كتب - حمادة عبدالوهاب كشف نائب رئيس حزب العدالة والتنمية، المتحدث باسم الحزب بشير أطالاي، أمس الإثنين، رفض رئيس الجمهورية السابق عبد الله جول، عرض حزب الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، الترشح للانتخابات البرلمانية في يونيو المقبل على قوائم حزبه القديم. وقال أطالاي، إن: "جول رفض بنفسه الترشح ضمن قائمة الحزب". ولكن هذا الأمر ليس حديثًا، إذ أن العلاقة بين جول وأروغان شابها الكثير من التوترات خلال رئاسة جول الدولة في تركيا، وأردوغان رئاسة الوزراء، وكثيرا ما تقاطعت الأراء حول كثير من الموضوعات. ونعرض لأهم المشاكل التي خلقت الأزمة بين الحليفين السابقين. احتجاجات ميدان تقسيم وخلال الاحتجاجات الشعبية الصيف قبل الماضى في ميدان تقسيم وغيرها من المدن التركية، التى شهدت عنف قوات الأمن التركية ضد المحتجين المطالبين بإسقاط حكومة أردوغان، خرج جول بتصريحات تدعم حق الشعب في التظاهر، قائلا: "الديمقراطية لا تقتصر على يوم الانتخابات"، معلنا أن رسالة المحتجين قد وصلت، ذلك في الوقت الذي راح أردوغان يهاجم المحتجين ويتهمهم بالتآمر على البلاد بل وصل الأمر إلى استدعاء أنصاره لمواجهة المحتجين. العلاقة مع فتح الله جولن وتشير مجلة "دير شبيجل" الألمانية إلى أن الصراع بين جول وأردوغان يتركز حول النفوذ والمناصب الحكومية أكثر منه صراع أيديولوجي، فكلاهما يرتبط بقوة بالإسلام السني المحافظ، غير أن جول هو أحد المقربين بشدة من الحركة الخاصة بالداعية الإسلامي فتح الله جولن، الذي أسس شبكة عالمية من المدارس والبنوك وصناديق التأمين ووسائل الإعلام الذين يقدمون أنفسهم ظاهريا كحركة حديثة، ولكنهم يتبعون أجندة إسلامية. ويظهر الخلاف بقوة بين جولين وأردوغان، حيث نشرت حركة الإمام انتقادات علانية متزايدة لرئيس الوزراء في الأشهر الأخيرة، بعدما قام الأخير بتفتيش مدارس جولن في تركيا في محاولة لفرض قبضته منفردا على البلاد، مما دفع جولن للانقلاب عليه وكشف فضائحه. الحرب على العراق بدأت الخلافات بين جول وجولين من جهة وأردوغان من جهة أخرى، عندما سعى رئيس الوزراء التركي إلى الحصول على تأييد البرلمان على طلب الولاياتالمتحدة العبور بتركيا كجزء من الجبهة الشمالية لغزو العراق عام 2003، فيما عارض الرئيس التركي في ذلك الوقت عبدالله جول هذا الطلب. الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وعلى صعيد السياسات تجاه قضية انضمام تركيا للاتحاد الأوروبى، دعا جول خلال إفتتاح الدورة البرلمانية فى 2012، إلى العمل على دستور جديد تحتاجه البلاد وبرنامج إصلاحات يحيي محاولات تركيا نحو الانضمام للاتحاد الأوروبي، وهو ما تناقض مع خطاب مثير لأردوغان خلال مؤتمر حزب العدالة والتنمية الحاكم، قبل يوم واحد، الذي لم يلق ترحيبا أوروبيا على الإطلاق. العلاقات مع مصر وظهر الخلاف أيضا بين جول وأرودغان فى موقف الأخير المعادي بشدة تجاه ثورة 30 يونيو والهجوم على الجيش المصري، ودفاعه المستميت عن جماعة الإخوان، وفي المقابل بدأ جول يحاول تهدئة الموقف ويؤكد على أهمية العلاقات بين مصر وتركيا. صلاحيات الشرطة وكان جول قد أوصى في تصريحات باسطنبول الحكومة بإعادة النظر حول حزمة الأمن الداخلي، مؤكدا ضرورة إجراء بعض التعديلات على مواد الحزمة الداخلية، لأنه لا يمكن منح الشرطة صلاحيات استخدام القوة المفرطة. من جانبه أظهر أردوجان، موقفا متشددا ظهرت فيه نبرة التحدي، حيث قال في كلمة ألقاها أمام حشد كبير، إن نواب المعارضة يراوغون ويعرقلون إقرار البرلمان مواد حزمة الأمن الداخلي. وسواس أروغان كشف المدون المشهور على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" في تركيا فؤاد عوني المعروف بكشفه ما يدور خلف كواليس حكومة حزب العدالة والتنمية ورئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان بالمعلومات التي يقدمها عنهم عبر حسابه تفاصيل في غاية الأهمية بشأن المشادات الكلاميّة والعراك الذي دار مؤخرًا بين الحكومة وقصر رئاسة الجمهورية ولفت إلى أن الرئيس رجب طيب أردوغان يعتقد أن سلفه عبد الله جول يتآمر عليه ويقف خلف كل ما يحدث الآن. الاتجاة نحو الاستبداد قدم الرئيس التركي السابق عبدالله جول توصيته بشأن ضرورة اتخاذ قرارات ديمقراطية في إطار الأزمات الداخلية والخارجية التي تواجه تركيا خلال هذه الفترة. ونقلت صحيفة حريت عن جول قوله لنواب سابقين "نواجه تهديدات هائلة وتهديدات كثيرة تستهدف تركيا، والطريقة الوحيدة للتصدي لذلك هي تعميق ديمقراطيتنا، ونتبع طريق الديمقراطية منذ فترة طويلة ومعظم القيود رفعت .. لكن علينا أن نرفع المستوى قليلا، ولابد من احترام حقوق الإنسان ودولة القانون". ويري مراقبون أن هذه الدعوات باحترام قيم الديمقراطية تأتى في الوقت الذى يتعرض فيه أردوغان لانتقادات شديدة بسبب ممارسته القمعية ضد الصحافة والاعلام بشكل خاص، وهيمنة حزبه على مقادير السلطة، ومحاولة استعادة الخلافة العثمانية عبر خطوات أدهشت المتابعين للشأن التركى تأسيس النظام الرئاسي في البلاد مهما كان . نظرية المؤامرة قال جول حول التطورات الأخيرة إبان حمكه: "لا أقبل المزاعم التي تستهدف قوى أجنبية ولا أعتقد أنها مبررة، لا أؤمن بهذه النظريات لحصول مؤامرة بما يعني أن أناسا سيسعون وراء تدمير تركيا". بينماشدد أردوغان قائلا: "لا يمكننا غض النظر عن حلقة (من المزاعم) آتية من الداخل والخارج لزرع الفوضى في تركيا". وأضاف "ألا يجدر بنا وصف المعلومات التي ظهرت في وسائل الإعلام بأنها مؤامرة؟".