كتب - حمادة عبدالوهاب ما يقارب الثلاثة أعوام ويعيش مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سوريا حالة من الصراع السياسي بين جيش النظام السوري، وقوى المعارضة المسلحة، فضلًا عن دخول جماعات فلسطينية مسلحة في أتون الأزمة الدائرة. ولا يزال الموقف غامضا في مخيم اليرموك بجنوبدمشق حيث تتضارب الأنباء بين استتباب الوضع لتنظيم الدولة الإسلامية، وثبات مقاتلي كتائب أكناف بيت المقدس، وسط حديث عن عمليات انتقام واسعة وصراخ المدنيين المنهكين أصلا بفعل الحصار والجوع. وبينما أكد التنظيم أنه سيطر على الموقف وأعلن قطع رؤوس من سماهم المرتدين، نشرت الكتائب بيانا شددت فيه على ثبات مقاتليها لمنازلة من وصفتهم بالبغاة والخوارج حتى طردهم من المخيم الفلسطيني المنكوب. وقد تبدلت السيطرة على المخيم منذ بداية الأزمة السورية بين الحكومة والمعارضة المسلحة ثم أخيرًا تنظيم داعش. المعارضة السورية المسلحة مع بدء النزاع السوري في منتصف مارس 2011، تحولت الثورة الشعبية في سوريا إلى العمل المسلح مع انشقاق ضباط بالجيش احتجاجًا على قمع المظاهرات، والذين شكلوا ألوية وكتائب مقاتلة ضد قوات النظام السوري. وبدأ بروز هذه القوات حينما تقدمت باتجاه مخيم اليرموك، بذريعة وجود مسلحين داخل المخيم موالين للنظام، وكان يقصد بهم مقاتلو الجبهة الشعبية "القيادة العامة"، والتي تقاتل إلى جانب النظام. وكانت محصلة الصراع على المخيم سيطرة عناصر من الجيش الحرّ وفصائل إسلامية من المعارضة على المخيم، بينما سيطرت قوات النظام بتنسيق وتعاون مع عناصر من الجبهة الشعبية "القيادة العامة" على مدخل المخيم الشمالي. جبهة النصرة سيطرت جبهة النصرة السلفية على معظم مخيم اليرموك، بالتعاون مع تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" مطلع الأسبوع الجاري، وهي من أهم جماعات "السلفية الجهادية" في سوريا، وقد أسست أواخر عام 2011. وتنشط الجبهة في معظم المحافظات السورية، كما تحيط بها الكثير من جدران التكتم والسرية، حيث لا يُعرف عدد مقاتليها بالضبط بالرغم من تقديرات بأنه يقترب من ستة آلاف. الجبهة الشعبية الفلسطينية – القيادة العامة تقاتل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين– القيادة العامة بصفة خاصة في مخيم اليرموك للاجئين في دمشق إلى جانب الجيش السوري في مواجهة المسلحين المعارضين للنظام السوري، بما في ذلك الجيش الحر و"داعش"، وجبهة النصرة. والجبهة الشعبية هي تنظيم أسسه أحمد جبريل سنة 1958 بشكل سري، وأعلن عسكريًّا عام 1965 في عملية عسكرية استهدفت تفجير نفق عيلبون تحت اسم جبهة التحرير الفلسطينية، والذي عرف هو الآخر انشقاقًا سنة 1977 بقيادة "أبو العباس" وطلعت يعقوب اللذين شكلا جبهة التحرير الفلسطينية. حزب الله يشارك حزب الله اللبناني في تجويع سكان مخيم اليرموك في العاصمة السورية دمشق إلى جانب قوات النظام والميليشيات الطائفية العراقية والإيرانية، بالتعاون مع قوات النظام السوري. وحزب الله هو تنظيم سياسي عسكري متواجد على ساحة لبنان السياسية والعسكرية على مدى أكثر من عشرين عامًا، وقد اكتسب وجوده عن طريق المقاومة العسكرية للوجود الإسرائيلي خاصة بعد اجتياح بيروت عام 1982. كتائب أكناف بيت المقدس كان لهذه الجماعة خلال الأيام القليلة الماضية أول ظهور إعلامي داخل مخيم اليرموك، والتي تخوض حتى اللحظة معارك طاحنة مع مجموعات من تنظيم "داعش" التي تحاول السيطرة على المخيم. وتأسست كتائب أكناف بيت المقدس على أرض الشام، وهو اسمها الكامل الذي تُعرف به في سوريا، قبل فترة قصيرة من بدء الحصار المشدد على المخيم في أوائل مارس2013. حيث تعرض المخيم لموجات حصار متعددة بدأت في السادس والعشرين من ديسمبر2012، ثم مع مرور الأشهر بدأ يشتد مع إغلاق النظام السوري والقيادة العامة لكافة مداخل ومخارج المخيم في يوليو2013. وشاركت الكتائب في بداية الأحداث بسوريا مع المعارضة في مواجهة النظام السوري بمناطق جنوبدمشق، وبدأت بحماية المخيم من الهجمات التي كان يتعرض لها باستمرار بعد أن امتدت إليه الأحداث. ووفقًا للمصادر نقلًا عن "القدس دوت كوم" فإن الكتائب تشكلت من عناصر غالبيتها فلسطينية كانت تنتمي لفصائل مختلفة، لكن أكثرها كانت من حركة حماس التي دعمت "الثورة السورية". وتضم الكتائب نحو 200 مقاتل، ويتم دعمهم من الجبهة الإسلامية المعارضة في سوريا، وأخذوا على عاتقهم حماية مخيم اليرموك، إذ إنهم يتزودون بالسلاح والذخيرة من المناطق الجنوبية التي تسيطر عليها الجبهة الإسلامية وجيش الإسلام وجبهة النصرة. داعش مطلع الأسبوع الجاري دخل تنظيم الدولة الإسلامية مخيم اليرموك، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بينهم وبين كتائب أكناف بيت المقدس – أحد فصائل المعارضة السورية- تسببت في وقوع جرحى من الجانبين. ويعتبر "داعش" تنظيمًا جهاديًّا يضمّ عناصر من جنسيات مختلفة يقاتل النظام السوري ومقاتلي المعارضة حلفاء الأمس الذين استاؤوا من تجاوزاته، وقد استولى هذا التنظيم على مدينة الفلوجة غرب العراق مؤخرًا. وتدرج التنظيم في عدة مراحل قبل أن يصل إلى ما هو عليه اليوم، فبعد تشكيل جماعة التوحيد والجهاد بزعامة أبي مصعب الزرقاوي في عام 2004، تلى ذلك مبايعته لزعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن ليصبح تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين.