هناك متابعة من كل الجهات لمنع بيعها في الأسواق، وتكثيف الحملات اليومية علي أسواق المدينة والباعة الجائلين لضبط أية كميات تظهر منها.