تشهد دائرة الطالبية والعمرانية بمحافظة الجيزة، توترًا كبيرًا مع بدء المعركة الانتخابية؛ لكونها من أكبر معاقل جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين، وكانت تشهد حتى وقت قريب مسيرات من أنصار جماعة الإخوان، إضافة إلى أحداث قسمي شرطة الطالبية والعمرانية والعديد من المحال والأماكن التي تواجه الحرق أو التفجير في نطاق الدائرة. ويخوض الدكتور محمد فؤاد، مرشح حزب الوفد على مقعد الفردي في دائرة الطالبية والعمرانية، معقل الإخوان، منافسة شرسة مع نواب الحزب الوطني المنحل، وهو المرشح الذي وصل إلى الإعادة مع مرشح جماعة الإخوان، جمال العشري، في انتخابات برلمان 2010. قال محمد فؤاد، في حوارٍ خاص ل"ويكيليكس البرلمان" إن المنافسة شرسة للغاية، إضافة إلى طبيعة دائرة الطالبية التي اشتهرت بأنها دائرة الإخوان، مضيفا أنه على العكس تمامًا مما يتخيل البعض؛ فإن دائرة الطالبية والعمرانية لا يوجد بها كتلة إخوانية كبيرة، وهذا ما كشفته الانتخابات الرئاسية الأخيرة، مستطردًا في شرح تفاصيل كثيرة داخل نطاق الدائرة فيما يخص الانتخابات البرلمانية المقبل في نص الحوار التالي: ما رؤيتك للمنافسة داخل دائرة الطالبية والعمرانية ؟ رغم انسحاب أحمد سميح، نائب الحزب الوطني المنحل، إلّا أن هناك عددًا من قيادات الحزب المنحل يخوضون الانتخابات المقبلة؛ سواء أجريت الآن أو تم تأجيلها، منهم شعبان إبراهيم، أمين الحزب الوطني بالعمرانية، وأحمد حبيب، وخالد عوده، وعلاء شلتوت، إضافة إلى أسماء عبدالحكيم، ابنة القيادي السابق بالحزب الوطني، وهؤلاء جميعًا كانوا قيادات بالحزب الوطني المنحل في الطالبية والعمرانية، إضافة إلى أصحاب المال، أمثال محمد علي عبدالحميد، وهو مقاول، وعيد زكريا الليثي، سمسار أراضي، ولا وجود للأحزاب في الدائرة الطالبية إلّا خالد لطيف، مرشح المصريين الأحرار، ومرشحين من حزب النور السلفي، هما أحمد كامل ومحمود عباس، ورغم أن حزب النور ليس له قواعد كبيرة في الطالبية والعمرانية، لكنه سيحصل على نسبة كبيرة من الأصوات، وسيكون أحد مرشحيه طرفًا في جولة الإعادة. لكن الدائرة تعد معقلًا الإخوان.. فكيف تتعامل مع ذلك ؟ خضت المنافسة في انتخابات 2011، أمام مرشح الإخوان المسلمين، جمال العشري، وتمت الإعادة، ورغم فوزه إلّا أنني حصلت على 80 ألف صوت، وكانت الدائرة تضم بولاق الدكرور أيضًا، ومن هنا فالمنافسة لن تكون جديدة. أمّا مسألة أن الدائرة كلها أو أغلبيتها إخوان فهذا غير صحيح، فهناك بؤر اخوانية مثل "الكُنيسة" وهناك شقين الأول عقائدي وهو جزء خاص بجماعة الاخوان المسلمين وأنصارها والمحبين لها، وهذا لا يشكل جزء كبير لا يتجاوز 20 % من أصوات الدائرة، وبالتالي ليست كما يظن البعض. وهناك بعض البؤر معروفة للجميع كما ان الدائرة بها عدد كبير من اهالي الصعيد عاشوا هنا منذ غترة طويلة فتمتاز الدائرة بالعائلية اضافة لعائلة الطالبية. وهل تتوقع أن تكون هناك مقاطعة كبرى في الدائرة ؟ لا أعتقد أن ذلك سيكون مشكلة، فقد انحصر المد الاخواني بشكل كبير في الدائرة ولا يوجد عدد كبير من السلفين سيقاطع بما يعني أنه سيكون هناك خروج جيد بالدائرة. والدليل الكاشف على ذلك التصويت في الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي وبلغت نسبة التصويت 45 في المائة وهي نسبة جيدة وبالتالي لا خوف من الإخوان المسلمين ولا المقاطعة. وليست الطالبية والعمرانية أغلبية سلفية واخوانية ولكن هذا الإنطباع جاء نتيجة لأن عدد من قيادات الاخوان كانوا يعيشون هناك من أمثال عصام العريان وحلمي الجزار وصفوت حجازي، ولكن تيار الإخوان هناك ليس حجمه كبير ولكني اخشي المقاطعة الناتجه عن الاحباط والبطالة ولذلك أسعى للتحرك في أوساط الشباب. ولماذا تخوض الانتخابات باسم حزب الوفد، وما هي أبرز اهدافك ؟ الهدف الرئيسي من نزولي على حزب الوفد هو تبنيه للتأمين الصحي وهذا احد اهم أهدافي، وهو تطبيق التأمين الصحي، إضافة الى تحسين التعليم والهدف هو التواصل مع الشباب من خلال التواصل التكنولوجي وبسبل حديثة وبشكل مباشر ومواجهة مشاكل الشباب. وأسعى للتواصل مع الشباب من خلال الوسائل الحديثة والمباشر وليس بالطرق التقليدية من خلال التعامل مع كبار العائلات كما كان في السابق. وكيف تتعامل مع المال السياسي في الدائرة ؟ الحقيقة أنها مشكلة كبرى في الانتخابات بشكل عام ولكن التصويت بالرقم القومي جعل الامر أقل خطورة ولا يمكن لمرشح أن يكسب كل الاصوات عن طريق شراء الأصوات أو توزيع رشاوي انتخابية على مجموعة المنتفعين، فهي في النهاية لا تؤدي إلى الفوز، ولذلك اتقع أن تشهد الإعادة منافسة بين المال السيسي والنور ومرشح الوطني المنحل ومرشح الوفد إضافة الى طبيعة الدائرة لوجود عائلات صعيدية والتي استقرت في القاهرة فهناك عصبية عائلية موجودة بالدائرة وهذا يحد من المال السياسي. وما رأي في تأجيل الانتخابات ؟ تأجيل الانتخابات يسبب الكثير من المشاكل والآثار السلبية من أبرزها فتور حماس المرشحين كما سيؤثر على خروج واقبال الناخبين وربما تراجع بعض المرشحين إضافة الى الأثر الخارجي على صورة مصر لأننا خلال عامين نحاول عمل برلمان. هذا بالإضافة للتكلفة المالية وما تم خلال عملية التقاضي أدى الى تأجيل كثير من المرشحين للدعاية التي كانت مقررة منذ الخميس 23 فبراير وبالتالي سواء استمرت الانتخابات أو تأجلت هناك أثر سلبي وستكون فترة الدعاية اقل من أسبوعين وهو ما أخذ من حق المرشح ومع ذلك نرجو أن تتم الانتخابات في موعدها.