عندما قام تنظيم داعش الإرهابى بقتل 21 شابًا ينتمون إلى الدولة المصرية تعجلت بعض وسائل الإعلام المحلية فى توصيف الضحايا بأنهم مواطنون مسيحيون، بعدها تم تدراك الخطأ المهنى الفادح عن طريق تعديل التسمية لتصبح «مواطنون مصريون». على مدار تاريخنا الطويل لم يمثل موضوع اختلاف الديانة عائقا حقيقيا أمام إقامة علاقات إنسانية طيبة بين أبناء هذا الشعب تقوم على أساس من المحبة التى تتولد بفعل العشرة والجيرة والزمالة، لكننا رغم ذلك نلحظ غيابا ملحوظا للأقباط عن الوجود داخل بعض القطاعات المهمة مثل أندية الدورى الممتاز لكرة القدم. سألت نفسى كثيرا عن السبب. هل هو تعنت الإداريين والمدربين (جميعهم تقريبا مسلمون) أم أن الأمر يرجع إلى الأسر المسيحية نفسها؟ الحقيقة أن المسؤولية يتحملها الطرفان معا فى ظل عدم حرص معظم أولياء الأمور الأقباط على إلحاق أبنائهم بقطاع الناشئين فى الفرق الكبرى لخوفهم من أن يتم التأثير عليهم دينيا فى هذه السن الصغيرة أو لاعتقادهم بأن الابن لن يحصل على فرصته أبدا نتيجة لطائفية بعض المسؤولين! هذا المفهوم الخطأ يجعلهم يفضلون أن يمارس أنجالهم اللعبة على سبيل الهواية فقط داخل أماكن محددة تخضع لرقابة مستمرة مثل المدارس والكنائس والنوادى الاجتماعية الصغيرة التى لا تملك الإمكانات اللازمة لتطوير أدائهم الغنى الذى يتوقف عند مستوى معين لا يتجاوزه. من ناحية أخرى لا يمكن إغفال تعصب وتخلف بعض القائمين على أمور الفرق الذين يقيمون الناشئ على أساس ديانته، لا بناء على موهبته ومهارته، لذلك نراهم يتعمدون إهمال غير المسلم حتى يزهق ويطفش! الأسماء المسيحية التى لعبت ضمن صفوف أندية الدورى الممتاز شحيحة ونادرة.. أذكر منها: 1- هانى رمزى: لاعب الأهلى الدولى السابق والمحترف المصرى الأشهر فى الدورى الألمانى. بعد الاعتزال والعودة إلى أرض الوطن أشرف على تدريب وادى دجلة ومنتخب مصر الأوليمبى. 2- ناصر بولس فاروق: حارس مرمى المحلة الذى ثارت حوله مؤخرا مشكلة بعد أن نشرت صورة له وهو يرفع يده بإشارة تشبه علامة الجماعة المحظورة فتم اتهامه بأنه (خلية إخوانية نايمة) رغم أن الراجل بيمجد سيده! 3- عماد شوقى: تولى حراسة شباك طلائع الجيش منذ مطلع الألفية الثالثة وأسهم بفاعلية فى صعوده إلى دورى الأضواء عام 2005، بعدها خفت نجمه وابتعد عن الملاعب. 4- أشرف يوسف: نجم فريق المنيا الذى انتقل إلى الزمالك وشارك معه فى الحصول على بطولة دورى أبطال إفريقيا ومن بعده كأس السوبر، لكنه لم يرتدِ قَط قميص الفريق الوطنى. 5- محسن عبد المسيح: الظهير الأيسر السابق لنادى الإسماعيلى الذى لعب أيضا لفريق الترسانة فى فترة الثمانينيات. لم ينَل فرصته فى التمثيل الدولى رغم تميزه الواضح فى مركزه. عزيزى القارئ.. عندما يحرز لاعب مميز هدفا لفريقك أو يجرى طبيب بارع جراحة ناجحة لأمك أو يقوم معلم كفء بمساعدة ابنك على النجاح.. هل يفرق معك أن يكون اسمه محمد أو عبد المسيح؟