هو حالة من الإهمال المستمرة التي تحصد أرواح الأبرياء يومًا بعد يوم، "طريق الموت" الإسماعيليةالزقازيق الزراعي، أحد أهم الطرق الرئيسية في منطقة شرق الدلتا. يربط الطريق بين محافظتي الإسماعيليةوالشرقية، وتستخدمه سيارات النقل الثقيل للتنقل من محافظاتدمياط وبور سعيد إلى الشرقيةوالمحافظات المجاورة لها، إلا أنه لا يمر يومًا دون ضحية جديدة له. يقول محمد هاني، سائق، إن أزمة الطريق تتمثل في أنه عبارة عن حارتين في طريق واحد دون فاصل "رايح جاي" وهو مايؤدي إلى كثرة الحوادث خاصة مع دخول الليل. وأضاف هاني، أن سائقي السيارات يعتمدون على أضواء السيارات لعدم إنارة الطريق، باستثناء مداخل المدن والمراكز بطول 2 كيلو على الأكثر. فيما أكد حسن عبد الهادي، مدرس، والذي ينتقل يوميًا من مركز أبو صوير لمدينة التل الكبير عبر الطريق، أن المسؤولين في الحكومة لم يتحركوا تجاه وقف نزيف الأسفلت المستمر. وأضاف عبد الهادي، أن الطريق أصبح مليء بالفتحات العشوائية للقرى والعزب، والتي يخرج منها سائقو "التوك توك" وسائقو سيارات ال"ربع نقل" التي تنقل عُمالًا للعمل في مزارع منطقة الصالحية أو منطقة وادي الملاك، مما يؤدي إلى حوادث قاتلة. كما طالب عبد الهادي بصيانة طريق (36 الحربي) لتستخدمه سيارات النقل الثقيل وسيارات نقل العمال لمنطقة الصالحية، لتخفيف العبء عن طريق الإسماعيليةالزقازيق ولتقليل معدل الحوادث. اللافتات الإرشادية كما اشتكى معظم السائقين العاملين على خط الإسماعيليةالزقازيق والخطوط الداخلية للمدن من انعدام اللافتات الإرشادية على طول الطريق. وقال محمد عيد، سائق، إن اللافتات اختفت على الطريق، وأصبح السائقون لايعرفون المناطق ذات الكثافة السكانية، ولا الأماكن الإصلاحات من المطبات الصناعية، مما يؤدي إلى زيادة الحوادث. وأضاف عيد، أن الطريق منذ إنشائه لم يشهد أي تطور، غير البدء منذ عام 2005 في إنشاء طريق مواز له لم يتم الانتهاء منه حتى الآن. ومن جهته، أشارحسن جمال، سائق، أن الطريق يعمل عليه الكثير من السائقين قليلي الخبرة، خاصة سائقي سيارات الربع النقل من الأطفال غير الحاملين لرخص القيادة وسائقي السيارات "السوزوكي". وطالب جمال، بضرورة تعاون إدارات المرور في التل الكبير والإسماعيلية لشن حملات مكثفة على الطريق، وإعداد أكمنة متحركة وثابتة للحد من الحوادث وضبط السائقين المخالفين، ومتعاطي المواد المخدرة. أشجار الكافور المُميتة رغم إصابة تلك الأشجار بالشيخوخة، لمرور أكثر من 100 عام على زراعتها إلا أنها ما زالت عاملًا رئيسيًا في انتشار الحوادث على الطريق، حيث تتساقط هذه الأشجار خاصة في فصلي الشتاء والربيع لكثرة الرياح، فتعيق حركة الطريق مارة أو تؤدي إلى حوادث. كما تتدلى فروع تلك الأشجار في منتصف الطريق وتؤدي إلى انعدام الرؤية نهائيًا في المساء، كما أدت جذورها إلى حدوث تشقق عرضي وطولي في الطرق السريعة، حصدت أروح الأبرياء في حوادث التصادم المستمرة.