يصدر تقرير الوظائف الأمريكية غير الزراعية لشهر مارس الجاري، يوم الجمعة المقبل الموافق 3 إبريل، تزامنًا مع عطلة "الجمعة العظيمة". وتتعلق أنظار مستثمري "وول ستريت" بهذا التقرير لكونهم قد يحصلون على لمحة موجزة عن ردة فعل السوق حيال نتائج التقرير، إذ ستفتح سوق الأسهم وول ستريت لمدة 45 دقيقة فقط بعد صدوره، لتغلق في تمام الساعة التاسعة والربع صباحًا بتوقيت شرق الولاياتالمتحدةالأمريكية، ما دفع المحللين لتقديم النصح للمستثمرين بالتروي قبل الإقدام على أي نشاط بالأسواق لحين صدور تقرير الوظائف. وليست هذه هي المرة الأولى التي يتصادف فيها صدور تقرير الوظائف الأمريكية غير الزراعية مع عطلة "الجمعة العظيمة، فحسبما أشارت إحصاءات مكتب العمل، حدث ذلك إحدى عشر مرة منذ عام 1980 إلى الآن. ويعتبر تقرير الوظائف الأمريكية من أهم المؤشرات الاقتصادية التي يتبعها المستثمرون لتقييم أداء وصحة الاقتصاد، ويرى الخبراء أن ردة فعل الأسواق سواء إيجابية أو سلبية خلال الاثني عشر شهرًا الماضية كانت باهتة. وأرجع رئيس خبراء السوق الاستراتيجيين بمؤسسة "سي إم سي ماركتس" كولن سيزنسكي، حالة البهتان التي تشهدها الأسواق، إلى شفافية مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن القرارات المتعلقة بسياساته المالية المتبعة، وأضاف: "لقد كشف الاحتياطي الفيدرالي عن خطواته التي سيمضي إليها قدمًا بشأن رفع أسعار الفائدة، وربط ذلك بالتحسن في سوق العمل، وسواء حدث ذلك الرفع في أسعار الفائدة في يونيو أو يوليو أو سبتمبر فلن يغير من الأمر كثيرا". وقالت رئيسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكية جانيت يلين - في تصريحات لها أمس الجمعة: إن رفع أسعار الفائدة بات قريبا، ولكن وتيرة رفع الفائدة ستكون تدريجية. وتشير التقديرات إلى أن إجمالي الوظائف الأمريكية من المتوقع أن يزيد بمقدار 255 ألف وظيفة خلال مارس الجاري، وبقاء مستويات البطالة الأمريكية عند 5.5٪، وكان متوسط الزيادة في أعداد الوظائف الأمريكية على مدار الاثني عشر شهرًا الماضية بلغ 266 ألف وظيفة. وتوقع سيزنسكي أن يشهد السوق زيادة أكبر من المتوقع في أعداد الوظائف الأمريكية، وقال: "إذا جاءت المؤشرات متسقة مع التوقعات فسيسمح ذلك بصعود أسواق الأسهم، واللحاق بركب مؤشرات الأسواق الأخرى مثل مؤشر "داكس 30" في فرانكفورت ومؤشر "نيكي 225" في طوكيو، مؤكدًا أن تحديد مستويات الميول التضخمية ومؤشرات سوق العمل عاملان مهمان لدى البنك المركزي الأمريكي في تحديد أسعار الفائدة. وفي تعاملات الأسبوع المنصرم ببورصة نايمكس للمعادن، ربحت أسعار العقود الآجلة للذهب تسليم إبريل 1.3%، في حين أغلقت ي تعاملات نهاية الأسبوع على انخفاض نسبته 0.54%، بما مقداره 5 دولارات، لتستقر عند 1199.80 دولار للأوقية، لتكسر بذلك موجة من الارتفاعات القياسية على مدار سبع جلسات متتالية، وصلت خلالها أسعار المعدن الأصفر لأعلى مستوياتها منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، وقد ساعد على ارتفاع الذهب الانخفاض في الأسهم العالمية، علاوة على الاضطرابات في اليمن، ما دفع المستثمرين لاقتناء الذهب لكونه ملاذًا آمنًا للاستثمار. وفي سوق الطاقة، ربح برميل النفط 5٪ خلال تعاملات الأسبوع المنصرم، مدعوما بالصراع المتصاعد في اليمن، كما خسر الدولار في سوق العملات 3.7% مقابل اليورو، وهو أكبر تراجع له منذ الأسبوع المنتهي في 14 سبتمبر 2012، عقب طرح البنك المركزي الأوروبي برنامجًا نقديًّا ساعد على استعادة ثقة المستثمرين في الديون السيادية بمنطقة اليورو. وفي سوق الأسهم بوول ستريت، هبطت أسعار الأسهم الأمريكية مسجلة أكبر خسارة أسبوعية منذ نهاية يناير الماضي، وخسر مؤشر "داو جونز الصناعي" ما نسبته 2.3% في المائة، ولحقه مؤشر "ستاندر آند بورز 500"، بانخفاض نسبته 2.2%، فيما تراجع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 2.7%.