قال أحمد حرقان، تلميذ الشيخ ياسر برهامي، الذي ألحد، إنه يتعرض لضغوط كثيرة وصلت إلى حد الضرب، داخل أحد أقسام الشرطة بسبب كونه خرج من الإسلام. وأضاف حرقان، في حوار مع "التحرير"، أنَّ تصريحات دار الإفتاء بشأن عدد الملحدين كاذبة، كاشفًا أنَّ عدد الملحدين يبلغ 11 مليونًا في مصر، معتبرًا أن موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" هو سبب انتشار الإلحاد، بداعي أنه أعطى الناس فرصة لكي يكتبوا ويفكروا. وإلى تفاصيل الحوار : هل تتعرض لضغوطات بسبب كونك ملحد؟ نعم تعرضت لضغوطات كثيرة فالناس غير متقبلين وجود شخص ملحد خرج من الإسلام والناس تضربني اعتقادًا منهم أنهم ينصرون الدين وهناك رجال دين يدعون المواطنيين لقتلنا نصرة للإسلام وتعرضت لاعتداء ثلاث مرات بصحبة زميلي محمد إسماعيل وآخرهم كان بمنطقة وسط البلد حينما اعتدى علينا بعض المواطنيين الذين يعرفوني أني ملحد وحينما ذهبنا للقسم اعتدى علينا عدد من أمناء وضباط الشرطة فهم يرون أننا لا نستحق الحياة، ونتيجة لهذا الضرب فقدت زوجتي ابننا وأجهضت. كيف ترى تصريحات وزارة الأوقاف بأن عدد الملحدين لايتعدي 866 ملحدًا؟ تصريحات دار الإفتاء مثيرة للسخرية تؤكد أنهم لا يحترمون أنفسهم، 866 ملحدًا أستطيع إحضارهم بالتليفون فمصر بها آلاف الملحدين وأعتقد أنَّ النسبة التي أعلنت قالها الدكتور علي جمعة حيث أكد أنَّ نسبة الملحدين 12% من الشعب هي الحقيقة، فأصدقائي 15 ألف ملحد على موقع فيسبوك وأعداد الملحدين 11 مليونًا والمفروض أن دار الإفتاء من المسلمين ولا يكذبون ولكنهم يعتبرون الكذب لمصلحة الدعوة جائز شرعًا. لماذا خرجت من الاسلام ؟ أنا كنت سلفي ودرست الدين وعلومه جيدًا وظللت تسع سنوات مع الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية أتلقى العلم منه ولا أفارقه في صلاة واحدة وكذلك انضممت فترة للإخوان، وحركة طالبان لديّ أصدقاء منها بالسعودية ولم أتخذ قرارًا بناءً عن ترف أو دلع أو موضة ولكن لأني رأيت أنَّ الطوائف الإسلامية بالآلاف وكل دين يناقض الثاني وكل دين يقول أنا الحق وكل الشيوخ يريدون أن يصلوا للحق من وجهة نظرهم ومن غير الممكن أن أستوعب هذا الخلاف إلا إذا خرجت من دائرة الدين لأني تنقلت من شيخ لآخر لكي أعرف الحقيقة وأنا مقتنع بالنسبية لأن الحق نسبي وكل الأديان تخرف وعدم وجود العلم فيما مضى كان السبب في انتشار الأديان وكانت أفكار طفولية وتفسيرات بدائية للحياة والآن العلم يجيب على كل الأسئلة الخاصة بنشأة الكون. والأديان هي من رسخت لدى الناس فكرة وجود إله لكي يجيبوا على تفسيراتهم وأسئلتهم التي تقول كيف جئنا للدنيا وكيف سنموت فاخترعوا وجود إله لهذا الكون ليخوفوا الناس وهناك نظريات لنشأة الكون وأنا درست الخرافات الدينية والآن أدرس العلم وأنا واقف الآن على أرض صلبة فالأسئلة عن كيفية نشأة الأرض يجيب عليها العلماء وليس المشايخ والدجالين. ما الذي رأيته في الدعوة السلفية مع الشيخ ياسر برهامي ؟ أنا كنت أجلس مع الشيخ ياسر برهامي 24 ساعة وكنت تلميذه النجيب ولم أكن أفارقه والدعوة السلفية يظنون أنفسهم أنهم على صواب وأنهم مخلصين للدين وكنت أرى ياسر برهامي رجل مخلص ولكنهم يكفرون المذاهب الإسلامية الأخرى كالشيعة ولا يوجد ما يسمى حقيقة مطلقة. ماالذي تؤمن به في الحياة ؟ أنا مؤمن أنَّ الضمير الإنساني أعلى من الأديان ففطرة الإنسان خالية من الأديان فأبواه هما من يجعلوه يدين بدين معين والأديان تكرس لكره الآخر ولا تتقبله وأفكار سيئة أخرى وهناك شعوب مثل السويد تعيش دون أديان وسعداء ف 2.5% هم أصحاب الأديان بالسويد وكذلك اليابان ورغم ذلك هم شعب نظيف ويعيش في سلام فالأديان تكرس التعصب والعنف". هل تعتقد أنَّ الأديان سبب الدمار على الأرض؟ نعم فالأديان سبب الخراب والعنف على الأرض والحالة الشهيرة بانتهاج العنف والإرهاب بعد التدين هو إسلام يكن الذي انضم لتنظيم داعش الإرهابي فالتدين هو من أوصله لهذا التنظيم. ما سبب زيادة عدد الملحدين في العالم ؟ الفيس بوك هو سبب زيادة الملحدين لأن كل شخص كان منغلق على نفسه ولكن بعد وجود الفيسبوك فتح ووسع مدارك الناس عن طريق كلمة ماذا يدور في ذهنك وطالبهم بأن يكتبوا فالناس بدأوا يكتبوا ويجدوا أفكارًا متشابهة بينهم فاقتنعوا وبدأت الدائرة تتسع لتشمل الملايين من الملحدين على مستوى العالم وبعد خمس سنوات لن نجد مسلمًا أو مسيحيًا في العالم بل سيخرجوا من سيطرة الأديان. وما الحل لكي تقوم الدولة المصرية من وجهة نظرك ؟ العلمانية هي الحل لكي تقوم الدولة على قدميها، وأنا لديّ قضية وهدف لتوعية الناس وحرية تفكيرهم وإكسابهم حقوقهم في التفكير وإيمانهم بصفة التعايش فالأديان تنزع عن الشخص فكرة التفكير وتلغي عقله وحريته فالإسلام يقول من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين نارًا أحاط بهم سرادقها، يعني من يكفر سندخله النار وبهذا فلا وجود لحرية الاعتقاد بالإسلام وكل طائفة تحاول جمع عدد كبير من المؤيدين لها على حساب الأخرى. ولكي أصدق القرآن لابد أن أكون ساذجًا فقصة يونس من الأشياء التي تثير جدل في القرآن لقوله "فنبذناه في العراء وهو سقيم" أي بدون ملابس ثم تأتي سورة القلم "لولا أن تتدارك نعمة ربه لنبذ بالعراء" أي أنه لم يلفظ من بطن الحوت دون ملابس كما قالت الآية الأولى، وفي سورة البقرة "هو الذى خلق لكم الأرض ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات"، وفي النزاعات "أأنتم أشد خلقًا أم السماء بناها رفعا سمكها وسواها وأغطش ليلها وأخرج ضحها والأرض بعد ذلك دحاها" أي السماء خلقت الأول. هل ألحد أشخاص آخرين من أسرتك ؟ أنا من أسرة متشددة وعلاقتي بأسرتي جيدة وهناك أشخاص من أسرتي ألحدوا. هل تنشر الالحاد في المجتمع ؟ لا الإلحاد ينتشر بمفرده دون محاولة من أحد أنا أحاول نشر فكرة التعايش، فالناس لا تتقبل الملحدين الآن ولكن بعد خمس سنوات سيتقبلنوهم فداخل كل أسرة الآن شخص ملحد، ولا توجد جنة ونار ومن غير الممكن أن يكون هناك إله يضع الناس في النار فالأديان مشوهة والكل يحاول تجميل صورة الأديان. ما الذي تحتاجه لتعيش في المجتمع ؟ أنا أحتاج أن أعيش حياتي بشكل عادي وسط الناس وأشعر بالخطر والتهديد لأني معروف، ليس هناك موقف بعينه جعلني ألحد فالتفكير هو من قادني للإلحاد فالإرهاب والخراب الذي يعيشه العالم بسبب المذابح التي تحدث عن طريق الأديان جعلتني أصر على عدم الاستمرار ضمن هذه الدائرة لن أعود عن الالحاد إلا إذا اتجننت، وأريد تغيير خانة الديانة بالبطاقة الشخصية وأطالب بدولة علمانية ترعى الحقوق والحريات ويجب أن يتم تغيير القوانيين المصرية فيما يخص الحقوق والحريات لأن مواد القانون لا تعطى الحرية في الاعتقاد. هل تريد أن يصبح أطفالك ملحدين ؟ لا لن أفرض أي شيء على أولادي كل واحد حر يفكر ويختار أي توجه هم أحرار. ما الذي شعرت به عند الاعتداء عليك؟ شعرت بالظلم وقت الاعتداء عليّ وشعرت أن الاسلام عار على البشرية وأحب أقول للمجتمع أنكم لن تبيدوا الملحدين فشيطنة الآخر تخلف وجهل كما حدث في رواندا التى قتل فيها مليون شخص بسبب الاختلاف ولابد من الحوار . هل تستطيع مناظرة ياسر برهامي؟ نعم أود مناظرة ياسر برهامي وناظرته في مناظرة سرية وقال لي نعقد جلسة أخرى وطلب مني قراءة كتاب "الإسلام يتحدى" وهو يتهرب مني وهو يعتقد أني أحضر ومعي الشيطان وأنا ندمت على 27 سنة عشتهم مسلم ضيعت شبابي، وأنا أدرس الآن في كلية العلوم وأتعرض لضغوطات كثيرة في عملي واضطريت لتغيير سكني ومقر عملي بسبب اعتداءات الناس وما يحدث لي بسبب أنني لا أنافق أحد ولا أكذب.