ليست النجومية هي المعيار الوحيد لتقييم الفنان، فهناك في التاريخ السينمائي المصري العديد والعديد من الفنانين أصحاب الموهبة الكبيرة، والذين لم يكونوا يومًا من الأيام نجوم شباك أو من رواد الصف الأول، وعلى الرغم من ذلك كان وجودهم في أي عمل فني يقدم يزيده ثراء، بل وتربَّعوا ملوكًا متوجين على قلوب الجماهير. وداد حمدي.. حياة هادئة وموت مأساوي هي نجمة ذائعة الصيت رغم عدم حصولها على أدوار البطولة، قدمت في مشوارها الفني عددًا ضخمًا من الأعمال، بين المسرح و السينما والتلفزيون والإذاعة، ورغم حياتها الهادئة جاءت نهايتها صاخبة للغاية، اشتهرت بدور الخادمة خفيفة الروح فعرفت طريقها إلى قلوب الجماهير. صاحبة الصوت الناعم ولدت وداد محمد عيسوي زرارة، الشهيرة بوداد حمدي، في 3 يوليو عام 1924 بمحافظة كفر الشيخ، والتحقت بمعهد التمثيل وتفوقت فيه، فتخرجت منه بعد سنتين فقط، وبدأت حياتها الفنية مبكرًا للغاية، وعملت في البداية كورس خلف المطربين، إلا أنها قدمت دورًا صغيرًا في فيلم "نور الدين والبحارة الثلاثة" مع على الكسار، عام 1944، وبعدها قدمها المخرج الكبير هنري بركات في فيلم هذا "جناه أبي" عام 1945. وفي عام 1946 قدمت وداد تجربة غريبة على شاشة السينما وقتها، حينما قدم المخرج حسن حلمي فيلم "الخمسة جنيه" من تأليف السيد بدير، وقامت وداد حمدي بالأداء الصوتي لورقة الخمسة جنيه في الفيلم. ومثلما عملت مع على الكسار عملت أيضًا مع غريمه التقليدي نجيب الريحاني في فيلم "أحمر شفايف" عام 1946، لتكون واحدة من القلائل الذين عملوا مع الغريمين الكسار والريحاني. تاريخ حافل من 1944 إلى 1994 قدمت حمدي للسينما ما يزيد عن 230 فيلم، من بين 600 عمل فني تنوعت بين مسرح وإذاعة وغناء وتلفزيون، وعلى الرغم من اشتراكها في أفلام كانت تميل للميلودارمية الشديدة، كأفلام المخرج الراحل حسن الإمام، إلا أنها كانت الابتسامة وسط أحداث الفيلم التراجيدية. وفي عام 1967 اعتزلت وداد حمدي التمثيل وتفرغت لزوجها وبيتها، إلى أن أعادتها المطربة الكبيرة وردة لتشاركها مسرحية "تمر حنة" في أوائل السبعينيات، بعدها استمرت في العمل الفني حتى وفاتها في مثل هذا اليوم 26 مارس عام 1994. نهاية مأساوية كانت وفاتها جريمة تحدثت عنها الصحافة طويلَا، إذ قتلها ريجيسير يدعى متى باسيليوس، وكانت شهرته غالي باسيليوس، إذ صعد إلى شقتها ولأنها تعرفه فتحت له الباب وأدخلته غرفة الصالون، فطلب منها الدخول للحمام فطلبت منه الانتظار قليلا حتى ترتبه وذهبت فتبعها، شاهدته يرتدي قفازًا في يديه ففهمت ما سيحدث، وعرضت عليه أن تعطيه كل أموالها ويتركها دون أذى، ولكنه رفض وقتلها طعنًا بالسكين، فأصابها ب35 طعنة في الصدر والبطن والرقبة، وحينما فتش الشقة لم يجد ما كان يتوقع، إذ وجد مبلغًا بسيطًا من المال، ولم يستطع الوصول "للصندرة" التي كانت تضع بها ذهبها. أخبار الفن