مصير مجهول، كنهاية خيط رفيع ارتبط بمستقبل هو في بداية الأمر ونهايته مظلم، تواجهه الحركات الثورية الشبابية في مصر، والتي لعبت دورًا هامًا في بداية الشرارة الأولى لثورة الخامس والعشرين من يناير. حركات ثورية عديدة كان أبرزها "6 أبريل" التي ساهمت بشكل فعّال في حراك سياسي قوي امتد حتى أعلَن رحيل مبارك ورموز نظامه، لكنها سرعان ما تراجعت للخلف مئات الخطوات حتى انكسر حاجز الضوء أمامها، وأصبحت تسبح في الظلام انتظارًا لمرسَى يمهد لها الطريق من جديد، أو كالذي يبحث عن فضيحة في شكل سينمائي مُطعم بالحبكة الدرامية لبزوغ نجمه ولمعانه مرة أخرى. اختفت "6 أبريل" وحركات كثيرة أخرى، نظرًا لاقتصار أهدافهم على رحيل مبارك وأعوانه فقط، دون تخطيط أو تدبير لأهداف أخرى تشاهم بشكل ما في تغيير الواقع السياسي. صادق: الثورة المضادة نجحت بإعلامها في تشويه الحركات الاحتجاجية قال الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي، إن الحركات الاحتجاجية تنتهي من الحياة السياسية بتحقيق أهدافها، على سبيل المثال في القرن 19 نشأت بأوربا حركة احتجاجية للمرأة لإعطائها حق التصويت، وبعد تحقيق الهدف المطلوب اختفت تمامًا. أضاف صادق، ل"ويكيليكس البرلمان" أن الشطارة في أن يكون لهذه الحركات أكثر من هدف، بينما حركة 6 أبريل وغيرها من الحركات الاحتجاجية في مصر، كان هدفها إسقاط مبارك وفقط، ولم يكن لديها هدف كيفية بناء الدولة، وللأسف احترقت تمامًا، ولن تعود للحياة السياسية مرة أخرى. استطرد صادق: "كان يجب تتحد حركة 6 أبريل والاشتراكيين الثوريين، ويتم تأسيس حزب لهم ليكون منبرًا سياسيًا مشروعًا يتحركوا من خلاله، ولكنهم تجمدوا" مشيرًا إلى أنه يوجد شخصيات ثورية لعبت دور مهم في ثورة 25 يناير، أمثال أحمد ماهر، ونوارة نجم، وإسراء عبد الفتاح، وغيرهم. لفت أستاذ علم الاجتماع السياسي، إلى أن الثورة المضادة استغلت قنواتها الإعلامية بشكل فعّال في تشوية كل هؤلاء المؤثرين في ثورة يناير، حتى أصبح من الصعب عودتهم للحياة السياسية من جديد، مردفًا: "الثورة المضادة نجحت في تغير الرأي العام نحو الحركات الاحتجاجية، وتشويه صورتهم أمام الشعب المصري، وبعدها تم خروج مبارك ورجاله من السجن، ووضع هؤلاء السباب مكانهم، ولم يسأل عنهم أحد". نافعة: إلغاء الحركات الاحتجاجية يضر الحياة السياسية أوضح الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، أن إلغاء الحركات الاحتجاجية في ظل السماح بظهور أحزاب دينية، مضر بالحياة السياسية، خاصة أن قانون الأحزاب يحظر إنشاء أحزاب على أسس دينية. أضاف نافعة، ل"ويكيليكس البرلمان" أنه يجب ضبط إيقاع الحياة السياسية بشكل عام، ومعالجة الظاهرة ككل، وعدم الاقتصار فقط على حظر الحركات الاحتجاجية، مثل حركة 6 أبريل والاشتركيين الثوريين وغيرهما، متابعًا: "إلغاء الحركات الاحتجاجية أمر مضر بالحياة السياسية، رغم أنني من أنصار اقتصار النشاط السياسي على الأحزاب السياسية". مختار غباشي: المواجهة الأمنية الشديدة حجّمت التعبير عن الرأي قال مختار غباشي، رئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الحركات الاحتجاجية والقوى الشبابية، تعد الآن في أضعف حالتها، مؤكدًا أن دورها اقتصر على بعض الاعتراضات البسيطه؛ فالمواجهة الأمنية أصبحت شديدة للغاية، ومن يخالفها يحال إلى المحاكمة فورًا. أضاف غباشي، ل"ويكيليكس البرلمان" أنه لا يستطيع أحد أن يتكلم عن حركة 6 أبريل، أو الاشتراكيين الثوريين، أو غيرها من الحركات الثورية، خاصة أننا في مصر أصبحنا نعيش في بيئة غير قادرة على التعبير عن الرأي أو التظاهر أو المواجهة. تابع رئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية: "الظروف التي نمر بها ساعدت في فقد الحركات الثورية لحب الشعب المصري بجميع فئاته".