أصبح المئات من المزارعين بمدينة سوهاج الجديدة، مجبورين على ترك أراضيهم التي بدأو في استصلاحها جيلا وراء جيل منذ عام 1979 والتي تبلغ مساحتها 578 فدانا مزوع بالبصل والقمح والبرسيم، لكسب لقمة عيشهم منها بدلا من هجرة البلد أو إتباع مهنة غير شريفة ، حيث صدر قرار من جهاز مدينة سوهاج الجديدة يفيد بأحقية الجهاز في ملكية الأرض وبيعها للمستثمرين ، وعلى المزارعين الخروج منها رغما عنهم أو بخاطرهم ، حيث خرجت حملة مكبرة من الجهاز قامت بتجريف الأرض باستخدام المعدات" اللودر والجليدر" وتكسير ماكينات الري التي قاموا بعملها و ردم 7 آبار ، وفي محاولة بائسة من الأهالي لإنقاذ مصدر رزقهم قاموا بري الأرض قبل موعدها محاولين إنقاذ ما يمكن إنقاذه لمنع الماكينات من إتمام عملية تجريف الأراضي . والسؤال الذي يطرح نفسه كيف لجهاز مدينة سوهاج أن يصدر قرار بالتجريف وأحقيته في الأرض ، والمزارعون يستصلحونها منذ أعوام ومربوطة عليهم بأوراق ومستندات وإيصالات من الاستصلاح الزراعي وأملاك الدولة . توجهت " التحرير الإخبارية " للأرض والمزارعين للاطلاع على المشهد من قرب. وقال أحمد محمد خطاب ، 48 سنة، أحد المزارعون المتضررون من تجريف الأرض ، يرانا المسئولون بلطجية ومتهمون ليعاملوننا بالتجريف والجليدر ، والقوات الأمنية التي أشهرت السلاح في وجهنا ، بدلا من أن يساعدونا ويمهدوا لنا الطريق بتوفير السماد لنا ، نحن نستصلح في الأرض منذ عشرات السنين منذ أن كانت رمال يوجد بها سوى صبار الصحراء ، أما الآن أثمرت و أنتجت مئات الأرادب من كافة المحاصيل الشتوية والصيفية ، كما أننا وفرنا على الدولة أكثر من فرصة عمل لأننا نعمل بالأرض نحن وأبناءنا . وتابع أحمد عبدالناصر ، أحد المتضررين ، ما قام به رجال الحملة من أعمال تخريب وتدمير للأرض الزراعية والمحاصيل بها وماكينات الري ، أعاد إلى ذهني مشاهد الحروب التي شهدها العراق من قبل أمريكا والتي كانت تقضي على الأخضر واليابس دون رأفة ، حيث قام رجال الحملة بتجريف الأرض وتكسير مواتير وماكينات الري ثم ردم الآبار . وقال محمد قناوي ، 26 سنة، بكالريوس تجارة ، الحملة لم تهدم المنزل فقط بل قامت بإتلاف 578 فدانا مزروعة بالقمح والبرسيم والبصل ، بحجة أن الأرض المزروعة ملك لجهاز مدينة سوهاج الجديدة ، في حين أن الجهاز لا يملك أية مساحات يسار الطريق ، وهى جميعها أملاك دولة وضمن الحزام الأخضر للمدينة، ومربوطة علينا لدى أملاك الدولة ونقوم بالتوريد عليها مبلغ 1200 جنيه سنويا للفدان . وطالب المتضررون جميعا بتقنين أوضاعهم مع جهاز مدينة سوهاج الجديدة ، لتمكنهم من العودة لأرضهم وزرعها من جديد آمنين خراب الحملات ، وأنهم استعوضوا الله فيما تكبدوه من خسائر لمحصول العام الجاري ، وأيضا ماكينات الري التي تكلفت الواحدة منهم فقط 500 ألف جنيه وبكل بساطة قامت أجهزة الحملة بتكسيرها. وناشدوا الرئيس عبد الفتاح السيسي بسرعة التدخل لوقف الإزالات . ومن جانبه قال محمد مصطفي وهبه ، رئيس جهاز مدينة سوهاج الجديدة، إن المدينة لها قرار جمهوري بإحداثيات لدي هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة التابعة لمجلس الوزراء ، وأن هذه الإحداثيات بناءا على معاينة مديرية المساحة وبتحديدها ووضعت علامات حديدية لها بحدود المدينة الأربعة ، وأن من يريد معرفة حدود المدينة عليه أن يذهب للمساحة وهذه جهة محايدة ، وأضاف أنه لا تخرج قرارات إزالة بالمدينة إلا بعد مراجعة المستشار نائب رئيس مجلس الدولة للتأكد من أنها داخل كردون المدينة ، وأن هذه الإزالات بها أحكام نهائية من المحكمة المختصة . وأكد " وهبه " أن الجهاز لا يعتد بأي عقود مع المزارعين إلا بعقود نهائية مسجلة قبل إنشاء المدينة ، وأن خلاف ذلك لا يعتد به طبقا للقانون رقم 59 الخاص بإنشاء هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة ، وأن الفلوس التي دفعها المزارعون ومعهم بها اصالات هي رسوم معاينة تقنين أوضاع وليس ربط أو تملك ، وأوضح أن هذا خطة تنمية للمدينة وليس تنمية لأنفسنا . ومن جانبه أوضح المهندس السيد عطية ، وكيل وزارة الزراعة بسوهاج ، أن حملة الإزالات التي خرجت على المزارعين لسيت الأولى وإنما الثالثة والخلافات منذ عامين وأكثر ولم تتمكن أي جهة من حلها حتى الآن .