كتب - حمادة عبدالوهاب أثار توصل القوى الكبرى وإيران إلى اتفاق نووي إطاري في مدينة لوزان السويسرية، أمس الخميس، بعد جولات مباحثات مكثفة، ردود فعل عالمية مختلفة، لعل أبرزها الاحتفالات الشعبية التي شهدتها مدينة طهران، وكذلك رد الفعل والتخوف الإسرائيلي. حيث قال الرئيس الأميركي، باراك أوباما: إن الاتفاق جيد ويمنع طهران من الحصول على سلاح نووي في حال تنفيذه بالكامل"، واعتبره تفاهما تاريخيا إذا نفذ بالكامل لأنه يمنع إيران من الحصول على سلاح نووي كما يجعل بلدنا وحلفاءنا والعالم أكثر آمانا. أساس قوي بينما قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، إن الاتفاق النووي المبدئي بين إيران والقوى العالمية الست يعد أساساً قوياً لاتفاق في المستقبل قد ينهي المواجهة النووية المستمرة منذ 12 عاماً بين طهران والغرب وإن كان يتعين العمل على التفاصيل. وأضاف كيري للصحفيين بعد الإعلان عن التوصل لاتفاق سياسي مبدئي "التفاهم السياسي بما فيه من تفاصيل توصلنا إليها هي أساس قوي للاتفاق الجيد الذي نسعى للتوصل إليه". جيد لاتفاق شامل وفي بريطانيا، قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، إن التوصل لاتفاق نووي أولي بين إيران والقوى العالمية يوفر أساساً جيداً للتوصل لما قد يكون اتفاقاً شاملاً "جيداً جداً". وقال هاموند إن التوصل لاتفاق أشمل يلتزم بالمعايير المتفق عليها في الاتفاق الأولي سيوفر ضماناً بكون البرنامج النووي لإيران سلمياً، لكنه قال إنه ينبغي الدخول الآن في محادثات مكثفة لصياغة "التفاصيل الدقيقة". موسكو ترحب وفي موسكو، رحبت روسيا بالاتفاق، معتبرة أنه يشكل اعترافاً بالحق "غير المشروط" لإيران في تطوير برنامج نووي مدني. وقالت الخارجية الروسية في بيان "يستند هذا الاتفاق إلى المبدأ الذي عبر عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، وهو الحق غير المشروط لإيران في برنامج نووي مدني". بان كي مون يشيد من ناحيته، أشاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالتفاهم السياسي بين الغرب وإيران وقال إنه يمهد الطريق لاتفاق تاريخي، مشيراً إلى أنه سيمهد لتعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط. واعلن بان، في بيان تلاه المتحدث باسمه، أن "حلاً شاملاً عبر التفاوض للمسألة النووية الإيرانية سيساهم في السلام والاستقرار في المنطقة وسيمكن كل الدول من التعاون سريعاً للتعامل مع التحديات الأمنية الخطيرة التي تواجهها". الاتحاد الأوروبي أعلنت مسئولة السياسة الخارجية الأوروبية، فيديريكا موغيريني،أن إيران ومجموعة قوى "5+1" قد اتفقوا على "جملة من التفاهمات والمعايير الأساسية"، وقالت، في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، بمدينة لوزان السويسرية: إنه بموجب الاتفاق "ستتم مراقبة أجهزة الطرد المركزي بشكل كامل"، و" سنضمن عدم امتلاك طهران للقنبلة النووية، حيث سيتم تخفيض قدرات إيران على التخصيب ونضمن عدم وجود مواد انشطارية". وأضافت أن الاتحاد الأوروبي، سيشرف على تنفيذ الاتفاق بأكمله"، و"الأممالمتحدة ستصوت على تأييد الاتفاق النهائي مع إيران"، مؤكدة أن إيران والمجموعة الدولية (5 +1) قرروا إصدار بيان مشترك بشأن المفاوضات الجارية بينهم حول "النووي الإيراني"، وبدء كتابة خطة التحرك المشتركة. النمسا ترحب رحب وزير خارجية النمسا، سباستيان كورتس، في أول رد فعل رسمي، بالاتفاق الذي توصلت إليه القوى الغربية الست مع إيران حول النقاط الرئيسة، لإبرام اتفاقية نهائية تحل مشكلة برنامج إيران النووي. وقال كورتس، في بيان رسمي، "هذا أول نجاح هام للدبلوماسية الدولية"، وتابع موضحا "بعد مرور 12 عام من المفاوضات الصعبة تم إنجاز تقدم حاسم"، وطالب في ذات السياق بضرورة استغلال الثلاثة أشهر المقبلة بشكل مكثف لإبرام الاتفاقية النهائية. اتفاق مقلق أما رئيس مجلس النواب الأميركي جون بينر، الذي دعا رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو لإلقاء كلمة في الكونغرس، وهي الدعوة التي أثارت غضب البيت الأبيض، فقال إن إطار الاتفاق الذي أعلن الخميس يمثل "انحرافاً مثيراً للقلق" عن أهداف أوباما المبدئية. وتابع بينر يقول "في الأسابيع القادمة سيواصل الجمهوريون والديمقراطيون في الكونغرس الضغط على هذه الإدارة بشأن تفاصيل هذه المعايير والأسئلة الصعبة التي بقيت بدون إجابات." خطأ تاريخي ففي تل أبيب، وصف مسؤول إسرائيل الاتفاق بأنه "خطأ تاريخي"، فيما بدأت تدرس "الخيارات" بعد الاعلان عن التوصل لاتفاق إطاري. وقال المسؤول طالباً عدم ذكر اسمه "إنه اتفاق إطار سيء سيؤدي إلى اتفاق نهائي سيء وخطير"، مضيفاً أنه "يمنح شرعية دولية للبرنامج النووي الإيراني الذي هدفه الوحيد صنع القنبلة النووية". وتابع "إذا تم التوصل إلى اتفاق نهائي استناداً إلى هذا الاتفاق فسيكون هذا خطأ تاريخياً سيجعل العالم أكثر خطراً بكثير" مما هو عليه اليوم، مؤكداً أن إيران "ستواصل تخصيب اليورانيوم وستواصل الأبحاث والتطوير في ما يتعلق بأجهزة الطرد المركزي ولن تغلق أياً من منشآتها النووية بما فيها موقع فوردو تحت الأرض". يهدد بقاء إسرائيل وفي وقت لاحق، أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الرئيس الأميركي باراك أوباما، أن اتفاق الإطار حول الملف النووي الإيراني، يهدد بقاء إسرائيل. وقال نتانياهو للرئيس الأميركي إن اتفاق لوزان يمهد الطريق أمام إيران لحيازة القنبلة الذرية. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه أوباما مع نتانياهو، أمس الخميس، أطلعه فيه على الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه. وأبلغ أوباما نتانياهو أن الاتفاق يمثل تقدماً مهماً نحو حل دائم يقطع عن إيران جميع المسارات التي تؤدي إلى إنتاج سلاح نووي. وذكر بيان البيت الأبيض أن أوباما قال أيضاً إن التقدم على الصعيد النووي لا يقلل المخاوف بشأن "رعاية إيران للإرهاب والتهديدات تجاه إسرائيل". الإيرانيون يحتفلون في الشوارع وفي العاصمة الإيرانيةطهران، نزل مئات الإيرانيين إلى شوارعها، أمس الخميس، للاحتفال باتفاق الإطار الذي تم التوصل إليه في مدينة لوزان السويسرية الخميس بين الدول الكبرى وإيران حول برنامجها النووي. وسير المحتفلون مواكب سيارة في جادة والي العصر، ما أدى إلى توقف السير في جزء من هذه الجادة التي تجتاز العاصمة من جنوبها إلى شمالها، فيما أطلق السائقون العنان لأبواق سياراتهم بينما راح المشاة يغنون ويرقصون على الرصيف.