كتب: هدير عاطف ومعتز الجمال في أحدث استطلاع للرأي العام الإسرائيلي بشأن انتخابات الكنيست ال 20، والمقرر إجراؤها في 17 أبريل المقبل، تقدم "المعسكر الصهيوني "ائتلاف من حزبي العمل والحركة" تحت قيادة تسيبي ليفني، بمقعدين برلمانيين على حزب الليكود، الذي يتزعمه رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، ما يشير إلى احتمالية تشكيل التحالف الجديد الحكومة الإسرائيلية المقبلة. وجاءت القائمة العربية المشتركة في المركز الثالث لأول مرة في تاريخها ب 13 مقعدًا، بفارق مقعد عن حزب "هناك مستقبل"، الذي يتزعمه وزير المالية المقال يائير لابيد، و حزب "البيت اليهودي" اليميني الذي يتزعمه نفتالي بينيت، بينما سيحصل حزب "جميعنا" على 8 مقاعد، و"شاس" و"يهودوت هاتوراه" على 7 مقاعد لكل منهما، وسيحصل كل من حزبي "إسرائيل بيتنا" و"ميرتس" على 5 مقاعد، فيما سيحصل "ياحد" على 4 مقاعد. ويختلف المستقبل الذي ينتظر الأقصى وغزة بعد الانتخابات وفقا لرؤية وخلفية كل حزب كالتالي: المعسكر الصهيوني يتكون المعسكر الصهيوني من حزبي العمل بقيادة "يتسحاق هرتسوج" مع وزيرة العدل السابقة "تسيبي ليفني"، وهي قائمة ذات طابع وسطي معارض ينتمي لليسار، حيث يقدم المعسكر نفسه كبديلا لنتنياهو ينفذ على نحو أفضل خارجياً وأمنياً أكثر من حزب الليكود، تحت مظلة الوعود الاقتصادية مثل المال يعود للشعب و الأرض مجاناً لبناء شقتك . وفي محاولة لكسب أصوات اليمين الذي ضاق ذرعا بنتنياهو وليبرمان، وعد المعسكر بحشد العالم إلى جانبه في مواجهة الإرهاب ومواجهة "جيراننا"، على حد وصفه، وهو ما يعني أن هرتسوج وليفني تنازلا حتى عن السعي لتحقيق السلام مع الفلسطينيين. ويرى هرتسوج أن غزة "قنبلة موقوتة مهددة بالانفجار في أي لحظة"، وعلى عكس نتنياهو الذي على خلاف مع الإدارة الأمريكية بسبب إيران قال هرتسوج إنه يثق بأوباما فى التوصل إلى اتفاق جيّد، وأكد أنه لا يوجد قائد إسرائيلي سيقبل بإيران نووية، ورفض القول بأن إيران تمثل تهديد وجودي على إسرائيل كما يقول نتنياهو، مكتفيًا بأنها "تمثل تهديدًا كبيرًا". حزب الليكود يتزعم حزب الليكود رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو، وهو حزب معروف بطابعه اليميني، ولكنه يعاني من فترة تدهور غير مسبوقة، ولكن أكد حزب "شاس" المتدين، دعمه نتنياهو في أعقاب تصريحاته بإلغاء العقوبات الجنائية على شباب –حريدم- الرافض لدخول الجيش، ومن المقرر أن تسير باقي الأحزاب الدينية المتطرفة على نهج شاس في دعم نتنياهو. ويتهم نتنياهو "المعسكر الصهيوني" بأنه يخطط ل"تقسيم القدس"، بينما يرى هو أن القدس "عاصمة إسرائيل الأبدية" على حد قوله. ودائما ما يصرّح نتنياهو بأنه ضد التنازل عن أراض "الضفة الغربيةالمحتلة"، عكس المعسكر الصهيوني الذي يؤيد التنازل عنها. ويرى حزب الليكود أن البرنامج النووي الإيراني خطرا كبيرا على إسرائيل، لذلك فهو دخل في صراع وخلافات مع الإدارة الأمريكية بسبب تفاوضها مع إيران. ويرى الحزب حق إسرائيل فيا يصفونه ب"كامل أرض إسرائيل التاريخية" والتي تقع وفق ما يحلمون به في فلسطين وشرقي الأردن، وفق ما أسماه الحزب ب"التصور اليهودي"، فضلا عن تأييده لاستمرار عمليات الاستيطان واسعة النطاق "في كل أرض إسرائيل "المحررة" كما يطلق عليها، ويعارض الحزب الانسحاب من أي أراض احتلتها إسرائيل خلال حروبها مع الدول العربية المجاورة. حزب إسرائيل بيتنا ينتمي حزب "إسرائيل بيتنا" لليمين المتطرف، ويقوده وزير الخارجية "أفيجدرو ليبرمان"، ويسلك الحزب مسلكًا أكثر تطرفًا، حتى من رفيق دربه حزب الليكود. ويشدد الحزب على ضرورة إنهاء سلطة حماس في قطاع غزة مطلقًا، وذلك بإدخال قوات الجيش إلى القطاع وتصفيتهم، وأطلق الحزب حملته الانتخابية قبل أيام بشعار عنصرى يقول "أريئيل لإسرائيل وأم الفحم لفلسطين"، فى إشارة لخطة تبادل الأراضى التى عادة ما يطرحها، والتى تنص على ضم أراضى المثلث للسلطة الفلسطينية، وأخذ المستوطنات فى الضفة الغربية وضمها لإسرائيل. ويرى الحزب أن قادة "المعسكر الصهيوني" رضخوا لما وصفه ب"الإرهاب العربي"، موجهًا حديثه لهم: "ليس كافيًا أن تطلق على نفسك المعسكر الصهيوني، الصهيوني الحقيقي لا يخضع لتهديدات العرب". ويطالب الحزب بإعدام أبطال "المقاومة الفلسطينية" ممن يطلقون عليهم ب"الإرهابيين الفلسطينيين"، قائلًا "الحرب ضد الإرهاب هي التحدي الأكبر للعالم ولإسرائيل في القرن الواحد والعشرين"، مشيرًا إلى أن حزبه "إسرائيل بيتنا" سيقدم بعد الانتخابات اقتراح قانون يقرر عقوبة "الإعدام للإرهابيين"، على حد وصفه. ويعتبر الحزب من أكثر المعاديين للإسلام، حيث أعاد ليبرمان توزيع نسخ من مجلة "شارلي إبدو" المسيئة للرسول -صلى الله عليه وسلم- وسط شوارع تل أبيب قائلا "أنا مع كل مطبوعة أو موقف معادٍ للإسلام". كما يطالب اليهود في كل أنحاء العالم بالهجرة إلى إسرائيل حتى يزداد عددهم إلى أكثر من 10 ملايين، مشيرا إلى أن "الهجرة الكبيرة إلى إسرائيل ستساهم في بناء البلد لأنه بعد أن يكون فيها 10 ملايين يهودي فإنه يمكننا أن نحل كل مشاكلنا رغما عن الأممالمتحدة والاتحاد الأوربي". القائمة العربية هي أول قائمة تتشكل من الأحزاب العربية الوطنية والإسلامية الأربعة (الجبهة - الشيوعيون، الحركة الإسلامية الجنوبية، التجمع الوطني، العربية للتغيير) حيث أشارت استطلاعات الرأي إلى أن القائمة العربية المشتركة، ستكون ثالث أكبر كتلة انتخابية، داخل الكنيست، لأول مرة في تاريخها. وأعربت القائمة العربية عن رفضها المشاركة في الحكومة مع أي من المتعاركين، المعسكر الصهيوني أو الليكود. وأصدرت القائمة المشتركة للأحزاب العربية الإسرائيلية بيانا، وصفت فيه قائد "المعسكر الصهيوني"، يتسحاق هرتسوج، بأنه "دموي وعدواني"، ردا على تصريحاته التي هاجم فيها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بسبب الحرب الأخيرة على غزة، مؤكدا أنه كان يجب دك غزة. وأضاف البيان "تصريحات هرتسوج الرعناء تؤكد أن اليسار الصهيوني، يغالي على نتنياهو في الدموية والعدوانية، ولا يطرح بديلا حقيقيا لليمين". حزب هناك مستقبل ينتمي حزب "هناك مستقبل" لتيار الوسط، ويتزعمه وزير المالية في حكومة نتنياهو "يائير لبيد". ويركز الحزب على تغيير سلم الأولويات في الدولة مع منح الأولوية للحياة المدنية وتحسين وضع الطبقة الوسطى. وينادي الحزب "بحل دولتين لشعبين" من خلال المفاوضات ودعم المسيرة السلمية مع الحفاظ على القدس كعاصمة موحدة لدولة إسرائيل.