رصد الكاتب الأمريكي، آرون ديفيد ميلر، تكرار تأكيد البيت الأبيض ووزير الخارجية جون كيري وعدد متنوع من المسؤولين الأمريكيين، أنَّ واشنطن لن تتدخل في سياسات إسرائيل وانتخاباتها، منوّهًا إلى أنَّ عدم التدخل هو القاعدة بالفعل في ظل الظروف العادية. وتساءل، في مقال نشرته مجلة "فورين بوليسي": "ماذا لو أن إسرائيل تدخلت فجأة وبشكل سافر في سياسات أمريكا؟، فهل يتسنى لإدارة فاض بها الكيل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وأمّلت طويلاً أن ترى قائدًا جديدًا تفرزه الانتخابات الإسرائيلية المزمعة في 17 مارس المقبل، هل يمكن لهذه الإدارة أن تلجأ إلى مثل هذا التدخل لمحاولة ترجيح كفة منافس نتانياهو؟". وأضاف أنَّ فُرَص تغيير نظام "المُلاّ" في إيران قليلة مقارنة بفُرَص تغيير النظام في إسرائيل، ورأى أن نتانياهو بقبوله غير المدروس لدعوة جون بينر رئيس مجلس النواب الأمريكي، فإنه أعطى فرصة لإدارة أوباما. وتابع: "يمكن للمرء أن يراهن على أن البيت الأبيض سينتهز الفرصة للعزف بوضوح على وتر أن بيبي نتانياهو خطر على العلاقة بين أمريكا وإسرائيل". ولفت الكاتب إلى أنَّ البيت الأبيض بالفعل أعلن أنه لن يكون هناك لقاء بين الرئيس أوباما ونتانياهو، وأنَّ ثمة خبرًا جيدًا لنتانياهو هو أنَّ كليهما "أوباما ونتنياهو" لن يجمعها لقاءً سيئًا آخرًا. وذكر أنَّ ثمة خبرًا آخرًا ليس جيدًا هو أن أبواب البيت الأبيض ستغلق في وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي، وهو الأمر الغريب. ورصد ميلر قول المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إرنست: "السبب هو قُربُنا الشديد من الانتخابات الإسرائيلية"، ونفى ميلر أنَّ يكون هذا هو السبب الحقيقي؛ قائلاً إنه لو أن أوباما ونتانياهو أصدقاء لكان يمكن أن يتقابلا بالأحضان في المكتب البيضاوي. ونوه ميلر عن أن نائب الرئيس جو بايدن لن يشهد خطاب نتانياهو في واشنطن هو الآخر، ورأى أن غياب مثل هذا المناصر القوي لإسرائيل عن الكونجرس وقت خطاب بيبي نتانياهو، إنما يوفر لنواب ديمقراطيين آخرين غطاءً لعدم الحضور. وأشار إلى أنَّ السيناتور الديمقراطي "باتريك ليه" لن يحضر هو الآخر بين آخرين من المتوقع أن تزيد أعداد قائمتهم. ورأى صاحب المقال ألاّ طريقًا آخرًا لقراءة غياب بايدن إلا باعتباره إشارة مُنسّقة من واشنطن مفادها أن ثمة خطأ بالغا بات يهدد العلاقة مع إسرائيل، وأن البيت الأبيض بصدد العمل لحرمان نتانياهو من أي مكاسب يمكن أن يجنيها من وراء خطابه. ونبّه ميلر إلى أنه بينما مسؤولو إدارة أوباما لن يلتقوا نتانياهو، فإنهم يلتقون خصمه الرئيسي، إسحاق هرتسوج، رئيس حزب العمل. ولفت الكاتب إلى مقابلات أجراها هرتسوج مع كل من بايدن وكيري على هامش مؤتمر الأمن في ميونخ الأسبوع الماضي. ونوَّه ميلر أن أوباما وكيري يفضلان رؤية نتانياهو خارج القيادة الإسرائيلية، بينما الثنائي هرتسوج وتسيبي ليفني في القيادة، وأكد ميلر أنَّ أوباما وكيري يعملان كل ما بوسعهما للحصول على تلك النتيجة.