أدانت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، اليوم الثلاثاء، عملية "القتل الوحشي" ل21 مصريا ذبحا، على يد عناصر تنظيم "داعش" في ليبيا، واعتبرتها "جريمة حرب". وطالبت المنظمة الحقوقية من السلطات الليبية ب"اتخاذ خطوات فورية لتقديم الجناة إلى العدالة"، والأممالمتحدة "بوضع آلية للتحقيق والملاحقة القضائية في هذه الجرائم". وقالت "رايتس ووتش"، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، اليوم، بعنوان: "ليبيا/ مصر: قتل المصريين جريمة حرب"، إن "القتل الوحشي ل21 من المسيحيين المصريين، أَسَرتهم جماعة ليبية متطرفة، جريمة حرب يجب أن يحاسب المسؤولون عنها". ودعت السلطات الليبية التي تمارس سيطرتها الوقت الراهن في شرق وغرب ليبيا، بأن "تطالب قواتها بالامتثال للقانون الدولي، واتخاذ جميع الخطوات الممكنة لضمان محاسبة أولئك الذين يرتكبون الجرائم الوحشية، مثل قتل الأقباط المصرين أو غيرها من الانتهاكات". وأضافت المنظمة أنه "ينبغي على الأممالمتحدة تأسيس آلية تحقيق دولية، أو تعيين مقرر خاص للتحقيق في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا، بغرض الملاحقة القضائية". وحثت "رايتس ووتش" المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية (فاتو بنسودا) على متابعة الواقعة، إلى جانب غيرها من الجرائم الخطيرة المستمرة في ليبيا، وذلك بهدف تحديد ما إذا كان هناك ما يبرر إجراء مزيد من التحقيقات، لافتة إلى أن "قتل المدنيين على أيدي أفراد ينتمون إلى طرف في نزاع مسلح هو جريمة حرب". ونقلت الوكالة عن شاهد عيان من سكان "درنة" (لم تحدد هويته) قوله إن "الضربات الجوية قتلت ستة مدنيين على الأقل". وبحسب المنظمة، أوضح الشاهد عبر رسالة بريد إلكتروني أنه يعرف بأمر "الغارات الجوية الثمانية، التي بدأت نحو الساعة 06: 00 صباحا (بالتوقيت المحلي) يوم 16 فبراير واستهدف مجمع شركة الجبل في درنة، حيث تتمركز قوة شرطة موالية للجماعة المتطرفة، والشيهاء، وهي منطقة سكنية". واعتبرت "رايتس ووتش" أنه "ينبغي على ليبيا ومصر إجراء تحقيقات في سقوط ضحايا من المدنيين جراء هذه الغارات الجوية، ومصر بحاجة إلى اتخاذ خطوات للحد من هذه الخسائر البشرية". وطالبت المنظمة جميع أطراف الصراع في ليبيا، التي تشمل الآن مصر، بالالتزام بقوانين الحرب. وهذا يتطلب منهم اتخاذ جميع الخطوات الممكنة لحماية المدنيين. من جانبها، قالت "سارة ليا ويتسن" المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة، في التقرير، إن "داعش تروع العالم مجددا من خلال ارتكاب جرائم حرب، وهذه المرة لم تظهر أي رحمة في ليبيا". غير أنها استدركت بالقول "ولكن أي اشتباك عسكري مع داعش ينبغي أن يتخذ جميع الخطوات الممكنة لإنقاذ أرواح المدنيين، وينبغي على اللاعبين الدوليين العمل على وعودهم لتحديد ومعاقبة مرتكبي جرائم الحرب". وحذرت "ويتسن" من أن "الفشل في التحرك الآن سيؤدي فقط إلى مزيد من الجرائم المروعة ومزيد من الضحايا المدنيين".