قال "محمد علي شاهين" نائب رئيس حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا، في تصريحات أدلى بها، مساء أمس السبت، خلال مشاركته في فاعلية للجالية التركية بمدينة "غيلسنكيرشن" على الحدود مع ألمانيا إن "حركة الشباب الصومالية، مثل "الكيان الموازي" في تركيا، كلاهما يعملان من الباطن لصالح وكالات استخبارات اجنبية. وجاء حديث "شاهين" عن حركة الشباب الصومالية، وهو بمعرض ذكر أن تركيا تأتي في المركز الأول على مستوى العالم من حيث تقديم المساعدات الإنسانية، وأنها قدمت للصومال كثيرا من المساعدات، وهذه الحركة لا ترغب في تقديم تركيا لمساعدات لمقديشيو، على حد قوله. وذكر أن التفجير الأخير الذي نفذته الحركة بالتزامن مع زيارة الرئيس "رجب طيب أردوغان" لمقديشيو، استهدف فندقاً كان يقيم به الوفد التركي الذي كان يعد لزيارة "أردوغان"، لافتاً إلى أن هذه الحركة تعمل من الباطن لصالح وكالات استخبارات غربية. واستطرد "شاهين" قائلا: "هذه الحركة تستغل الموارد الطبيعية للصومال منذ سنوات، وهى لا ترغب في فوز تركيا بقلوب الناس هنالك، ولقد قامت بالتفجير حتى لا يذهب أردوغان إلى مقديشيو. وهناك تنظيم مماثل لتلك الحركة في تركيا، الكيان الموازي الذي لو كانت لديه المقدرة الكافية، لكان باستطاعته أخذ السلطة في البلاد من (العدالة والتنمية)، ورأس الكيان الموازي، موجود في ولاية بنسلفانيا الأمريكية، والتنظيمان يعملان من الباطن لصالح وكالات استخبارات أجنبية، لكن الشعب مدرك لذلك جيدا". وأوضح أن "مثل هذه التنظيمات لا يمكن أن تمثل الإسلام، فمن يقتل الإنسان حرقا، لا يمكن أن يكون مسلما، وهذه التنظيمات تضر الإسلام في الأساس". وفي شأن آخر ذكر "شاهين" أن ألمانيا بها عدد كبير من رجال الأعمال الأتراك الذين كان لهم دور كبير في قوة الاقتصاد الألماني، بحسب قوله، معلناً رفضه لظاهرة العداوة ضد الأجانب التي بدأت تتفشى في عدد من البلدان الأوروبية في الآونة الأخيرة، مضيفا "عداوة الأجانب أمر مرفوض، والأتراك في ألمانيا لا يستحقون هذه المعاملة". وشدد على أن هناك تمييزا يمارس ضد الأتراك في ألمانيا، وأن هناك تفرقة في المعاملة بينهم وبين الألمان، مشيراً إلى أنهم لا يمارسون نفس الشئ ضد الألمان المقيمين في تركيا، وأكد أنهم سيتابعون رصد هذا التمييز الذي يمارس ضد الأتراك. وتطرق إلى مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، وذكر أن بلاده لم تستطع من قبل منافسة الدول المتقدمة في هذا الشأن، بالشكل الكافي، بسبب الانقلابات التي تعرضت لها، مضيفاً "لكن تركيا الآن دولة ديمقراطية، ولقد قطعنا شوطاً كبيرا بخصوص بعض الموضوعات التي كانت تمثل أموراً محظورة في تركيا القديمة، مثل لبس الحجاب، وحرية التعلم به". وأشار إلى أن تركيا حققت إنجازات كبيرة في المجال الاقتصادي، موضحا أنها أفضل من الاتحاد الأوروبي في عدد من المجالات، وتابع قائلا: "لماذا لا يريدون ضم تركيا لأوروبا؟ فكما تعلمون نحن بدأنا طريق المفاوضات مع كرواتيا من أجل الانضمام لأوروبا، والآن كرواتيا باتت عضوا بالنادي الأوروبي، انضمت كرواتيا على الرغم من أن تركيا أفضل منها في مجال حقوق الإنسان، والديمقراطية والوضع الاقتصادي". ولفت إلى أن هناك العديد من الدول الأوروبية التي تفكر بنفس عقلية ومنطق حركة (أوروبيون ضد أسلمة أوروبا) - التي تعرف اختصارا باسم (بيجيدا)- "دول يزعجها وجود دولة مسلمة في الاتحاد الأوروبي، بالضبط مثلما ترفض تلك الحركة وجود المسلمين بشكل عام هناك". واستطرد قائلا: "هذه نظرتهم لتركيا، لكن السؤال أين هى الديمقراطية وحقوق الإنسان، والاتحاد الأوروبي متعدد الثقافات الذي تتحدثون عنه؟ وأوجه كلامي من هنا، من ألمانيا صاحبة أكبر كثافة سكانية بين دول الاتحاد، أوجه إلى تلك الدول التي تنظر إلينا هذه النظرة، وأقول لهم كونوا صادقين في كلامكم، وتحلوا بالمبادئ، فلقد قمنا بفعل ما طلبتموه منا، ومازلنا نفعل، لكنكم في كل يوم تخرجون علينا بعراقيل جديدة"