يعكس فوز الإعلامي الساخر باسم يوسف، بالجائزة الفضية، كأفضل مذيع عن برنامج "البرنامج" في مهرجان نيويورك لأفضل أعمال التليفزيون والأفلام على مستوى العالم، الاهتمام العالمي بالإعلام الساخر، في حين لفظته الدولة المصرية من مؤسسات وإعلام، نظرًا لما يتناوله من وقائع وتفاصيل بطريقة ساخرة تتسبب في إحراج شخصيات ومؤسسات قد تؤدي للإطاحة بهم وتشويه صورتهم أمام الرأي العام. لم يسلم باسم يوسف، بعد تقديمه لبرنامج "البرنامج" على فضائية cbc، من الملاحقات القضائية خلال فترة حكم المعزول محمد مرسي، حيث تم التحقيق معه بتهمة إهانة الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية، وازدراء الأديان، وإهانة عدد كبير من الشخصيات العامة من علماء الإسلام والمسلمين، مما تسبب في حالة من الفتنة بالبلاد. باسم يوسف.. خائن وعميل وطابور خامس وبعد ثورة 30 يونيو، ظن البعض أن باسم يوسف قد يتراجع عن برنامجه إلا أنه عاد مرة أخرى وبنفس الأسلوب، وانتقد النظام وقتها، والذي كان يتولى رئاسة الجمهورية وقتها المستشار عدلي منصور، مما آثار حفيظة بعض المصريين، الذين اتهموه بالخيانة والعمالة وأنه طابور خامس. وبعد الحلقة الأولى من الموسم الثاني من برنامج "البرنامج"، أصدرت قناة cbc بيانًا أعلنت فيه رفضها لبعض ما جاء في الحلقة الأولى من البرنامج، وأنها ستظل داعمة لثوابت الشعور الوطني العام ولإرادة الشعب المصري، مشيرا إلى أن الإدارة ترفض استخدام أية ألفاظ أو إيحاءات أو مشاهد تؤدي إلى الاستهزاء بمشاعر الشعب المصري أو رموز دولته. وأكدت القناة أنها تمارس حرية الإعلام بشكل كامل، وأنها تدعم ثورتي الشعب المصري سواء في الخامس والعشرين من يناير أو الثلاثين من يونيو. البلاغات تنهال ضد باسم يوسف باسم يوسف، ظل متوقفًا لفترة، ثم ظهر بعد ذلك على شاشة mbc مصر، واستمر البرنامج فترة، انهالت فيه البلاغات ضده، أبرزها بلاغ الكاتب الصحفي مصطفى بكري الذي اتهم الإعلامي الساخر بالسب والقذف. كما واجه باسم يوسف، التحقيق، في اتهامه بإذاعة بيانات كاذبة من شأنها تكدير الأمن العام وإلحاق الضرر بالمصلحة العامة من خلال السخرية من الجيش المصري. وقدمت عدة بلاغات ضد الإعلامي الساخر، بعد أن سخر من حمى تأييد الجيش التي تجتاح مصر في أول حلقة له على mbc مصر. وفجأة دون مقدمات، أعلن باسم يوسف وقف "البرنامج" بسبب المناخ غير الملائم. اختفى الإعلامي الساخر فترة بعيدًا عن الأضواء، إلا أن العالم ظل مهتمًا به يحتفي به بين الحين والآخر. تكريم باسم يوسف الإعلامي الساخر، الذي اختارته مجلة "التايم" ضمن أكثر 100 شخصية مؤثرة فى عام 2012، فاز بجائزة حرية الصحافة عام 2013، بحسب اختيار لجنة حماية الصحفيين بنيويورك. وحاولت الجامعات الأوروبية الاستفادة من خبرات باسم يوسف، وفتحت جامعة "هارفارد"، أبوابها للإعلامي الساخر لإلقاء محاضرات عن السخرية السياسية والفكاهة وكيفية التعامل مع المحظورات السياسية والاجتماعية والدينية.