لاعب الزمالك دومينيك دا سيلفا يحاول منذ فترة طويلة الحصول على الجنسية الموريتانية، كى يستطيع تمثيل منتخبها دوليا، إلا أن الإجراءات لم يتم استكمالها حتى الآن! الحجة المعلنة رسميا هى أن أبويه لا يحملان الجنسية -رغم أن جدَّيه ينحدران من أصول موريتانية- بينما السبب الحقيقى غير المعلن هو أنه مسيحى الديانة، والحكومة المسلمة هناك تضع عوائق كثيرة أمام الشخص غير المسلم من أجل منحه الجنسية! هذ الموقف يقودنى إلى تساؤل حساس عن سبب قلة عدد اللاعبين المسيحيين فى الدورى المصرى. هل السبب هو تعنت المسؤولين «جميعهم تقريبا مسلمون» أم أن الأمر يرجع إلى الأسر المسيحية نفسها؟ الحقيقة أن المسؤولية يتحملها الطرفان معا.. معظم أولياء الأمور المسيحيين لا يهتمون بإلحاق أبنائهم بفرق الناشئين فى الأندية الكبرى التى تظهرهم وتطور مستواهم. قد يكون السبب هو خوفهم من التأثير دينيا على أبنائهم فى هذه السن الصغيرة داخل تجمع غالبيته الساحقة من المسلمين، أو لاعتقادهم بأن الابن لن يحصل على فرصته أبدا! لذلك نرى عديدا منهم يفضل أن يكتفى الأولاد بممارسة الكرة على سبيل الهواية فقط داخل أماكن محددة، مثل المدارس أو الملاعب التابعة للكنائس أو حتى داخل النوادى الاجتماعية، ولكن فى حضور ولى أمر اللاعب شخصيا لكل التدريبات والمباريات. من ناحية أخرى لا يمكن إغفال تخلف بعض المسؤولين وكثير من المدربين الذين يقيمون الناشئ على أساس ديانته، لا على أساس موهبته ومهارته، وبالتالى يبدؤون فى مضايقة القبطى منهم حتى يزهق ويطفش لوحده! إذا حاولنا تذكر الأسماء المسيحية التى لعبت كرة القدم على مستوى الدورى الممتاز سنعانى صعوبة بالغة نظرا لندرتها.. أذكر منهم: 1- هانى رمزى: لاعب الأهلى الدولى السابق، والمحترف المصرى الأشهر فى الدورى الألمانى.. بعد اعتزاله أشرف على تدريب وادى دجلة ومنتخب مصر الأوليمبى. 2- ناصر بولس فاروق: حارس مرمى المحلة، الذى ثارت حوله مشكلة مؤخرا بسبب صورة نشرت له وهو يرفع يده بإشارة تشبه علامة الجماعة المحظورة فتم اتهامه بأنه «خلية إخوانية نايمة» رغم أن الراجل بيمجد سيده! 3- عماد شوقى: حارس مرمى طلائع الجيش السابق، الذى أسهم بفاعلية فى صعود فريقه إلى دورى الأضواء عام 2005. 4- أشرف يوسف: نجم فريق المنيا، الذى انتقل إلى الزمالك، وشارك معه فى الحصول على بطولة دورى أبطال إفريقيا ومن بعده كأس السوبر. 5- محسن عبد المسيح: الظهير الأيسر السابق لنادى الإسماعيلى الذى لعب أيضا لفريق الترسانة فى فترة الثمانينيات. بمناسبة هذا الكلام سأذكر موقفين متضادين.. الأول يعكس ما نحن فيه، والثانى يجسد ما يجب أن نكون عليه: الأول: دخلت يوما إلى إحدى المصالح الحكومية لإنجاز بعض الأوراق، فسألنى الموظف الملتحى عن اسمى فأجبته باختصار: رائد... انتابه الشك حول ديانتى، فعاود السؤال: الاسم بالكامل، وعندما رددت: رائد عزاز، أصبح الشك عنده يقينا بأننى مسيحى، وظهر ذلك واضحا من تعبيرات وجهه التى انقلبت! قبل أن يبدأ فى الحركات إياها، أضفت باقى اسمى: عبد القادر الشامى، فتهللت أساريره وأنجز المطلوب -الذى لم يكن يحتاج أساسا إلى معرفة اسمى- مع نصيحة أبوية أن المرة الجاية أقول اسمى بالكامل قدام أى حد! الثانى: فى إحدى مباريات أمم إفريقيا 98، سجل هانى رمزى هدفا لمصر، رسم بعده علامة الصليب شكرا لله، وهو يتلقى العناق والأحضان من كل زملائه المسلمين، بعدها أحرز حازم إمام هدفا ثانيا وسجد لله شكرا، وعندما قام حمله زميله المسيحى هانى رمزى على كتفيه احتفالا وابتهاجا! عندما ينضم لاعب إلى فريقك أو يجرى طبيب جراحة لأمك أو يعطى مدرس دروسا لابنك.. أنت لا تسأل عن ديانته، بل تتساءل عن كفاءته فى عمله!