يبدو أن العقيد الليبى معمر القذافى غير من استراتيجيته المضادة للثورة، فرغم أن الغموض ما زال يحيط بمقتل اللواء عبد الفتاح يونس القائد العسكرى للثوار، فإن نظام القذافى الذى وضعه الثوار فى موقف دفاعى بعد مرور أسابيع قليلة على اندلاع الثورة، يسعى لاستثمار وقع العملية الهائل للتعديل من وضعيته، وتصدير أزمة إلى ما وراء خطوط الثوار. سريعا حاول القذافى اختلاق أزمة ثقة بين الشعب فى المناطق المحررة، والمجلس الانتقالى، حيث زعم محمد إبراهيم المتحدث باسم النظام، أول من أمس، أن تنظيم القاعدة يقف وراء اغتيال يونس، وأن العملية تؤكد نفوذ التنظيم فى شرق ليبيا الواقع تحت سيطرة المعارضة. غير أن ثمة ما يشير إلى نجاح الموالين للقذافى فى اختراق صفوف الثوار. وفى الوقت الذى تحدثت فيه حكومة المعارضة عن اعتقال قائد من الثوار، كان قد تلقى أوامر بإحضار يونس من خط الجبهة قرب مدينة البريقة، وأنه اعترف بأن جنوده قتلوا يونس، كشفت مصادر ليبية أن هذا القائد هو فوزى أبو كتف قائد كتيبة «17 فبراير» الأمنية، التى دأبت مؤخرا على انتقاد يونس بالتقصير فى جبهة البريقة وعدم السيطرة على الأمور. المصادر أوضحت بحسب صحيفة «الرأى الكويتية»، أن التحقيقات مع أبو كتف تركزت على دوره فى التحريض أو إعطاء الأوامر بتصفية يونس، لافتة إلى أن الكتائب الأمنية التى تتولى حفظ الأمن فى بنغازى والمناطق المحررة تعد الحلقة الأضعف ضمن المجموعات الثورية المنضوية تحت لواء المجلس الانتقالى، لأنها متعددة ولا قيادة واحدة مركزية تسيطر عليها، مما يجعلها سهلة الاختراق بالنسبة للعناصر الموالية للقذافى. من ناحية أخرى أعلن «الناتو» فجر أمس قصفه وإعطابه 3 أطباق أرضية بطرابلس مخصصة لبث قنوات فضائية تابعة للقذافى، فيما أعلنت قوات القذافى أنها قتلت 190 عنصرا على الأقل من الثوار غرب ليبيا.