على بدرخان يعد من المخرجين المتميزين في تاريخ السينما المصرية، قدم أول أعماله عام 1973 وهو فيلم الحب الذي كان، ورغم قلة اعماله مقارنه بزملاء جيله إلا أنه يعد واحدا من علامات السينما المصرية. الأستاذ الكبير على بدرخان أولا ما هو كان دور الوالد المخرج الكبير احمد بدرخان في خلق شغفك السينمائي؟ أنا مولود في منزل به سينما، فكان المنزل يقع في شارع استديو الأهرام، وقديما كانت تلك المنطقة زراعية، فلم يكن هناك سوى المنزل و الإستديو، وحينما كنت صغيرا، كنت أذهب للعب مع العمال في الإستديو. إضافة إلى انه قديما لم يكن هناك تليفزيون أو وسائل ترفية، فكان والدي لديه مكتبة سينما أفلام " 16 مللي، و8 مللي" وكاميرات سينما وفوتوغرافيا، فاكن يترك لي حرية استخدامها جميعا. وعقب الثانوية العامة قدمت في معهد السينما و الكلية البحرية، وحينما ذهبت له بأوراق الكلية البحرية رفض والدي الإمضاء عليها، وقبلت في المعهد و تحولت الهواية إلى دراسة. * في أحد اللقاء سمعت الإستاذ يوسف شاهين بيصفك بأنك ابنه البكري.. نتكلم عن دور يوسف شاهين مع على بدرخان؟ أولا الاستاذ يوسف شاهين كان أستاذي في المعهد، وبعد تخرجي من المعهد ذهبت للعمل معه في فيلمه "الأرض" وحضرت معه التحضير للفيلم، ثم جاءتني منحة للسفر لإستكمال الدراسة في إيطاليا فلم أكمل العمل معه و استكمل العمل بدلا مني المخرج الراحل أشرف فهمي. وعقب عودتي من إيطاليا عملت معه في فيلم الإختيار و الناس و النيل وعدد من الافلام كمساعد مخرج، وهو شعر أنني "مصحصح"، حتي أنني في أول فيلم معه كنت ذاهب بغرض المشاهدة والتعلم ولكنه اعطني نسخة من السيناريو واستمرت علاقتي بشاهين. * أول أفلامك الحب الذي كان واللى أتعرض في 1973، وكان من تأليف الإستاذ رأفت الميهي.. نتكلم عن طبيعة علاقتك برأفت الميهي ورأيك فيه كمؤلف وكمخرج؟ رأفت الميهي من الأصدقاء الأعزاء، وفي البدايات كان هناك حماس وحلم مشترك، وكان الجميع يشعر أن الفن إلتزام، وعليه أن يعمل على أهداف المجتمع السياسية والإجتماعية، فكانت الإختيارات صعبة فلم يكن الأمر بغرض التسلية فقط. وكان رأفت الميهي و مصطفي محرم و عدد من الكتاب تخرجوا من معهد السيناريو التابع للمؤسسة المصرية العامة للسينما، وكان قد كتب فيلمين للسيدة سعاد حسني رحمة الله عليها فتعارفنا و حكيت له قصه حدثت لأحد أصدقائي قريبة من قصة الفيلم، وأخبرته اننا نريد عمل هذه القصة فيلم. * السبعينات تحديدا شهدت عدد من الأفلام اللي كشفت فساد الاجهزة الأمنية في عهد عبدالناصر وكان فيلمك الكرنك أولهم وأشهرهم، تجربة إخراج فيلم أولا يجمع كل هذا الكم من النجوم ثانيا يتعرض لأجهزة العهد الناصري بكل هذه الجرأة، وهل تعرضت لمضياقات من أجهزة أمنية او رقابية أثناء عمل الفيلم أو بعد عرضه؟ طبعا كان الفيلم يتم إنتاجه في عصر السادات، قدمت الفيلم حسب رؤيتي، وحينما عرضناه على الرقابة لإجازة عرضه العام جائنى المنتج الراحل ممدوح الليثي مستنجدا، وقال لي ان الفيلم لن يعرض بهذا الشكل ولابد من وضع ما يشير إلى تغير الأوضاع إلى الأحسن، فرفضت الأمر، ولكنهم غيروا بيان كان يلقى في السجن الحربي وأن الامر أصبح في عصر السادات لا عصر عبدالناصر كما كان مكتوب في الأصل، ولكنني لأم أحضر دوبلاج هذا المشهد وأذكر أن من تلى البيان في الدوبلاج هو السيناريست الراحل محسن زايد، وبعد العرض الخاص قام صلاح نصر برفع قضية على الفيلم إتهمنا فيها بالتصوير داخل السجن الحربي، ومحاولة تشوية صورته، لكنني كنت سعيد جدا بهذا الأمر لأنني لم أصور في السجن الحربي بل صورت في الإستديو وهذا يعني اننا قدما فيلم بشكل صادق وهي شهادة من صاحب هذه السجون وقتها، وحكم في القضية لصالح الفيلم. وحينما عرض الفيلم قال لي وزير الثقافة وقتها الراحل يوسف السباعي" يعني إنت مش لاقي غير الضحية واحد شيوعي" وهذا بالنسبة للكرنك. * منذ سنوات بدأت حمى إنتاج اعمال سينمائية وتلفزيونية عن السير الذاتية لنجوم الفن في مصر زي مسلسل العندليب ومسلسل السندريلا، هل ترى وبدون الخوض في أي مسائل خاصة إن هذه الاعمال قدرت تنقل صورة حقيقة وصحيحة عن هؤلاء النجوم، ومدي مصدقية هذه الأعمال؟ أولا خلينا نتفق أن الأعمال الفنية ليست للتأريخ وليست وثائقية ولابد من وجود الخيال، وعادته حينما نقدم عمل مثل هذه لا نقدم حياته كلها، بل نستعرض مواقف بها صراع ودراما سواء كان صراع فكري، أو صراع مع نظام، أو اشخاص، اي كان الصراع، ونأخذ هذا الجزء و نتعامل معه دراميا. ولكن في الأساس لابد ان يكون الجزء الذي يتم إختياره يكون جاء بناءا على رؤية معينة لتقديم قيمة إنسانية للمشاهد، ولكن كيف كان يمشي و كيف كان يأكل و ما إلى ذلك من تفاصيل لا تهم. * تعاونت مع احمد زكي في 3 افلام وهم بالترتيب الراعي والنساء والرجل الثالث ونزوة، كلمني عن أحمد زكي الممثل هذا العملاق وعن عاداته واستعداده للشخصيات التي يؤديها؟ أحمد زكي كان ممثلا داخل اللوكيشن و خارج اللوكيشن، فقد كان من الممثلين الذين يعايشون الشخصية لمدة 24 ساعة في اليوم، فكان رحمة الله عليه يكلم والدتي رحمه الله عليها هي الأخري، وكان هذا أثناء فترة تصوير فيلم أيام السادات فكان يقول لها " ألو أيوة يا حاجة معاكي السادات، على فين،طب ممكن حد يصحيه ويقوله الريس عايزك ضروري"، وفي حياته أيضا حتى في الكافتيريا التي كان يجلس عليها. وكان يفعل هذا مع كل شخصية يقدمها وهذا امر مرهق ومدمر للأعصاب بشكل كبير. * في فيلم أهل القمة عارضت وبوضوح سياسات الإنفتاح الأقتصادي، لنتحدث قليلا عن هذا الفيلم؟ لا لم أتعرض لمضايقات من الرقابة أو السلطات عن هذا الفيلم ، لان الفيلم كان جرس تنبيه لما قد تفرزه تلك السياسات من أفاقين و لصوص. * ما مصير فيلم محمد نجيب الذي يتم الإعداد له منذ فترة ؟ لا أسأل أنا عن الفيلم، يسأل عنه التلفزيون وجهاز السينما، فقد عرض عليا الفيلم وعملت عليه بعض الوقت ثم صمتوا ولم يحدثني أحد عن الفيلم مرة أخرى. * وأخيرا أين على بدرخان من الساحة الفنية ؟ أنا "أهو" أمامك، ولكن اين الكتاب و المنتجين، الأفلام، وأين وزارة الثقافة، وأنا لن أذهب لأاطرق على الأبواب من أجل الأفلام.