حافظ الطب الشعبي على المرتبة الأولة في صدارة طرق العلاج المفضلة لدى مواطني الأقصر، ورغم ارتفاع مستويات التعليم، تظل محلات العطارة مقصدهم الأول حال الإصابة بالأمراض، ومنها المزمنة مثل السكر وأمراض القلب والكبد. وقال صاحب محل عطارة بالأقصر، مختار محمد، إن التداوي بالأعشاب يعد من أقدم الطرق العلاجية التي يثق بها مواطنو الأقصر؛ لثقة الأهالي في وصفات العطار العلاجية، التي لم تتوقف فقط في وصف أعشاب للتداوي من الأمراض العادية كأوجاع المعدة والأمراض الجليدية، بل شمل علاج الأمراض المزمنة، نظرًا لأنها وصفات طبيعية بعيدة عن أي مكونات كيميائية، بعكس الأدوية، والتي تتسبب في بعض الأحيان بوقوع آثار جانبية. وأشار إلى تعلمه الوصفات من والده، الذي أكتسبها من خبرته بالتعلم من قدامى العطارين، مؤكدًا أن الوصفات لا يتم تركيبها بشكل عشوائي، بل تحتاج إلي كميات مناسبة من زيوت البذور، ويجب أن يتم ذلك في ظل إدراك كامل لوظائف النوع المستخدم من الأعشاب ومفعوله. وأضاف أن سلبيات الطب الحديث كان له تأثير علي إقبال المواطنين علي التداوي من "صيدلة العطار"، ما انعكس على انتشار المهنة بغرض البيع والشراء فقط، مع عدم وجود خبرة بكيفية تركيب الوصفات، أو التأثير العلاجي للأعشاب، وكيفية التخزين الصحيحة لها، للحفاظ على قيمتها العلاجية. وتابع أن لديه تقسيم للأعشاب والنباتات، طبقًا للبحوث العلمية، وتتضمن نباتات وأعشاب قاتلة للميكروبات والجراثيم، مثل "البصل والثوم والكركديه والقرنفل"، والقائمة الأخري تتضمن نباتات وأعشاب تطرد الديدان ك"قشر الرمان والترمس والشيح والكزبرة والحلبة والخلة والتليو"، وغيرها من الاستخدمات الأخرى. وأوضح أن السائحين أيضاً يقبلون علي شراء الأعشاب، خاصة الكركديه والفول السوداني، ويحرصون على شراء كميات كبيرة منه، وبمجرد أن تخطو قدم السائح للمحل، حتي يبدأ في الأسئلة عن الأعشاب وكيفية استخدمها و فوائدها، أما عن المواطنين فيقبلون على على شراء بخور "الحسد"، والذي يتكون من المستكة وحبة والبركة و"عين العفريت". وأشار إلى أنه حرص على تعليم فنون العطارة لأبنائه، وتعليمهم أسرار المهنة، والحفاظ عليها كأرث تتنقله عائلته من جيل إلي أخر.