رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الهجوم الذي استهدف يوم الاربعاء الماضى سائحين في متحف "باردو" في تونس العاصمة يسلط الضوء على خطر امتداد العنف من ليبيا. ونقلت الصحيفة- في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم السبت- عن رفيق الشلي، المسؤول الامني التونسي الكبير، قوله إن منفذي الهجوم اللذين استهدفا السياح في متحف "باردو" التونسي تدربا على استخدام الأسلحة في ليبيا، مما يؤكد التهديد المتزايد الذي تشكله معسكرات المتشددين في المناطق المتفككة في الشرق الأوسط. وأضاف المسؤول الأمني، في حوار مع التلفزيون المحلي، أن اثنين من المسلحين التونسيين سافرا بصورة غير شرعية في ديسمبر الماضي إلى ليبيا، المشتركة في الحدود التي يسهل اختراقها مع جارتها تونس، حسبما أوردت الصحيفة. وأوضح الشلي أن السلطات التونسية لا تمتلك تفاصيل عن نمط التدريب الذي تلقاه المسلحان. وذكرت الصحيفة، نقلا عن مقابلة أجريت مع صديق عائلة احد المسلحين، أن مسؤولين في وزارة الداخلية التونسية قاموا في وقت سابق بإبلاغ أقارب أحد المسلحين أن الشاب قد سافر إلى مدينة درنة شرق ليبيا، لافتة إلى أن هذه المدينة تقع تحت سيطرة متشددين، ومن بينهم جماعة أعلنت ولاءها لتنظيم داعش. وأشارت الصحيفة الامريكية إلى أن الجهاديين التونسيين، وهما ياسين العبيدي وحاتم الخشناوي، عادا فيما يبدو إلى تونس لشن أسوأ هجوم منذ أكثر من عشرة أعوام، لافتة إلى أن المسلحين كانا يحملان أسلحة آلية، وأطلقا نيرانا أودت بحياة 21 سائحا أجنبيا وضابط أمن الأربعاء الماضي في متحف " باردو" الوطني ، الذي يعرض فن الفسيفساء الروماني القديم. وأفادت "واشنطن بوست" أن الكشف عن وجود صلة بين ليبيا وهذا الهجوم الإرهابي تعد بمثابة صيحة إيقاظ لتونس، مضيفة أن المسؤولين في تونس أعربوا عن خشيتهم منذ فترة طويلة من انتشار العنف في ليبيا إلى هذه الديمقراطية الفتية، في ضوء تصارع العديد من الجماعات المسلحة هناك على السلطة منذ الاطاحة بالرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، غير أن المشرعين التونسيين قالوا إن قوات الأمن في بلدهم إما تفتقر إلى الأدوات المناسبة والتدريب لتعقب الجهاديين، أو أنهم خففوا مراقبتهم للمتشددين المحتملين. وفي السياق ذاته، أكد نشطاء ومحللون، احتياج تونس إلى برنامج لإعادة تأهيل المتشددين العائدين من أماكن مثل سوريا وليبيا، وحمل القادة السياسيون، الفقر وقصور التعليم الديني، مسؤولية زيادة عدد الجهاديين في تونس، وفقا لما أوردته الصحيفة.