ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن الهجوم الذي استهدف يوم الأربعاء الماضي، سائحين في متحف "باردو" في تونس العاصمة يسلط الضوء على خطر امتداد العنف من ليبيا. ونقلت الصحيفة، اليوم السبت، عن رفيق الشلي، المسؤول الأمني التونسي، قوله: إن "منفذي الهجوم اللذين استهدفا السياح في متحف "باردو" التونسي تدربا على استخدام الأسلحة في ليبيا"، مما يؤكد التهديد المتزايد الذي تشكله معسكرات المتشددين في المناطق المتفككة في الشرق الأوسط. وأضاف الشلي، في حوار مع التلفزيون المحلي، أن السلطات التونسية لا تمتلك تفاصيل عن نمط التدريب الذي تلقاه المسلحان. وذكرت الصحيفة، نقلًا عن مقابلة أجريت مع صديق عائلة احد المسلحين، أن مسؤولين في وزارة الداخلية التونسية قاموا في وقت سابق بإبلاغ أقارب أحد المسلحين أن الشاب قد سافر إلى مدينة درنة شرق ليبيا، لافتةً إلى أن هذه المدينة تقع تحت سيطرة متشددين، ومن بينهم جماعة أعلنت ولاءها لتنظيم "داعش". وأشارت الصحيفة الامريكية إلى أن الجهاديين التونسيين، وهما ياسين العبيدي، وحاتم الخشناوي، عادا فيما يبدو إلى تونس لشن أسوأ هجوم منذ أكثر من 10 أعوام. وأكدت "واشنطن بوست" أن الكشف عن وجود صلة بين ليبيا وهذا الهجوم الإرهابي تُعد بمثابة صيحة إيقاظ لتونس، وأن المسؤولين في تونس أعربوا عن خشيتهم منذ فترة طويلة من انتشار العنف في ليبيا إلى هذه الديمقراطية الفتية، في ضوء تصارع العديد من الجماعات المسلحة هناك على السلطة منذ الاطاحة بالرئيس الليبي الراحل معمر القذافي. ومن جانبهم قال المشرعون التونسيون: إن "قوات الأمن في بلدهم إما تفتقر إلى الأدوات المناسبة والتدريب لتعقب الجهاديين، أو أنهم خففوا مراقبتهم للمتشددين المحتملين." وفي السياق ذاته، أكد نشطاء ومحللون، احتياج تونس إلى برنامج لإعادة تأهيل المتشددين العائدين من أماكن مثل سوريا وليبيا، وحمل القادة السياسيون، الفقر وقصور التعليم الديني، مسؤولية زيادة عدد الجهاديين في تونس.